نادية السقاف رئيسة تحرير «اليمن تايمز» أول الفائزين بجائزة جبران التويني للحريات الصحفية

> «الأيام» عن «النهار»:

>
الزميلة نادية عبدالعزيز السقاف تحمل جائزتها وخلفها صورة ضخمة لجبران التويني خلال حفل توزيع جوائز في بيروت ليلة أمس الاول
الزميلة نادية عبدالعزيز السقاف تحمل جائزتها وخلفها صورة ضخمة لجبران التويني خلال حفل توزيع جوائز في بيروت ليلة أمس الاول
الامل والاندفاع، بدل اليأس والاستسلام. هكذا تبدل شعور الصحافية اليمنية نادية السقاف عندما أُبلغها "الاتحاد العالمي للصحف" قبل ايام قليلة بانها فازت بـ"جائزة جبران تويني السنوية للحريات الصحافية"، التي منحت أمس (الأول) في الذكرى الاولى لاستشهاده .

وتدرك رئيسة تحرير جريدة "اليمن تايمز" المستقلة والصادرة بالانكليزية ان الجائزة قد لا تغير "عمليا" وضع الصحافيين في اليمن، الا انها تتوقع ان تغير من شعورهم بقيمتهم وتبين للمتحكمين بالوضع في بلادها ان هناك من يشجع الصحافيين ويسندهم.

وفي حديث الى "النهار" بعد تسلمها الجائزة في مؤتمر "الصحافة تحت الحصار"، شرحت السقاف المشكلات التي تعترض العمل الصحافي في بلادها، مشيرة الى انها تتابع "اسوة بالعالم كله" التطورات في لبنان، "فنحن نتحمس معكم ونبكي معكم ونفرح معكم. وكذلك نتعلم منكم لان هناك دروسا كثيرة في لبنان."

ولم تخفِ الصحافية اليمنية الشابة، التي فقدت والدها مؤسس الجريدة في حادث "مدبر"، تأثرها نتيجة تشابه الظروف بينها وبين نايلة تويني. وشعرت خلال الاحتفال بأن "الانسان الذي لديه هدف ورؤية، الانسان الصادق، لا يموت". كذلك شعرت بالحنين الى والدها...

فوجئت السقّاف كثيرا عندما تلقت اتصالا هاتفيا قبل ثلاثة ايام من "الاتحاد العالمي للصحف" ابلغها بانها فازت بالجائزة. فهي لم تكن تعرف اساسا انها من ضمن المرشحين. "كنت اقوم بعملي العادي، ولم يكن في بالي ان هناك من يراقب هذا العمل او يتابعه. كانت مفاجأة سارة جدا عندما اتصلوا بي ودعوني الى لبنان لتسلم الجائزة".

تلقت الخبر في وقت كانت في حاجة الى مفاجأة من هذا النوع: "كنت امر بمرحلة من الاحباط، بسبب صعوبة العمل الصحافي في اليمن، وخصوصا بالنسبة الى امرأة. وكنت اسأل نفسي: لماذا انا هنا؟ ولماذا اقوم بهذا العمل؟ ولماذا بقيت في اليمن اساسا؟ وفجأة اتصلوا بي واعلموني بالجائزة..."

ولماذا تعتقد انهم اختاروها؟ "طرحت السؤال عليهم، فأجابوا انهم اعتمدوا معايير محددة، ابرزها الموضوعية والدفاع عن حقوق الانسان في ظروف صعبة. واخذوا ايضا في الاعتبار انني امرأة في مجتمع تقليدي ذكوري. ولأننا نسير على سياسة جبران تويني نفسها، المستندة على الحياد والموضوعية، والدفاع عن حقوق الانسان والديمقراطية والشباب."

وماذا ستغير هذه الجائزة بالنسبة اليها والى صحيفتها؟ "شخصيا سأصبح مشهورة اكثر، وستعطيني الجائزة املا ودفعا لكي لا استسلم، وخصوصا انني اشعر بأوقات كثيرة باليأس. والأمر الثاني هو انني اشعر الآن بأنني لست وحدي بل لدي اصدقاء حول العالم. ومنذ الغد، سأتواصل اكثر مع "النهار"، ونتبادل الصحافيين. وسأتواصل اكثر كذلك مع "الاتحاد العالمي للصحف"، الذي نتعاون معه منذ زمن بعيد." ولا تتوقع ان تغير الجائزة "عمليا" وضع الصحافيين في اليمن، "لكنها ستغير ربما في شعورهم بقيمتهم، وستجعل الاشخاص المتحكمين بالوضع في اليمن يدركون ان عليهم الانتباه، لان هناك من يشجع هؤلاء الصحافيين، و"لديهم ظهر". وان لم يكن ظهرهم من اليمن، فهو من الذين يشاركونهم الحريات في العالم".

صاحب الرؤية لا يموت

لم تكن تعرف جبران تويني شخصيا، لكنها كانت تقرأه وتتابع "اسوة بكل العالم" الاوضاع في لبنان. "فنحن نتحمس معكم ونبكي معكم ونفرح معكم. ونتعلم منكم لان هناك دروسا كثيرة في لبنان. وانا افكر جديا الآن بإطلاق مشروع الحكومة الشبابية في اليمن كما فعلتم."

وتلفت الى ان ظروفها مشابهة جدا لظروف نايلة تويني، اذ ان والدها عبدالعزيز السقاف الذي اسس الصحيفة عام 1999 توفي في حادث سير "مدبر"، غداة تنظيمه ندوة عن حقوق الانسان، وفي وقت كان تقدم بدعوة ضد الحكومة. وماذا كان شعورها خلال الاحتفال؟ "شعرت بأن الناس لا يموتون. فالانسان الذي لديه هدف ورؤية، الانسان الصادق، لا يموت، وان غاب جسده، فصورته تبقى موجودة. وشعرت نوعا ما بالحنين الى ابي..."

المعلومات والقانون والوعي

اما الصعوبات الابرز التي تواجهها السقاف وبقية الصحافيين في اليمن، فتلخصها كالآتي: "اولا صعوبة الوصول الى المعلومات، لان المسؤولين لا يتعاونون مع الصحافيين، ولأن المعلومات وحتى في المواضيع الاساسية تكون احيانا متناقضة. ثانيا قانون الصحافة، الذي يحد جدا من الحريات والحقوق الصحافية. ومع ذلك، نتجاوز هذا القانون بملايين الكيلومترات، لاننا لو اتبعناه لما كنا كتبنا كلمة واحدة، والحكومة تعتمد المرونة في هذا الاطار لانها لو طبقت القانون لكنا دخلنا جميعا السجن. وثالثا الوعي، اذ ان نصف سكان اليمن اميون لا يقرأون ولا يكتبون."

وثمة مشكلات خاصة لأن الجريدة تصدر بالانكليزية، ما يتطلب ترجمة مواد كثيرة، علما ان "غالبية القراء ليسوا من الشعب العادي بل من المثقفين والاجانب واصحاب القرار". وهي تواجه ايضا مشكلات محددة لانها امرأة، ليس في مجال الصحافة، بل الادارة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى