> واشنطن «الأيام» أرشد محمد:

رئيس الاستخبارات الوطنية الاميركية جون نيغروبونتي
والخطوة التي كان مسؤول كبير بالإدارة توقع أمس الأول الخميس أن يتخذها بوش أمس الجمعة سببت حيرة لدى البعض في واشنطن لأن نيجروبونتي سيترك أعلى منصب في المخابرات الأمريكية على ما يبدو ليشغل منصبا ثانويا في وزارة الخارجية الأمريكية.
كما سببت تلك الخطوة أيضا إحباطا بين المشرعين الأمريكيين الذين يخشون أن يكون رحيل نيجروبونتي من منصبه كمدير للمخابرات القومية انتكاسة لجهود إصلاح أجهزة المخابرات الأمريكية بعد هجمات 11 سبتمبر.
وقال السناتور الديمقراطي كارل ليفن الرئيس القادم للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الذي يتمتع بنفوذ كبير "أنا مرتبك لرحيله.. لا أعرف ماذا وراءه. كما أنه يفاجئني.. علينا تسوية هذا الأمر." لكن المحللين والمسؤولين الأمريكيين قالوا إن التحديات التي تواجه إدارة بوش بدءا بالحرب في العراق إلى كوريا الشمالية مرورا بالبرنامج النووي الإيراني تعني أن هناك حاجة لوجود شخص في مكانة نيجروبونتي في وزارة الخارجية.
وقال مسؤول كبير "يجب التعامل مع القضايا الكبرى وإذا كنت تريد حقا المضي قدما في إحراز تقدم... فإنك تحتاج إلى شخص آخر من الوزن الثقيل" مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يولي نيجروبونتي اهتماما خاصا للعراق وكوريا الشمالية.
وقال جيمس شتاينبرج نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون إنه لم يؤمن بأن إدارة بوش كانت ملتزمة بجدية في أي يوم بمنصب مدير المخابرات القومية الذي تم استحداثه بعد هجمات 11 سبتمبر في محاولة للسيطرة على أجهزة المخابرات الأمريكية.
وأضاف "لم يلتزموا بجدية قط بإصلاح المخابرات. لم يكن شيئا سعوا لتحقيقه." واستطرد قائلا "اعتقد... أن ما يهتمون به حقا هو تصحيح الأوضاع في العراق وأن يكون لديهم هناك شخص ما متفرغ لذلك الملف." ووصف محللون نيجروبونتي بأنه الاختيار الأفضل لأن يصبح نائبا لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مشيرين إلى تاريخه الدبلوماسي الحافل على مدى 40 عاما عين خلالها سفيرا خمس مرات من بينها سفيرا في الأمم المتحدة والعراق.
وتوقع مسؤول كبير في الإدارة اشترط عدم الكشف عن اسمه أمس أن يرشح بوش نيجروبونتي لمنصب نائب وزيرة الخارجية.
كما توقع المسؤول أن يرشح بوش الجنرال المتقاعد بالبحرية الأمريكية جون مكونيل ليحل محل نيجروبونتي.
ويشغل مكونيل حاليا منصب نائب رئيس مؤسسة بوز ألين هاميلتون للمقاولات والاستشارات.
وظل منصب نائب وزيرة الخارجية شاغرا منذ أن تركه روبرت زوليك ليلتحق بشركة جولدمان ساكس في يوليو الماضي. كما يعود مساعد كبير آخر هو فيليب زليكو المستشار السابق لوزارة الخارجية للعمل في المجال الأكاديمي كما نحي جون بولتون من منصب سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة العام الماضي.
وقال جيمس دوبنز وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية عمل مع نيجروبونتي ويعمل الآن محللا في مؤسسة راند للأبحاث "إنه من بعض الوجوه إعادة نيجروبونتي إلى حيث توجد قوته الحقيقية كدبلوماسي محترف."
وأثار نبأ ترشيح نيجروبونتي للمنصب تكهنات بأن نيجروبونتي قد يحل محل رايس في وقت لاحق إذا تركت المنصب.
وأبدى توني سنو المتحدث باسم البيت الأبيض استغرابا عندما سئل ما إذا كان ترشيح نيجروبونتي بهدف تجهيزه ليحل لمحل رايس التي لقنت بوش دروسا في السياسة الخارجية اثناء حملة انتخابات الرئاسة في عام 2000 وكانت أول مستشاريه للأمن القومي.
وقال العديد من المسؤولين الأمريكيين إنه ليس لديهم ما يدعو للاعتقاد بأن رايس تنوي ترك منصبها قبل انتهاء فترة ولاية بوش في عام 2009. رويترز...شارك في التغطية سوزان كورنويل وستيف هولاند وديفيد مورجان