المحطة الأخيـرة .. عندما يفقد العمل السياسي شرفه!

> جمال اليماني:

>
جمال اليماني
جمال اليماني
السياسة تحتل مكاناً مهماً في حياتنا نتكلم عنها منذ استيقاظنا من النوم حتى نخلد إلى النوم، بل وفي أحيان كثيرة نراها في منامنا نتكلم عنها عند الأكل وفي مقايل القات.. المهم أنها تشغل حيزاً كبيراً من أوقاتنا نحن المتابعين فما بالك بالمشتغلين بها وهي مهنة لا يجيدها الجميع كما يتكلم عنها وللعمل السياسي رجاله.

والسياسة لها قوانينها ولها ثوابت ومبادئ ومواثيق شرف وخطوط حمراء لا تمس والخاصة بالسيادة الوطنية وأمن واستقرار الأوطان.. لكن عندما يتجاوز السياسيون كل هذه القوانين والثوابت ويصبح همهم الأكبر ترتيب أوضاعهم على حساب هذه القيم وتحت مبرر المعارضة هنا يفقد العمل السياسي شرفه وتصبح المعارضة خطراً واضحاً على الأوطان فيسود مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) والتحالف مع الأعداء صداقة.

إن ما يحدث في العراق والصومال وما سيحدث في لبنان هي أمثلة واضحة يفترض بالمعارضة في كل مكان أن تتعظ وتعتبر من أخطائها، فمن أوصل بلد الرافدين إلى هذه الحال المأساوية غير أبنائه؟ وأقصد المعارضة ممن لم يلتزموا بشرف مهنة السياسة والمعارضة متناسين خطورة المستقبل السيء الذي يحيق ببلدهم ولا أعرف يرضي من ما وصل إليه العراق من قتل ودمار وتمزيق للأرض وهتك للعرض وليس بوسع المعارضة السابقة الحاكمة اليوم عمل شيء إزاء هذه الأوضاع الخطيرة لأنها عديمة الخبرة بالحكم وإدارة الأزمات فأصبح وضعها لا يسر صديقاً ولا عدواً.

وفي مواجهة هذا الابتذال السياسي الذي يقود إلى مصير مجهول ينبغي أن تتعايش المعارضة مع الآخرين كما على الآخرين أن يتعايشوا معها، وأن تلتزم بالثوابت ومواثيق الشرف وأن تضع الوطن فوق مصالحها.. وللإنصاف نجد أن بعض المعارضة عقلانية لأنها تعمل على التوازن بين السياسة والمصالح بعيداً عن الابتذال وطرق باب الأجنبي على حساب وطنها وكثير منها عاد للحوار وللمعارضة البناءة داخل الوطن.

وللمعارضة مزاياها وعيوبها ومن أهم مميزاتها أنها مرآة السلطة التي تبصرها بأخطائها لكي تسير البلدان في الاتجاه الصحيح، ومن عيوبها الوقوع دائماً في المحظور من خلال الانجرار نحو الدعاية المغرضة وتصيد الأخطاء حتى لو أدت بالوطن إلى كارثة كما حدث في العراق والصومال وما يحدث في لبنان.

في اعتقادي أن الوصول إلى السلطة في أي مكان من العالم لا يأتي إلا من خلال التنافس الشريف عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات وتقديم أفضل البرامج الانتخابية وكسب ثقة الناخبين ومن خلال الحرص على سلامة الأوطان والشعوب لا بالتآمر واللجوء إلى الأساليب غير الشريفة من أجل الوصول إلى السلطة.

إنه لشيء مؤسف أن تصل منطقتنا العربية إلى هذا الوضع المتردي ولكنه غير مستغرب في ظل حالة الأنانية التي تعيشها المعارضة لأنها تعمل بدأب من أجل إسقاط الأنظمة الحاكمة من خلال القوة والتآمر حتى ولو ضحت بالوطن والشعب مثل ذاك الذي يضحي (بالأم والجنين من أجل أن يعيش هو) وعند ذلك يفقد العمل السياسي شرفه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى