المصورون الصحفيون اليمنيون بين التهميش والتطفيش

> «الأيام الرياضي» محمد عبدالله باحميش:

> رجعتنا مباراة التلال ومولودية الجزائر الاخيرة ، وتحديدا التغطية الخبرية المصورة لزميلنا مختار محمد حسن المصور الصحفي والمحرر الرياضي بـ «الأيام» و«الأيام الرياضي» والذي رافق بعثة فريق التلال لكرة القدم الى الجزائر رجعتنا لأتذكر الاجتماع الاعلامي الذي انعقد في رمضان قبل 14 سنة للاعلاميين الرياضيين بعدن في قاعة نادي الميناء الرياضي الثقافي بمديرية التواهي، وكان من الاجتماعات النادرة التي عادة ما تعقد قرب انتخاب رئيس لفرع اتحاد إعلاميي الرياضة بعدن والذي يتم الصراع فيه حول منصب رئيس الفرع، وتناقش فيه قضية سفرهم مع البعثات الخارجية وحوافزهم المالية من وزارة الشباب والرياضة وتحدث فيه الانقسامات بين الاعضاء الاعلاميين، فيصير لدينا فريقان الاغلبية فريق مع.. وفريق ضد..فيفوز بمنصب رئيس الفرع صاحب الاغلبية ،وهكذا ينفض الاجتماع ويتفرق الجمع سنوات طوال فلا تكون بعد ذلك اي اجتماعات ولا ترى أي نشاط للرئيس الجديد ولا يحزنون..ويضيع وسط هذه الزحمة الزملاء المصورون الصحفيون الذين هم جزء هام في جسم الاعلام الرياضي اذ لا يناقش أحد قضاياهم ولا همومهم ولا يعتبرون الا عددا مكملا لنصاب أي اجتماع يتم عقده على الرغم من أن دور المصورلا يستهان به ، ووجوده مطلوب في كل الاحداث الرياضية.

وفي الساحة الرياضية الخارجية هم اشهر من نار على علم ،لأنهم وخاصة في بلادنا دائما ما يتعرضون لغضب رجال الأمن، ويكونون ضحايا لشغب الملاعب لأنهم الاقرب إلى ارضية الملاعب و المدربين واللاعبين الذين عادة ما يفقدون أعصابهم فلا يجدون أمامهم الا المصور الذي عادة ما يحرص على التقاط افضل اللقطات لانفلات الاعصاب في الملعب، وكذلك شغب المتعصبين، وهمجية بعض العسكر الذين يلجأون احيانا لإطلاق النار، فيكون المصور أول الضحايا وسط الزوبعة.. فأين هو الاعلامي صاحب القلم السيال من وضعية المصور المسكين الذي لايحسد على ما هو فيه.. فللاعلامي مكانة في المقصورة يمسك فيها بالقلم ويسجل ملاحظاته على الورق دون مضايقات.. وفوق هذا وذاك يتم صرف المخصص المالي له بعد كل مباراة أو حدث أو فعالية يحضرها دون جهد مضن أو خطر يتعرض له.. فلماذا لا يؤخذ ما يبذله المصورون بعين الاعتبار والتقدير بدلا من الإجحاف في حقهم في كل شيء .. حتى في إغفال اصطحابهم في البعثات الرياضية المغادرة إلى الخارج، رغم أن دورهم مهم ولا يستغنى عنه ابدا.

وبالمناسبة أتذكر في أحد الاجتماعات أنني طلبت الإذن للتحدث وقلت حينها للأخ علي الاشول رئيس اتحاد كرة القدم الاسبق والذي كان ضيف هذا الاجتماع بعد أن عرفته بنفسي : «المصورون دائما بعيدون عن أنظاركم، علماً بأنه من السهل على المصور ان يكون كاتبا صحفيا، لكن من الصعب على الصحفي المحرر أن يكون مصورا رياضيا فلماذا لا تهتمون بالمصورين؟.. وهنا قفز أحد الزملاء الصحفيين من على مقعده غاضبا ومعترضا على كلامي حيث قال أنه مستعد أن يحضر آلة تصوير ويقوم بنفسه بالتصوير والاستغناء عن أمثالنا.. وفي الحقيقة لو يدرك الكل أن صورة واحدة معبرة تغنيك أحيانا عن ألف كلمة، بدليل تلك الصورة التي التقطها زميلي المصور الصحفي مختار محمد حسن لمعاناة التلاليين وهم يفترشون أرض مطار الجزائر..وكذا صورة تدريباتهم تحت شرفة الفندق الذي نزلوا فيه، وغيرها من الصور الرائعة المعبرة لأدرك الجميع أهمية وضرورة وجود المصور.. ولهذا أقول أن القلم لا يستغني أبدا الصورة والمصور (الفنان).. وختاما أرجو أن يجد موضوعي هذا آذانا صاغية وصدورا واسعة وإدراكا واعيا كي ينصف أمثالي من المصورين المهمشين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى