في الورشة التنسيقية بين الخطباء والمرشدين ومنظمات المجتمع المدني حول التوعية السكانية لمحافظات لحج- إب - تعز .. تنظيم النسل مشروع وتحديده ممنوع إلا في حالات

> «الأيام» أنيس منصور

> عني الإسلام بالاسرة المسلمة أيما عناية ، فاهتم بها في جميع مناحي الحياة كونها الخلية الأولى في المجتمع ، وأساسها الأبوان فقد حث الإسلام ايضاً على الزواج وتهيئة الوسائل الموصلة إليه. تعاني بلادنا مشاكل سكانية فقد ارتفعت معدلات الوفيات ومعدل الخصوبة ذلك كله بسبب مضاعفات الحمل والولادة وكذلك الحمل المتتابع والحمل في الأعمار الخطرة وقلة الرعاية الأسرية والصحية.

على هامش الورشة التنسيقية بين المرشدين والعلماء والخطباء ومنظمات المجتمع التي أقامتها وزارة الأوقاف وبتمويل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مجال التوعية السكانية لمحافظات لحج - إب- تعز التقت «الأيام» عدداً من المشاركين الذين سجلوا انطباعات، وآراء ، و مناقشات هادفة ، وبيانات مهمة حول التوعية السكانية:

< الشيخ محمد بن محمد المهدي رئيس جمعية الحكمة اليمانية بمحافظة إب ذكر أن تحديد النسل حرام، الا في حالات نادرة اضطرارية ، والتنظيم جائز ولا يصح أن يكون حكماً عاماً ، لاختلاف أحوال النساء في الصحة والمرض واختلاف الرجال في الحاجة إلى البنين والقدرة على توفير السكن، والنفقة ولا يصح الخوف من الفقر إنما تتخذ أسباب جلب الرزق وهناك حاجة إلى التوعية العالمية والصحية، ونجد أن الأمم الأخرى في أروربا يسعون إلى تكثير الإنجاب بينما ينصحونا بالتقليل منه، وقد رغّب النبي- صلى الله عليه وسلم - في كثرة الإنجاب فقال: تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة.

< الشيخ محمد يحيى المسعودي إمام وخطيب مسجد تعز تحدث عن انطباعات الورشة قائلاً :«لقد خرجنا من هذه الورشة بمعلومات جديدة عن السياسة السكانية، والمؤشرات السكانية في بلادنا خلال السنوات الأخيرة إلى ازدياد نسبة السكان وهذا النمو المتسارع يولد ارباكات اقتصادية، وخدمية ، واجتماعية تضر بالمصالح العامة، من حيث توزيع الخدمات ورأيي أن تتكاتف الجهود الرسمية والارشادية ومنظمات المجتمع المدني في إنجاح خطط تنظيم النسل حفاظاً على سلامة الأم والطفل».

< كما تحدثت الأخت أنيسة المقطري رئيسة جمعية أزال بتعز عن دور منظمات المجتمع المدني في التوعية بالقضايا السكانية بأن لها دوراً كبيراً وفعالاً كما عملت جمعية أزل وهي جمعية اجتماعية تنموية عملت على توعية النساء بالقضايا السكانية وقضايا أخرى خاصة بالمرأة مثل التوعية بأضرار الزواج المبكر ، وكذا الإنجاب المبكر، والسريع.

< فيما تحدثت الأخت سلوى سلطان المخلافي عن أهم مؤشرات خصائص سكان اليمن التي تتمثل في ارتفاع نسبة المواليد في اليمن بالمقابل ارتفاع نسبة الوفيات في الأمهات وارتفاع نسبة الأمية بين شريحة النساء بالذات المناطق الريفية.

< الأخ المرشد عارف أحمد محسن مدير التوجيه والإرشاد في محافظة لحج وضح دور الخطباء والمرشدين في التوعية بحقوق الطفل قائلاً:«كما نعلم جميعاً أن الإسلام اهتم بتربية الطفل منذ نشأته الأولى، ويأتي دور المرشدين وخطباء المساجد من خلال دورهم التثقيفي في المسجد لأن المسجد يحتل مكانة بارزة ولا تستطيع أي مؤسسة أن تزاحمه فيها رغم مرور الأزمان وتطور الحياة، لذلك يعتبر دور المرشد عظيما ومهما في الارتقاء والاهتمام بحقوق الطفل في الإسلام» .

< وطرح الأخ رفيق عبدالرب الرباعي من منظمات المجتمع المدني في محافظة إب الأضرار التي يسببها الحمل المتواصل، منها تدهور الحالة الصحية للنفساء واستياء حالتها النفسية وعدم توفير الحنان الكامل والمساواة في تربية الأطفال وغيرها من المشاكل الاجتماعية التي تتوسع يوماً بعد يوم سببها كثرة الإنجاب.

< الشيخ محمود مطنوش أحمد خطيب جامع العند لحج دعا إلى توعية الناس في موضوع تنظيم النسل بشرط ألا يتعارض مع موقف الشرع وحدود المنهج الإسلامي مطالباً أن يقتصر حديث الخطباء على دعوة ولاة الأمور والمسؤولين إلى تحسين معيشة المواطن والارتقاء بالجانب الصحي كي يكون للخطيب المرشد مصداقية في الطرح.

< الشيخ أحمد حسن حزام ياسين إمام وخطيب مسجد الدائري تعز أوصى المشاركين بإلقاء خطب ومواعظ تشمل المخاطر، وسرد الأمثلة والقصص الاجتماعية وإيجاد احصائيات دقيقة مع استخدام أسلوب التأنيب العام والإنذار والتخويف بالأضرار والمضاعفات التي تسببها أدوية وعقاقير منع الحمل واستخدام الطرق الشرعية مثل العزل والرضاعة الطبيعية وغيرها التي ليس فيها ضرر ولا ضرار .

< الشيخ محمد عبدالله محمد عبدالعليم بانافع خطيب مسجد الجفارية لحج وضح أن مثل هذه القضايا التي تهم المجتمع تعتبر تهديداً لاستقرار البلد وتأخير عملية التنمية داعياً إلى استخدام المواعظ الإيمانية «لأن الداعية الناجح هو الذي يأخذ بقلوب العباد ويربطها برب العالمين مع اليقين الجازم أن المحي والمميت والرازق هو الله».

وفي نهاية الورشة خرج الحاضرون بأهداف وبيانات تنص على أن قطع النسل وتحديده يتعارض مع سنة الله ولا يجوز إلا في حالات مثل أن يقرر الأطباء أن الحمل يؤدي إلى الوفاة والهلاك المحتم أو عندما يصبح تكرار الحمل خطراً على المرأة بشهادة الطبيب الشرعي المختص أما بالنسبة لتنظيم النسل فهو مشروع بدليل فعل الصحابة أيام عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما خرج المشاركون بضرورة التوعية الإسلامية في قضايا السكان لأن التوعية لها دور في حفض معدلات الوفيات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى