كانت سينما دار سعد أشبه بنور يضىء قرية مظلمة

> «الأيام» عبدالواحد محمد عبدالله:

> عندما فتحت السينما أبوابها في الستينات كانت دار سعد أشبه بقرية مظلمة في ذلك الوقت الذي لم تعرف فيه أجهزة الراديو والتلفزيون، وجاءت السينما لتضيء تلك المنطقة بالسرور، والمرح الطفولي خاصة بعد خروج الجموع الغفيرة بعد الشوطين: الأول ينتهي في التاسعة مساء والثاني في الحادية عشرة والنصف قبل أن يرخي الليل سدوله.

كانت سينما دارسعد قبل توقفها على مدى 12 عاماً شعلة نشاط المنطقة فقد كان المساء يعج بالحاضرين، وتشتغل المطاعم التي نشطت بسبب وجود تلك السينما ، أما اليوم فقد أقفلت (كافتيرا) نشطت مع وجودها، كما توقف عن العمل مطعم شعبي مجاور يعرفه كل سكان المنطقة، وعبست المحلات المواجهة لها، وتحولت المنطقة المحيطة إلى مكان للقذارة والتبول فلا يطيق الناس المرور به.

اليوم عادت لأصحابها وبقي حالها معلقاً إذ لا إمكانية لإعادة تشغيلها بعد أن أضحت قيمة الفلم السينمائي في السوق تعادل ميزانية وزارة خدمية مثل الكهرباء. وتراجع السينما أما قنوات الأفلام الحرة والمشفرة.

كانت بداية افتتاحها عام 61 وكانت تعرض الأفلام الهندية والعربية القديمة. يتذكر الناس أبطالاً لأفلام هندية قديمة مرت من هنا:(شاشي كابور في فيلم روبي) وأميتا باتشن وهيما ماليني، ثم عرفوا أفلام رعاة البقر ونجمهم كلينت استوود و أنتوني كوين . وليس بآخر أفلام عربية لفريد الأطرش وأنور وجدي ويوسف وهبي وإسماعيل ياسين.

وكانت هي في آخر الطابور لاستلام الأفلام بعد عرضها في سينما: ريجل، بلقيس، مستر حمود، أروى. ورغم هذا لم تخف شعبيه المشاهدة.

ولربما لعلاقة خاصة بالهند كانت هيما ماليني وزوجها دارمندرا نجمي الشبّاك على الدوام اذ يتسلق الشباب فوق رؤوس الحاضرين للوصول إلى الشبّاك لقطع التذكرة. ثم يعلو الصفير وقزقزة الزعقة وبصق التمبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى