مهاجم يقتل 70 في بغداد وبوش يجري محادثات مع الجنرالات

> بغداد «الأيام» روس كولفن :

>
طبيب عراقي يعالج احد المصابين بعد أن قام احد الانتحاريين بتفجير نفسه
طبيب عراقي يعالج احد المصابين بعد أن قام احد الانتحاريين بتفجير نفسه
قتل مهاجم انتحاري استهدف عمالا فقراء 70 شخصا في بغداد أمس الثلاثاء في يوم تحدث فيه الرئيس الأمريكي جورج بوش الى كبار القادة العسكريين في العراق عبر دائرة تلفزيونية لمساعدته في اعداد استراتيجية امريكية جديدة.

وقال مسؤول بالبيت الابيض ان من المرجح ان يؤجل الرئيس الامريكي جورج بوش الذي يواجه ضغوطا شعبية لسحب القوات الامريكية بسرعة الكشف عن استراتيجية جديدة بخصوص العراق الى اوائل يناير كانون الثاني بدلا من اعلانها اواخر هذا العام كما كان مزمعا اصلا. وقال مسؤول كبير تحدث شريطة عدم الافصاح عن اسمه ان "الارجح الان" ان تعلن الخطة في العام الجديد.

وقال أكبر قائد أمريكي للعمليات في العراق اللفتنانت جنرال بيتر شياريلي قبل ان يطلع بوش عبر وصلة فيديو ان القوات الامريكية يجب ان تبقى في العراق الى ان تتولى القوات العراقية السيطرة على الامن.

وقال شياريلي للصحفيين في بغداد "يجب الا نستسلم للارهابيين. كيف يمكن ان نسمح لهذا ان يحدث. هذا أهم صراع نشارك فيه في السنوات الخمسين الاخيرة."

وأكد شياريلي نائب القائد الامريكي المنتهية ولايته في العراق ان القوة العسكرية الامريكية وحدها لن تنهي العنف قائلا ان هناك حاجة الى تحقيق مزيد من التقدم في خلق وظائف والمصالحة بين الطوائف المتحاربة في العراق.

وقال "نبدو وكأننا نركز تماما على الجيش هنا. انه عامل اسهام كبير لكن توجد اشياء اخرى مهمة."

وقال مسؤولون أمس الثلاثاء ان زعماء سياسيين عراقيين يجرون محادثات في محاولة لايجاد ارضية مشتركة بين الجماعات المتنافسة من اجل وقف العنف الطائفي المتفاقم ودعم حكومة الوحدة الوطنية التي يتزعمها رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي.

وقال مسؤولون عراقيون أمس ان المحادثات تهدف الى انشاء ائتلاف سياسي يمكن ان يقلل الانقسامات العرقية والطائفية في البلاد. وتتألف الحكومة الان من تكتلات عرقية وطائفية متنافسة اصاب الاقتتال فيما بينها عملية اتخاذ القرار بالشلل.

وقال سالم الجبوري من الحزب الاسلامي انه لا توجد جبهة أو كتلة حتى الان وانما مايجري هو محادثات فقط. لكنه اضاف انهم يريدون الابتعاد عن فكرة انتخاب شخص ما لانهم سني وشيعي وكردي,وقال الجبوري ان أكبر خطأ كان تشكيل الحكومة على اساس طائفي وهذا هو ما يريدون تغييره.

وقال ان بعض الجماعات سبقت الاحداث واعتقدت ان هذه المحادثات كانت نوعا من الانقلاب ضد الحكومة وان هذا غير صحيح. واضاف الجبوري ان من يريد الانضمام اليهم هو موضع ترحيب مادام ينبذ الطائفية.

وقالت مصادر وزارة الداخلية والشرطة إن 236 أصيبوا في الانفجار بعد أن أغرى المهاجم مجموعة من عمال اليومية بركوب عربته حين وعدهم بتوفير فرص عمل لهم.

ووقع الهجوم في السابعة صباحا (04:00 بتوقيت جرينتش) في ميدان الطيران وهو نقطة تجمع للنجارين والسباكين والبنائين وعمال الدهان والعمال الآخرين الذين يترددون على المقاهي والباعة الجائلين اثناء انتظارهم فرصة للحصول على عمل,وكثير من العمال الذين يتجمعون في ميدان الطيران من فقراء الشيعة.

وقال شاهد كان يساعد ناجيا يسير بخطى مضطربة ورأسه مغطى بضمادة ملطخة بالدماء "توقف سائق بشاحنة صغيرة وطلب عمالا. وحين تجمعوا حول السيارة انفجرت"كانوا عمالا فقراء يبحثون عن عمل. يجب أن تحمي الحكومة الفقراء."

ووصف المالكي الهجوم بانه "مذبحة مروعة" وحمل المتعاطفين مع صدام حسين والقاعدة مسؤوليته.

وأضاف في بيان ان هذه الجماعات تحاول نشر الفوضى من خلال القتل وإذكاء العنف الطائفي.

وأدى الانفجار الذي بعث بسحب الدخان الأسود في الجو الى إشتعال النيران في الكثير من السيارات. وترددت أصداء دوي إطلاق نيران بعد الانفجار.

ويعاني العراق من عمليات قتل انتقامية طائفية بين الأغلبية الشيعية والعرب السنة الذين كانوا مهيمنين إبان حكم الرئيس المخلوع صدام حسين لكنهم يمثلون الآن عصب العمليات المسلحة. وقتل آلاف العراقيين في أعمال عنف يخشى الكثير من العراقيين أن تدفع البلاد الى حرب أهلية شاملة.

احد المصابين يرقد على السرير لتلقى العلاج
احد المصابين يرقد على السرير لتلقى العلاج
وأظهر استطلاع جديد للرأي أن أغلب الأمريكيين يؤيدون انسحابا سريعا للقوات الأمريكية مما يضع بوش تحت وطأة ضغوط قوية لتغيير مساره في العراق حيث قتل 2931 جنديا أمريكيا منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003,والمشاورات التي اجراها بوش مع جنرالاته جزء من محادثات على مستوى عال هذا الاسبوع بشأن سبل تغيير الاستراتيجية في العراق. ومن المقرر ان يجري محادثات مع نائب الرئيس العراقي السني طارق الهاشمي أمس.

وتشاور بوش مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ومسؤولين دبلوماسيين كبار يوم أمس الأول الإثنين ومن المقرر ان يزور البنتاجون اليوم الأربعاء.

وبعد أسبوع من إصدار مجموعة دراسة العراق المكونة من خبراء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالولايات المتحدة 79 توصية لتغيير التوجه في حرب العراق التي لا تحظى بشعبية لم يتحمس بوش فيما يبدو لبعض النتائج الرئيسية التي توصلت إليها المجموعة في الوقت الذي بدأ يضع فيه خطة خاصة به.

وأظهر استطلاع جديد أجرته صحيفة يو.اس.إيه توداي مع مؤسسة جالوب أمس الأول الإثنين أن 55 في المئة من المشاركين يريدون سحب أغلب الجنود الامريكيين من العراق خلال عام ولكن 18 في المئة فقط منهم يعتقدون أن هذا سيحدث فعلا.

وذكرت يو.اس.إيه توداي أن 62 في المئة وهي نسبة مرتفعة بشكل قياسي قالوا إن الحرب في العراق "لا تستحق العناء" وقال 16 في المئة وهي نسبة منخفضة بشكل قياسي إن الولايات المتحدة هي الجانب المنتصر. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى