في ختام أمسياته الثقافية للعام 2006م .. مفهوم اللغة عند سوسير.. محاضرة باتحاد الأدباء والكتاب بالمكلا

> «الأيام» وليد محمود التميمي:

>
د. سعيد البطاطي أثناء قراءة محاضرته وإلى جواره د. عبدالقادر باعيسى
د. سعيد البطاطي أثناء قراءة محاضرته وإلى جواره د. عبدالقادر باعيسى
اختتم اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالمكلا برنامج أمسياته الثقافية للعام 2006م بتنظيمه الأربعاء الماضي محاضرة نوعية أخرى جاءت تحت عنوان «مفهوم اللغة عند سويسير» أثار فيها د. سعيد أحمد البطاطي أستاذ علم النحو واللغة الحديث بكلية الآداب جامعة حضرموت سؤالاً حول مشروعية قراءة سوسير في ظل ما يقال من أن البنوية موضة قد انتهت، مشدداً على مشروعية هذه القراءة لأسباب ومقاصد ..حددها بخطورة هذا الزعم على اعتبار أن أفكار سوسير مازالت حاضرة في الدرس اللساني الحديث وعنها انبثقت الاتجاهات اللسانية الوظيفية في فرنسا والبنوية الأمريكية باتجاهاتها المتعددة. والسبب الثاني التأسيس المعرفي الإنساني العميق الذي يربط البدايات بالنهايات وملاحظة ما بينهما من تطور في المنجز المعرفي تحديداًُ. والانتشار المتأخر للفكر البنيوي عند العرب كون كتاب سوسير الذي يؤرخ به لعلم اللغة الحديث ظهرت طبعته عند الغربيين عام 1916م بينما ظهرت عند العرب في منتصف الثمانينات بعد شيوع المدرسة التوليدية في الغرب بما ينيف عن ثلاثين عاما. والسبب الرابع أهمية هذه المناهج في كشف أصالة الدرس اللغوي القديم وفي كشف مناهجه المعرفية المواكبة لمنجزات التطور المعرفي الحديث في العلوم الإنسانية عامة والعلوم اللسانية خاصة.

بعد ذلك أبحر الدكتور البطاطي في خضم الموضوع مؤكداً أن الملاحظ على سوسير أنه لم يقدم تعريفاً حدياً للغة قائم على الجنس والفصل لكنه أوجد تصوراً مفهوماً واضحا من خلال «ميز اللغة من اللسان البشري، والفصل بين اللغة والكلام، والفصل بين اللغة وجهاز اللغة، والفصل بين اللغة ومادتها وتاريخها، والفصل بين اللغة والكتابة والرسم الإملائي».

وقد تكفل المحاضر بإيضاح ماهية المقصود بكل مفردة ..حين أشار إلى أن الدائرة الصوتية التي تحتوي على كل مظاهر اللسان المتمثلة في تحويل الفكرة إلى عملية صورية صوتية يقسمها سوسير إلى جزء خارجي يحتوي على الرنات الصوتية التي تسير من الفم إلى الأذن.. وجزء داخلي يحتوي ما عدا ذلك من عناصر اللسان، وجزء سيكولوجي يحتوي على عملية الربط بين الفكرة والصورة الصوتية واستدعاء إحداهما للأخرى وجزء غير سيكولوجي، جزء إيجابي فعال يحتوي على كل شيء ينتقل من مركز الارتباط للمتكلم إلى أذن السامع، وجزء آخر سلبي غير فعال، جزء يخص دور التنفيذ (الكلام) وجزء يخص وظيفة الاستقبال (الاستماع والفهم).

مضيفاً أن اللغة والكلام عند سوسير شيئان متلازمان ولكنهما غير متماهيين وقد بني التصور السوسيري على فصل اللغة من الكلام وفق أن اللغة حقيقة اجتماعية من جهة أنها صورة وانطباعات ذهنية في عقول المتكلمين جميعهم وهي نظام نحوي خامد ساكن في أدمغة مجموع الأفراد، والجانب الاجتماعي للغة هو المخرن الذي يملؤه أفراد المجتمع جميعهم عن طريق الاستعمال الفعال للكلام ، منوها بأن ما يعزز فكرة الفصل بين اللغة والكلام أن الأولى لا تخضع لمبدأ القصدية والثانية أمر عقلي ذهني خاضع لمبدأ القصدية.. بدليل أن المرء يستطيع الامتناع عن الكلام لكنه لا يستطيع الامتناع عن اللغة التي تتمظهر في الكلام الذي يصدر عنها وينبثق منها ويوجد بها. مضيفاً أن سوسير اهتم بفصل اللغة عن مادتها كون هذا الفصل يترتب عليه مفهوم القيمة.

أما فيما يخص مادة اللغة والأفكار والأصوات فهما من وجة نظره عنصران يشتركان في تأدية اللغة لوظيفتها ويتألف من اشتراكهما شكل اللغة ومادتها.. مؤكداً على أنه لا توجد أفكار تسبق اللغة وجودها، فلولا اللغة لأصبحت الفكرة شيئاً مبهماً غير واضح المعالم.

أدار الأمسية د. عبدالقادر باعيسى سكرتير الاتحاد، وحضرها جمع من المثقفين والأدباء.. وبنهايتها أعلن ختام نشاط اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالمكلا للعام 2006م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى