وتلك الأيــام .. هل نعترف: المبدعون واجهة غير حضارية في اليمن؟

> محمد سعيد سالم:

>
محمد سعيد سالم
محمد سعيد سالم
الأنظمة السياسية على اختلاف مشاربها، ودرجة تصنيفها: ديمقراطياً، أو استبدادياً، أو شمولياً، أو غير ذلك.. أو على اختلاف صفاتها ومكوناتها من جمهورية، أو ملكية، أو برلمانية، أو سلطنات.. أو غير ذلك.. لا يختلف أكثرها على أن أهم واجهة تمنحها (السمة الإنسانية والحضارية) هي: مقدار (ثروتها) من المبدعين في مختلف المجالات الإنسانية والإبداعية، ومستوى ما يحتله هؤلاء المبدعون من منزلة ومرتبة على خارطة (الأولويات) الوطنية والسياسية، وعلى صفحات الاستحقاق المعيشي والمهني والدعائي والحضاري.

< النظام النازي في ألمانيا، في عهد هتلر، كان يعتبر الألمان الجنس السامي الأعلى مرتبة بين شعوب العالم. وكان يسعى لفرض هذا التوجه الفاشي الشوفيني بالقوة العسكرية. ولكن كان بين (آلياته) حصر الكفاءات والموهوبين والمبدعين، في مختلف مجالات الإبداع الإنساني، ووضع سياسات راسخة ضمن أولوياته لإبراز الكفاءة الألمانية وترويجها لإثبات تفوق الجنس الألماني في مجالات: العلم والأدب، والموسيقى، والرياضة.. وغيرها.

< النظام الأمريكي (الجمهوري- الديمقراطي) اعتمد ضمن الصدارة في أجندة أفضلياته على مستوى العالم، العناية الفائقة بمبدعيه في مجالات السينما، والفن، والرياضة، والأدب، والطب، والاقتصاد، ومختلف العلوم الاجتماعية والإنسانية، ليكونوا واجهة إنسانية - إبداعية، تمنحه (مشروعية حضارية) وأفضلية على نظم الحكم في باقي العالم!!

< نظام الحكم في الشقيقة المملكة العربية السعودية، وفي مختلف الدول الشقيقة في مجلس التعاون الخليجي، قدمت لنفسها كدول مستقلة (مشاريع حضارية) متميزة، أبرزها في المسارات والتوجهات الاقتصادية، وفي مجالات الإبداع الإنساني المختلفة، التي منحتها انتشاراً وحضوراً على مستوى العالم، في زمن قياسي، ويكفي للدلالة على ذلك ما يحدث اليوم في قطر من نهضة رياضية متميزة، وفي السعودية من طفرة ثقافية وفنية ملموسة، وفي كل (الدول الخليجية) من حضور طاغ على مستوى الساحة الإعلامية الدولية.

< الأمثلة كثيرة، وعنوانها الرئيس هو: (ثروتها من المبدعين والموهوبين والكفاءات) الذين يجسدون رصيدها من الحضارة والتقدم. والذين هم لسان حالها (الأعلى) إذا عجز لسان الحال في مجالات: المعيشة، والتنمية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية!

< وأنا، عندما أرى كل ذلك من حولنا، أشعر بالأسى على هذه (الثروة) التي لم تعرف قيمتها الكبرى بعد (في بلادنا). إنها ثروة مبددة، وفي كل المجالات، منهم من رحل في صمت ومنهم من يموت ببطء ومنهم من يقتله التهميش، وإدارات المعقدين والفاشلين، ومنهم من ينتظر كلمة رثاء على حياته البائسة، أو يستدر عطفاً أمام أبواب ليس في قاموسها مفردة (الإبداع)!

< إلى فخامة الرئيس، وإلى كل الشرفاء.. هل تدخل اليمن قائمة الدول التي تعترف بأن المبدعين ثروة وواجهة حضارية؟..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى