تفجيرات رأس السنة رسالة قاتمة لحكومة تايلاند

> بانكوك «الأيام» اد كروبلي :

>
رجال الاسعاف ينقلون سائحة اصيبت في احد الانفجارات
رجال الاسعاف ينقلون سائحة اصيبت في احد الانفجارات
ايا كان من يقف وراء التفجيرات التي شهدتها بانكوك في ليلة رأس السنة فإنه بعث برسالة واضحة لحكومة تايلاند المعينة من قبل الجيش فحواها أن الإرهاب يمكن أن يكون أداة سياسية وأن عام 2007 لن يكون عاما سهلا.

فقد انفجرت ست قنابل قبل ساعات من منتصف الليل وانفجرت اثنتان أخريان مع ميلاد عام 2007 مما أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة 38,وتذكر هذه التفجيرات الجنرالات بأن ممارسة السلطة اصعب بكثير من الاستيلاء عليها.

وقال المحلل السياسي كريس بيكر والذي كتب سيرة رئيس الوزراء السابق تاكسين شيناواترا "بدأوا يدركون مدى صعوبة المهمة التي وضعوا أنفسهم فيها اذا أطيح بزعيم سياسي يتمتع بشعبية نسبتها 55 في المئة في البلاد."

فمنذ قيامه بانقلاب ابيض في 19 سبتمبر ايلول ضد رئيس الوزراء تاكسين الذي انتخب لولايتين لم تسر الأمور على ما يرام لقائد الجيش سونتي بونياراتجلين وقائده السابق سورايود شولانونت الذي عين رئيسا مؤقتا للوزراء بعد الانقلاب العسكري الثامن عشر الذي تشهده تايلاند خلال 74 عاما.

ويطلق زعماء الانقلاب على أنفسهم الآن اسم مجلس الأمن الوطني ويسعى هذا المجلس جاهدا لجمع أدلة دامغة على فساد تاكسين وهو الدافع الأول لإقصاء الملياردير عن منصبه.

وفي أقصى الجنوب الذي يتحدث لغة المالاي قوبلت مفاتحات سورايود للمسلحين المسلمين الذين يقفون وراء حركة انفصالية عمرها ثلاث سنوات بزيادة فورية في أعمال العنف.

وفيما كانت الأحداث توشك على الانتهاء استعدادا لموسم عطلات نهاية العام تسبب البنك المركزي ووزير المالية الذي عينه الجيش في هبوط الأسواق هبوطا حادا بعد فرض قيود شديدة القسوة على العملة بهدف وقف ارتفاع سعر البات مقابل الدولار.

ويتوقع محللون أن تتراجع بورصة تايلاند الأسوأ اداء في اسيا لعام 2006 بنسبة اربعة في المئة بعد التفجيرات عندما يعاد فتحها بعد انتهاء عطلة رأس السنة اليوم الأربعاء.

وتحاول وسائل الإعلام إعادة اكتشاف قوتها بعد ثلاثة اشهر من الإذعان حيث استطلعت صحيفة (نيشن) آراء منجمين تكهنوا بحدوث فوضى سياسية بما في ذلك احتجاجات كبرى في الشوارع مناهضة لمجلس الأمن الوطني وتأجيل الانتخابات التي تم الوعد بإجرائها بموجب دستور جديد بحلول اكتوبر تشرين الأول.

وبعد يوم واحد من التفجيرات اعترف سورايود بأنها كانت محاولة "لخلق حالة من انعدام الأمن السياسي بين الجماهير" لكن تفسيراته المبهمة حول من الذي يقف وراءها أثارت تساؤلات اكثر من الإجابات.

ففضلا عن إلقائه باللائمة على عناصر في إدارة تاكسين التي أطيح بها فإنه وجه أصابع الاتهام "لكل من فقدوا السلطة فيما مضى".

ووفر فشله في الإسهاب مادة خصبة لانطلاق دوامة من الشائعات لا تتوقف بفضل تضارب الرسائل التي تصدر عن الجيش والشرطة والحكومة.

ومن بين النظريات التي نشرتها الصحف أمس الثلاثاء أن انفصاليي الجنوب نقلوا حملتهم الى العاصمة وهو ما لم يفعلوه حتى الآن والذي سيمثل تصعيدا خطيرا في صراعهم.

فيما قالت صحف أخرى إن الشرطة تعمل على وقف مسعى للإصلاح فرضه الجيش او إن رئيس وزراء سابقا متمردا يتصرف بدافع من جرحكبريائه او إن عناصر متشددة في الجيش تبحث عن أعذار لمواصلة الحكم العسكري.

ويقول محللون إنه على مر التاريخ اعتمد منهج الجيش في التعامل مع الأمن الداخلي في الأساس على القمع وفي ظل استمرار العمل بالأحكام العرفية رسميا فإنه ما من سبب لتوقع اختلاف الوضع الآن عما كان عليه.

وأضافوا أنه في هذه الحالة فإن تكرار اشتباكات "مايو الأسود" التي جرت عام 1992 بين القوات ومتظاهرين مؤيدين للديمقراطية والتي أعقبت الانقلاب العسكري الأخير الذي شهدته تايلاند قبل ذلك بعام يصبح احتمالا واقعيا.

وقال المحلل السياسي بيكر "كل غرائزهم تدور حول القمع وأعتقد أن هذه هي الطريقة التي سيتبعونها. لكنهم يجازفون بوضع أنفسهم في مواقف سخيفة ومواقف تنطوي على خطورة وسيقضي هذا على اي شرعية يتمتعون بها مهما بلغ صغر حجمها." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى