الفن اليمني والعربي بين الماضي والحاضر

> إسكندر عبده قاسم:

> إن الحديث عن الفن والفنانين أيام زمان.. حديث شيق وذو شجون، فالأغنية اليمنية أيام زمان لها نكهة وأي نكهة ولها جمهورها الخاص المتذوق.. فمنذ الثلاثينات وحتى الثمانينات ومدينة عدن تزخر بالعديد من الفنانين الذين أغنوا الساحة الفنية بفنهم المتميز.. فكانت أغانيهم مدرسة بحد ذاتها.

فهم كانوا يختارون كلمات أغانيهم من منابعها الصافية يكتبها شعراء مزجوا الحب بالطبيعة وبهجتها والإنسان بمشاعره وأحاسيسه ومعاناته، فكانت للأغنية اليمنية بل والعربية لغتها العربية الفصحى حيث كان الشعر نابعاً من أعماق الوجدان وكانت له معانيه ورموزه الخاصة أكان عاطفياً أو وطنياً «سياسياً»، فكانت تعلّم وتهذّب وترتقي بالنفس البشرية بعيداً عن كلمات الحب المبتذل والمائع والحركات الاهتزازية الجنسية المائعة المثيرة كما نسمعها ونشاهدها اليوم في أغاني «الفيديو كليب» التي طمست معالم وأصالة الأغنية العربية.

لقد عشنا زمن وفترة الأغنية اليمنية والعربية الذهبية التي لن تعود، وتذوقنا فناً أصيلاً يخاطب الوجدان والإنسان ويدغدع عواطفه ومشاعره ويجعله يعيش حالة من الاسترخاء والتفكير.بل ويعيش حالة من الحب النقي فترتقي النفس البشرية إلى مستوى الحب الحقيقي الخالد على مر الدهر، فأغاني السيد درويش وزكريا أحمد والسيد مكاوي ومحمد عبدالوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم.. تذكرنا بأصالة وروعة الأغنية المصرية العربية في تلك الفترة الذهبية التي عشناها وعاشها آباؤنا وأجدادنا الأولون، فمن ينسى أغنية «نهج البردة» للشاعر أحمد شوقي وأغنية «حديث الروح» للشاعر الهندي المسلم محمد إقبال اللتين شدت بهما الفنانة الكبيرة أم كلثوم وحققتا نجاحاً مادياً وروحياً ليس له حدود.

ومازالت تلك الأغاني باقية وخالدة وحتى اليوم وما زالت الأصوات الشابة والواعدة ترددها وتتغنى بها برغم سيطرة الفن الشبابي المجنون «الفيديو كليب» على عواطف وأحاسيس النشء الجديد.. لكنه آني ولا خلود له أمام ما قدمه أولئك الفنانون الكبار من أعمال فنية رائعة وخالدة.

وفي اليمن وخاصة مدينة عدن ومدينة صنعاء عاش الكثير من الفنانين الكبار الذين تربعوا على عرش الفن بجدارة ونجاح منقطع النظير.وكم اندهشت وأنا أطالع كتيباً للفنان اليمني الكبير محمد مرشد ناجي وهو يستعرض فيه مسيرة هؤلاء الفنانين اليمنيين الكبار بالكلمات المنصفة والصورة الواضحة.. حيث شهد له الأستاذ الدكتور المقالح الذي وصفه بأنه ثروة فنية وأدبية وثقافية وإنسانية عظيمة جمع فيه الفنان المرشدي روعة وأصالة الفن اليمن في فترته الذهبية.وانطلاقاً من كتيب المرشدي حفظه الله وأطال عمره نستعرض سيرة ومسيرة كبار فناني اليمن الذين عاشوا في محافظة عدن منذ الثلاثينات من القرن الماضي 2000م ومنهم: الفنان الشيخ أحمد عبيد قعطبي، الفنان عبدالقادر بامخرمة، الفنان الشيخ إبراهيم محمد الماس، الفنان الأستاذ عمر محفوظ غابه، الفنان عوض عبدالله المسلّمي، الفنان محمد جمعة خان، الفنان الاستاذ أحمد البار، الفنان الأخفش، الفنان محمد علي الدباشي، وغيرهم الكثير .. وفي عدد قادم نبدأ الحديث بالفنان اليمني الكبير الشيخ عوض عبدالله المسلمي، رحمه الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى