وماذا بعد تقرير بيكر بشأن الحرب في العراق؟

> لندن «الأيام» عن «البي بي سي»:

> يرى المحللون أن كلا من بوش وبلير يخضعان الآن لضغوط لاتباع استراتيجية جديدة في العراق,سؤال كبير طرحته صحيفة الأوبزيرفر الصادرة صباح أمس الأحد في تحقيق مصور جاء في صفحتين كاملتين ليرصد اللحظات المفصلية التي مرت بها ما أسمته "المعركة من أجل بغداد" ويستشرف المستقبل الذي يمكن أن تؤول إليه الأمور في العراق بعد صدور تقرير بيكر-هاملتون.

يرى التقرير، الذي أعده بول هاريس وبيتر بومونت، أن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أضحى الآن بعد صدور تقرير "مجموعة دراسة العراق" يرزح تحت وطأة ضغط كبير لتنفيذ بعض توصيات التقرير.

إلا أن الكاتبين يعتقدان أنه من المحتمل أن "يخيب الرئيس بوش آمال منتقديه ويرسل المزيد من القوات إلى العراق" بدل سحب القوات الموجودة من تلك البلاد.

ضغط كبير

ويدلل التحقيق على الضغط الكبير الذي يتعرض له بوش للانسحاب من العراق، حتى من قبل من كانوا يعتبرون من أشد الموالين له والمؤيدين للحرب في العراق.

فهذا جوردن سميث، السناتور الجمهوري الذي كان من أشد الموالين لبوش والداعمين له في قراره بخوض الحرب في العراق، يغير رأيه الآن فجأة ويصف السياسة الأمريكية في العراق بأنها "عبثية" وحتى "يمكن أن تكون إجرامية".

ويرى التحقيق أن الشيء الذي يمكن أن يغير حقيقة السياسة الأمريكية في العراق ليس مراكز الأبحاث والتقارير الصادرة في واشنطن، بل تطور الأوضاع على الساحة العراقية ذاتها.

استمرار الوضع

أما بالنسبة للمستقبل، فيعتقد التقرير أن يستمر الوضع كما هو عليه الآن من تواصل لأعمال العنف في ظل الوجود العسكري الأمريكي وعجز الجهود الدبلوماسية الدولية وعدم الرغبة الحقيقية للرئيس بوش في الانسحاب من البلاد دون تحقيق ما كان يصبو إلى تحقيقه.

ويخلص التحقيق إلى نتيجة مفادها أن الأمريكيين لن يقتنعوا بالانسحاب من العراق بسهولة دون تحقيق نصر ما يحفظ لهم ماء الوجه ويقيهم شر الانزلاق مرة أخرى في جحيم على غرار حرب فيتنام، تلك العقدة التي عانى منها الأمريكيون، ولا زالوا، كثيرا.

ولكي نبقى في العراق ومع الأوبزيرفر، نذهب إلى افتتاحية الصحيفة التي جاءت تحت عنوان: "بوش قد يكون أخفق، ولكن العراق لا زال يحتاج إلى الديمقراطية".

وتركز افتتاحية الصحيفة على البيانات ذات الدلالات القوية والواضحة التي احتوى عليها تقرير بيكر-هاملتون كتأكيده على أن:

الأمريكيون منزعجون

"حوالي 100 أمريكي يموتون كل شهر، وأن أمريكا تصرف ملياري دولار كل أسبوع، وقدرتنا على الاستجابة للأزمات الأخرى باتت مقيدة، وغالبية الأمريكيين أصبحوا منزعجين من الحرب".

إلا أن الافتتاحية تخلص إلى نتيجة تقول: "حتى بعد أن يتنحى بوش ويغادر سدة الرئاسة، فستبقى هناك حاجة لنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط".

"كان الله بعون جنودنا المساكين"

هذا هو عنوان تحليل نقدي للكاتبة مينيت مارين في صحيفة الصاندي تايمز تحمل فيه على "ظلم" الحكومة البريطانية التي اعترفت صراحة بأن عائلات الجنود الذين يقتلون في العراق يجبرون على دفع مئات الجنيهات الإسترلينية مقابل تمكينهم من الوصول إلى سجلات أبنائهم والحصول على التفاصيل المتعلقة بكيفية موتهم.

تقول الكاتبة: "هذا ليس مجرد خطأ، إنه عمل منحط...فأولئك الذين يعتقدون أن قواتنا المسلحة هي أمر غير ذي شأن، سرعان ما سيكتشفون أن الوضع مختلف بالنسبة لجنود الدول الأخرى".

أما الصنداي تلغراف، فترى الوجه الآخر لتعامل الحكومة البريطانية مع الجنود الذين يتعرضون لإصابات أثناء خدمتهم في العراق، إذ قد يحصل البعض منهم على تعويضات إصابة قد تصل إلى نصف مليون جنيه إسترليني.

"نبقى أم نرحل؟"

وعن الوضع في العراق ومستقبل القوات البريطانية في تلك البلاد، ترى الصنداي تلغراف أن "السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل سنبقى في العراق أم يتعين علينا الرحيل؟"

والسؤال لم يكن عنوانا لتحقيق أو تعليق أو مقال نقدي أو تحليلي، بل هو مجرد تقديم من قبل الصحيفة لرأيي اثنين من أهم كتاب الأعمدة في بريطانيا هما نيال فيرغوسون وماتيو دو أنكونا اللذان قدما قراءتين مختلفتين لتوصيات لجنة بيكر-هاملتون بشأن الوضع في الهراق.

وعودة إلى الصنداي تايمز لنقرأ فيها تحقيقا مميزا لمراسلة الصحيفة في عمان هالا جابر عن "انهيار المحادثات الأمريكية السرية مع المسلحين" في العراق.

انهيار مفاجئ

وتنقل المراسلة عن مصادر مقربة من المسلحين قولها إن المحادثات التي استمرت أشهرا بين الطرفين انهارت فجأة دون التوصل إلى نتيجة.

كما تنشر الصحيفة تحقيقا آخر ليس بعيدا عما يجري في العراق تحدث فيه هذه المرة عن "دموع بوش الأب التي تعد شاهدا على العذاب" الذي تعيشه الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام.

والتحقيق مرفق بمجموعة خرائط وصور لجنود أمريكيين في ساحة المعركة في العراق، بالإضافة إلى صور للرئيسين بوش الابن الذي يسبح في بحر من الهموم والمتاعب والأب الذي أخذ يذرف دموع الحزن بسبب ما آلت إليه الأمور مع ولديه جيب الخاسر لمنصب حاكم ولاية فلوريدا وجورج الذي يكاد يغرق في مستنقع اسمه العراق.

على الصفحة الأولى من الصنداي تايمز تقرير تحت عنوان "مسلمون يقولون: انضم إلى الجيش البريطاني وأصبح شهيدا".

"فعل شهادة"

يتحدث التقرير عن المنتدى الإسلامي البريطاني الذي أخذ يعلم الشباب المسلم كيف أن الموت أثناء القتال في صفوف القوات المسلحة البريطانية هو "فعل شهادة" حتى ولو قضى الجندي المسلم وهو يقاتل في بلد إسلامي مثل أفغانستان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى