> بيروت «الأيام» اليستير ليون :

عناصر من المؤيدين لحزب الله يجلسون امام مقر الحكومة اللبنانية أمس
عناصر من المؤيدين لحزب الله يجلسون امام مقر الحكومة اللبنانية أمس
قال معارض سياسي كبير في لبنان إن جماعة حزب الله وحلفاءها سيصعدون حملة الاحتجاجات والتعطيل التي يقومون بها الأسبوع المقبل في محاولة للإطاحة بالحكومة اللبنانية عن طريق إصابة البلاد بالشلل.

وفشلت جهود الوساطة على مدى اسابيع في حل الازمة بين الحكومة والمعارضة والتي ساهمت في زيادة التوترات الطائفية بين السنة والشيعة.

وقال السياسي المعارض الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "تضع المعارضة اللمسات الأخيرة على المرحلة الثانية من حملتها. ستبدأ التحركات الأسبوع القادم."

وخيم المحتجون خارج مكتب رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الذي يتمتع بحراسة أمنية مشددة في وسط بيروت على مدى الأسابيع الخمسة الماضية لمحاولة إجباره على منح المعارضة سلطة تتيح لها تعطيل قرارات الحكومة في إطار حكومة وحدة وطنية أو الدعوة لانتخابات مبكرة.

ويرفض السنيورة ذلك بشدة رغم ما أصاب حكومته من ضعف بالفعل باستقالة ستة وزراء من المعارضة في نوفمبر تشرين الثاني.

وأضرت الأزمة بجهود تعافي لبنان من الحرب التي خاضها حزب الله مع إسرائيل خلال شهري يوليو تموز واغسطس اب الماضيين كما زادت المخاوف من زعزعة استقرار البلد الذي يشهد توترا بين المسيحيين والدروز والسنة والشيعة.

وقال السياسي اللبناني المعارض "جميع المساعي السياسية والدبلوماسية متوقفة... لا يوجد ثمة خيار أمام المعارضة سوى تصعيد الضغوط على السلطات التي تمضي وكأنه لا يوجد خطب ما... "التحركات ستصل إلى الذروة في مرحلة سيصاب خلالها معظم البلاد بالشلل."

ويتمتع الطرفان بدعم من الخارج حيث يحظى حزب الله بدعم إيران وسوريا التي هيمنت على لبنان لفترة طويلة. كما تشجع الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية السنيورة على الثبات. ويعارض السنيورة النفوذ السوري في بلاده ويتمتع بأغلبية في مجلس النواب,وتلتف القاعدة السنية حول السنيورة الذي ينتمي إليها.

وقال باتريك هايني المحلل بالمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات إن كثيرا من الإسلاميين السنة الذي اعتبروا حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بطلا عربيا مسلما خلال حرب مقاتليه مع إسرائيل يتحولون حاليا للوقوف وراء السنيورة.

وأضاف "اصبح الصراع على أساس طائفي... استطاعت الحكومة .. رغم اتصالاتها الدولية وعلاقاتها القوية مع الولايات المتحدة.. استعادة تأييد السنة بمن فيهم أولئك الذي أيدوا حزب الله خلال الحرب."

وتعتقد حكومة السنيورة أن حزب الله يرغب في إفشال تشكيل محكمة دولية لمحاكمة المشتبه بهم في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي ألقى كثير من السنة والمسيحيين والدروز في لبنان باللوم فيه على سوريا.

وتنفي سوريا القيام بأي دور في مقتل الحريري وغيره من حوادث الاغتيالات التي شهدها لبنان فيما بعد. ويصر حزب الله على أنه يؤيد تشكيل المحكمة من حيث المبدأ لكنه يقول إنه يخشى أن تستخدمها الولايات المتحدة وفرنسا كسلاح سياسي ضد سوريا.

وقال السياسي اللبناني المعارض إن حزب الله سيراجع خطط الاحتجاجات مطلع الأسبوع المقبل مع حلفائه حركة أمل الشيعية وأنصار الزعيم المسيحي ميشال عون,وحزب الله هو الفصيل اللبناني الوحيد الذي احتفظ بسلاحه بعد الحرب الأهلية في لبنان التي استمرت خلال الفترة من عام 1975 وحتى عام 1990.

وقال مصدر آخر من المعارضة إن الفكرة تدور حول بدء اضرابات وعمليات تعطيل مفاجئة بقطاعات اقتصادية حيوية قد تتبعها مسيرات وإغلاقات للطرق وتحركات أخرى.

وفشلت مساعي الوساطة في لبنان بما فيها جهود قادها عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية.

ويتهم حزب الله الحكومة بعدم دعمه خلال الحرب مع إسرائيل وبالسعي لنزع سلاحه من خلال قرار مجلس الأمن الدولي الذي أوقف القتال بين الحزب وإسرائيل,ويقول منتقدون لحزب الله إنه لم يكن لديه الحق في جر لبنان إلى صراع غير مرغوب.

ويقول محللون إن إصرار حزب الله على الاحتفاظ بهويته كجماعة "مقاومة" وبسلاحه الذي تعهد باستخدامه ضد إسرائيل فقط يدعم الحملة المناهضة للحكومة. رويترز