> عواصم «الأيام» عن «الشرق الأوسط»/ رويترز/بي.بي.سي:

طارق عزيز
طارق عزيز
روى برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام حسين، والقاضي عواد حمد البندر اللذان ينتظران تنفيذ حكم الاعدام عليهما في قضية الدجيل، كيف شاهدا تفاصيل اعدام الرئيس السابق صدام حسين من خلال جهاز تلفزيون احضر لهما خصيصا لأول مرة منذ 3 سنوات.

وعلى العكس من صدام الذين كان يمازح محاميه بعد ان سمع بموعد تنفيذ حكم الإعدام، بكى كل من عواد البندر وبرزان التكريتي عندما تحدثا حول تنفيذ إعدام صدام.

وروى الرجلان ردا على اسئلة «الشرق الأوسط» التي وجهتها له عبر محام زارهما الاربعاء الماضي كيف ذهبا الى مكان الاعدام وعادا بعد تأجيل التنفيذ عليهما، وكان من المفترض ان ينفذ الحكم عليهما صباح اليوم نفسه الذي نفذ فيه حكم الإعدام على صدام حسين، إلا ان السلطات أرجأت التنفيذ الى وقت لاحق.

وقال عواد البندر: «جلسنا لمدة ساعات هناك في الانتظار. الإعدام كان واردا في أي وقت. ابلغونا بصورة مفاجئة حوالي الساعة الثامنة و45 دقيقة صباحا بأن تنفيذ حكم الإعدام قد تأجل».

وكان برزان التكريتي اكثر حزنا، وقال: «اعدمت في تلك الليلة مائة مرة عندما كنا منتظرين نحسب الدقائق... مرة اخرى؟ هذه المرة لن نستيقظ على الأقل». وردا على سؤال حول ما اذا عرفا فضيحة تصوير إعدام صدام بالموبايل، قال برزان التكريتي وعواد البندر انهما يعرفان ما حدث.

وقال برزان التكريتي: «لم نشاهد التلفزيون من قبل، ولكن سمح لنا بصورة مفاجئة بمشاهدة التلفزيون. شاهدنا الإعدام حتى وضع الحبل حول عنقه.. ثم اخذ التلفزيون منا. لكننا نعرف بشأن التصوير بالفيديو ورقص الناس وركل جثته. من المخزي ان يرقصوا حول جثته ويركلون يديه».

وحول ما يشعر به البندر تجاه وصية صدام. قال البندر: «أشعر بالفخر كون صدام تذكرني.

وقال المحامي عصام غزاوي «كانا يريدان ان يعرفا ما اذا لدى المحامين أية وسائل قانونية لخفض عقوبة الإعدام او إرجاء تنفيذه على الأقل».

مساعدا صدام طلب منهما كتابة الوصية قبل اعدامه

قال محامون قابلوا برزان التكريتي الاخ غير الشقيق للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وعواد البندر رئيس محكمة الثورة السابق انهما طلب منهما ان يكتبا وصيتيهما قبل ساعات من اعدام قائدهما شنقا الاسبوع الماضي.

وقالت المحامية اللبنانية بشرى الخليل والمحامي الاردني عصام الغزاوي أمس الاحد انهما التقيا مع المساعدين الكبيرين يوم الاربعاء الماضي كل على حدة في مكان احتجازهما لدى القوات الامريكية بالاضافة الى لقاء نائب رئيس الوزراء السابق طارق عزيز ونائب الرئيس السابق طه ياسين رمضان.

وتصور برزان والبندر اللذان أدينا مع صدام بارتكاب جرائم ضد الانسانية فيما يتعلق بقتل 148 شيعيا من قرية الدجيل في الثمانينات ان مطالبتهما بكتابة الوصية تعني ان اعدامهما بات وشيكا لكنهما لا يزالان في انتظار تنفيذ الحكم ولم يتم تحديد موعد لذلك بعد.

وقال برزان والبندر لمحاميهما انهما أوقظا في الساعات الاولى من صباح يوم شنق صدام الاسبوع الماضي ثم نقلا الى مكتب قريب داخل مركز الاحتجاز الامريكي الشديد الحراسة الذي يحتجزان به وطلب منهما كتابة وصيتيهما.

وقالت بشرى الخليل والغزاوي ان برزان والبندر فوجئا بعدم اقتيادهما الى حبل المشنقة برغم انهما لم يكونا يعلمان وقتها انه قد تم اعدام صدام.

برزان التكريتي وعواد البندر
برزان التكريتي وعواد البندر
وكانت محكمة التمييز العراقية قد صدقت على حكم المحكمة الجنائية العراقية باعدام صدام وبرزان والبندر لكن السلطات العراقية نفذت حكم الاعدام في صدام أول أيام عيد الاضحى في 30 ديسمبر وارجأت تنفيذ الحكم في برزان والبندر بعد ان كان متوقعا في بادئ الامر اعدامهما في اليوم نفسه.

ونقل الغزاوي عن البندر قوله له "الامريكان واعوانهم العراقيون حرمونا من اكبر شرف ان نعدم مع السيد الرئيس."

واضاف البندر للغزاوي المقيم في العاصمة الاردنية عمان "الحياة ليس لها قيمة بعد وفاة الرئيس."

وقالت بشرى خليل لرويترز انها التقت ايضا مع طارق عزيز الذي "بكى وقال ما عاد تعنينا الحياة لان العراق مات باستشهاد الرئيس."

الحكومة العراقية: اعدام برزان والبندر قبل نهاية الاسبوع

قال على الدباغ الناطق الرسمى باسم الحكومة العراقية في مقابلة مع بي بي سي العربية إن تنفيذ حكم الإعدام فى كل من برزان التكريتى رئيس الاستخبارات العراقية السابق والأخ غير الشقيق للرئيس العراقى الراحل صدام حسين، وعواد البندر رئيس محكمة الثورة السابق سيجرى قبل نهاية الأسبوع الحالى.

وقال إن قرار الإعدام وقع بالفعل وجاهز للتنفيذ وإنه بانتظار الانتهاء من بعض الترتيبات الفنية لتنفيذه.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ناشد الحكومة العراقية تعليق تنفيذ حكم الإعدام بحق التكريتي والبندر، في ظل تصاعد الجدل حول الأسلوب الذي تم به إعدام الرئيس العراقي السابق.