الإمام عبدالله بن علوي الحداد عالما وشاعرا في أمسية باتحاد الأدباء بالمكلا:العلامة المشهور: الإمام الحداد من رجال المرحلة المباركة في القرن الثاني عشر الهجري جعل قضيته نشر الدعوة لله جل وعلا

> «الأيام» وليد محمود التميمي:

> كما كان متوقعا اكتظت قاعة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في المكلا بالحاضرين للأمسية التي عقدت الأسبوع الماضي بعنوان «الإمام عبدالله بن علوي الحداد، عالما وشاعرا»، ولخص خلالها الداعية والعلامة السيد أبو بكر العدني بن علي المشهور عددا من المضامين الشعرية للإمام الحداد، مؤكدا في سياق حديثه: «أنه من خلال استقراء ملامح أشعار الإمام الحداد وديوانه نجد أنه تمسك بالشعر الملتزم بأمر الدعوة، حيث كان همه وانشغاله ينصب في تقديم وإبراز قضيته التي كان يؤمن بها، ولذلك نجده ركز في ديوانه على الحديث عن الإلهيات وأشعار الدعاء وقضايا التوحيد، معتمدا على مستواه المعرفي والعلمي والإيماني».

موضحا «أن الكثير من قصائد الإمام الحداد باتت في متناول الناس يرددونها بين حين وآخر، من بين هذه القصائد (النفحة العنبرية في الساعة السحرية) التي صارت لغة من لغات أهل الدعاء في أرض الله، وهذه القصائد ذات الصبغة الإلهية وطابع التوحيد حملت في طياتها النهج المعتدل الذي يستخدم العبارة واللفظة التي تدل على أن الإمام الحداد كان لا يريد أن يقع في زلة يأخذها عليه أي عالم في علم العقائد، كقضية التوسل والاستغاثة والاستشفاع». أما القصائد النبوية للإمام الحداد، فقد ذكر العلامة المشهور أنها «تناولت بدورها الحديث عن الذات النبوية تحديدا، ومن بين أبرز هذه القصائد قوله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في موقع من المواقع (بنفسي أفدي خير من وطأ الثرى، نبي الهدى بحر الندى سيد الورى)». وقد استعرض العلامة المشهور نماذج عديدة استطاع من خلالها الإمام الحداد توظيف شعره في المديح النبوي في عرض القضايا والمهمات التي تطرأ على ساحة الأحداث.

وفي قصائد (الزهديات) التي أخذت من شعر الإمام الحداد الكثير والكثير، أشار العلامة المشهور أن مفهوم (الزهديات) هنا يرتبط أساسا بالقصائد التي تتعلق بذم الدنيا ومديح الآخرة، كقول الإمام الحداد في إحدى قصائده (تبلغ بالقليل من القليل وهيئ الزاد للسفر الطويل... الخ).. مؤكدا أن مفهوم الزهد مفهوم ديني شرعي قد لا يستأنس إليه البعض بحكم تنوع الثقافات واختلاف مصادرها، وهذا أمر طبيعي وبديهي.

وأضاف: «إن من بين العلوم التي أبحر في خضمها الإمام الحداد (علم النفس) المستند إلى نصوص القرآن الكريم، ويتضح ذلك جليا في الأدب الشعري والأدب النثري، حيث تناول الإمام الحداد هذه القضية بأسلوب يركن إلى مخاطبة النفس البشرية مباشرة، فعلى سبيل المثال نجد الإمام الحداد يخاطب هذه النفس قائلا (يا نفس هذا الذي تأتينه عجبا، علما وعقلا، ولا نسكا ولا أدبا، وصف النفاق كما في النص نسمعه علم اللسان وجهل القلب وحب المتاع وحب الجاه، فانتبهي من قبل أن تطوى عليك الصفح والكتب)، ليؤكد لنا على ضرورة الالتزام بالأوامر والنواهي، ويذكرنا بمبدأ العقاب والحساب». وقال الداعية المشهور:«إن الإمام الحداد قد تناول في أشعاره الغزل، ولكنه حرص على توظيفه كما وظفه كعب بن زهير، فهو يستهل أبياته بوصف دقيق تحسبه منسوبا لخليقة حسن، لكنه سرعان ما يكشف عند وصوله لمفصل القالب الشعري عن منحاه وما يهدف إليه في شأن ما يريد مفصحا عما يجيش في قرارة نفسه من مشاعر وأحاسيس، فللإمام الحداد أكثر من 15 قصيدة غزلية انبرى من خلالها لوصف جلال الكون وجمال الحياة وعمق التأملات في الوجود ليتعشق في أبياتها بحبه وإيمانه بمولاه جل سبحانه، كما أن لديه أشعارا كرسها للوعظ والإرشاد والتوجيه من أبرزها (وصيتي لك ياذا الفضل والأدب، اذا شئت أن تحيا سعيدا مدى العمر)، كما أن صوفيات الإمام الحداد تمتاز بالربط بين الأجيال من خلال الشيوخ والأئمة، مستشهدا بتجليات روح التصوف التي امتلأت في صدره، وللإمام الحداد أشعار يرثي بها بعض أصحابه وأصدقائه ونلمس في رثائه نبرة عجيبة تفيض بمشاعر الحب الأخوي والوفاء الدافق والحنين لذكريات طوت صفحاتها للأبد».

واختتم العلامة المشهور محاضرته مؤكدا أن الإمام عبدالله بن علوي الحداد أحد رجال المرحلة المباركة في القرن الثاني عشر الهجري، برز بروزا واضحا في مجال الدعوة لله، فكانت قضيته الرئيسة وكتبه وأشعاره وأعماله كلها تدور في هذه الدائرة من الالتزام بهذا النهج الأصيل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى