الشاعر القاص عبدالإله الضباعي البساطة في الأداء والحرص على الفكرة

> «الأيام» د. عبدالسلام الكبسي:

> للشاعر عبدالإله الضباعي عـدد مـن التجارب الشعرية الإبداعية، في مجالها الشعبي و الحميني معاً، التي كان قد أصدرها تحت العناوين التالية :

«ياخير أمة» 2004م، و«كلم جدار» 2005م، وأخيراً «حالات» 2006م، وذلك عن طريق مركز عبادي للنشر.

ولعل أهم ما يميز هذه التجارب أن شاعرها حريص على إبداع بعض القصص القصيرة في شكلها الشعري.

و القصة القصـيرة، كـما يعرف الجمـيع، وثيقة الصلة بالشعر، ومتميزة عنه و قد تعرف اليها شعراً بعض الشعراء في ثقافتنا العربية القديمة، وقدموا في ضوء معرفتهم بها كحكي لا يمثل .

وقد يمثل كالمسرحية، عدداً من النماذج البارعة لعل الشاعر الحطيئة في مقدمة أولئك الشعراء الذين عمدوا بقصد إلى الحكي كفن قديم واجترحوه أسلوباً لتصوير بعض اللحظات الإنسانية التي لا تتكرر في علاقتها بقيم الخير والشجاعة (نموذج الفرزدق، والبحتري والذئب، و غيرهم)، قيم لا مجال الا للسرد في تسليط الضوء عليها وتمثلها وتقديمها على شكل حكاية، شكل قصة، مجموعة أخبار الى آخر ما يمـكن أن يكـون إيجازاً، اختزالاً، حديثاً مختصراً عن عـوالم كبيرة، أو عوالم هامشـية بذكاء وفـن وعمـق.

عبدالإله الضباعي ابن لهذه الثقافة العريضة ، ولقد جرب القصة في الشعر أو الشعر في القصة كما سلف، ويجرب هذه القصة كنثر، القصة كواقع حقيقي أو عالم مختلف عبر سلسلة من الحوادث المضغوطة حتى النهاية، والتي هي تعلن عـن نفسها بمفارقة تارة، أو بنهاية غير متوقعة، التكثيف المجازي أو الرمزي، ومكتفياً من مكان آخر بتحقيق المتعة وحسب.

ولعله بتحقيق هذه المتعة كمعيار قد نجح في ما يمكن أن لا ينجح فيه غيره، لو حاول الكتابة: كتابة القصة القصيرة بمثل هذه البساطة والتلقائية التي تتميز وتقنع القارئ بشكلها كقصص قصيرة في الموضوع و الذات معاً.

جامعة صنعاء

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى