عندما كان صدام حسين حليفا للغرب

> باريس «الأيام» الان بومنيل:

>
صدام خلال عشاء الـ«مسقوف» مع جاك شيراك في عام 1975
صدام خلال عشاء الـ«مسقوف» مع جاك شيراك في عام 1975
من بداية السبعينات وحتى غزو الكويت كان صدام حليفا للدول الغربية وعلى رأسها فرنسا التي كانت تغمض اعينها عن تجاوزات نظامه,وعندما سئل الرئيس الفرنسي جاك شيراك عام 2003 عن علاقته بصدام قال مبررا "في ذلك الوقت كان للجميع علاقات ممتازة بصدام حسين".

بدأت هذه الحقبة في السبعينات مع صعود قوة صدام الذي كان ينظر اليه آنذاك على انه زعيم قومي علماني يريد تحديث بلاده الغنية بالنفط.

وفي عام 1972 ابرم العراق اتفاقية تعاون مع الاتحاد السوفياتي الا انه كان يسعى الى تنويع مصادر امداداته متوجها خصوصا نحو فرنسا التي كانت تتبع سياسية تعتبر مؤيدة للعرب.

وفي سبتمبر 1975 استقبلت فرنسا بحفاوة كبيرة صدام حسين الذي كان آنذاك المسؤول الثاني في حزب البعث.

وخلال هذه الزيارة دعا صدام رئيس الوزراء الفرنسي جاك شيراك الى العشاء على وجبة "مسقوف" وهي سمكة كبيرة من اسماك نهر دجلة توجهت طائرة خاصة لاحضارها من بغداد كما يروي الصحافيان اريك ايشمان وكريستوف بولتانسكي في كتابهما "شيراك دارابي" او "شيراك العرب".

وقال شيراك آنذاك للمتحدث باسمه ان "صدام سيكون ديغول الشرق الاوسط".

وترجمت العلاقات الفرنسية العراقية "النموذجية" بموافقة فرنسا، القوة الذرية، على تسليم بغداد مفاعل الابحاث النووي تموز الذي دمرته غارة جوية اسرائيلية عام 1981.كانت فرنسا تستورد النفط من العراق الذي اصبح احد اكبر مزوديه بالسلاح ولا سيما طائرات ميراج اف1 واجهزة رادار ومدرعات.

وتكونت في فرنسا شبكات نفوذ موالية للعراق تضم رجال اعمال وصناعيين وتجار سلاح وسياسيين.

ولم تكن فرنسا الوحيدة التي تربطها علاقات قوية بالعراق فقد اصبحت ايطاليا والمانيا على سبيل المثال من اهم مورديه ما مكنه من ان ينتج سرا اسلحة كيميائية.

واستمرت هذه العلاقات خلال الحرب الدامية التي شنها صدام حسين على ايران (1980-1988) حيث شكل صدام آنذاك حائلا دون امتداد ثورة آية الله الخميني الاسلامية.

ووصلت فرنسا في دعمها للعراقيين الى حد اعارتهم خمس طائرات سوبر ايتاندار.

لكن العلاقات بين صدام والولايات المتحدة لم تكن بهذا الوضوح.

اذ كانت واشنطن تنظر بريبة اليه.

لكن في عام 1983 اوفد الرئيس رونالد ريغان مبعوثا لم يكن سوى دونالد رامسفلد وزير الدفاع السابق الى بغداد.

اذ انه امام التهديد الايراني اختارت واشنطن "اهون الشرين" واعادت العلاقات الدبلوماسية مع بغداد وقدمت لها خاصة مساعدة اقتصادية ومعدات عسكرية الاستخدام وصورا ملتقطة بالاقمار الصناعية. وكتب الصحافي الاميركي المتخصص في الشرق الاوسط جوناثان راندل في كتابه "كتاب صدام الاسود" ان واشنطن "اعتبرت آنذاك ان انتصار العراق ضروري الى حد انها اغمضت عينيها" لفترة عن التجاوزات الكثيرة لنظامه.

وفي عام 1988 قتل في حلبجة خمسة آلاف كردي نتيجة قصف جوي بالاسلحة الكيميائية في مذبحة لن يكون بالامكان محاكمة صدام حسين عليها.

وفي عام 1990 اجتاحت قوات صدام الكويت.

وبين ليلة وضحاها تحول صدام حسين في نظر واشنطن الى طاغية والى "هتلر جديد". كما انقلبت الدول الغربية الاخرى على حليفها السابق.

ويقول باتريك بودوان الرئيس الفخري للاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان ان "التعجيل بتنفيذ حكم الاعدام" في صدام حسين يتيح تجنب محاكمة شاملة يمكن ان تسفر عن "اعترافات" محرجة للولايات المتحدة والاوروبيين.ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى