في الذكرى الثامنة لرحيل الشاعر الشعبي شائف الخالدي .. فراسة شاعر ساجل نفسه

> «الأيام» خاص :

> منذ وفاة الشاعر الشعبي الكبير شائف محمد الخالدي (ابولوزة) في أواخر أيام ديسمبر 1998م، يدرو لغط وجدل وأحاديث كثيرة لم تتوقف حتى اللحظة حول حقيقة مساجلاته مع الشاعر أحمد علي طاهر القيفي بين مشكك بوجود الأخير أصلا وبين قائل بوجوده كشخص لكنه ليس بشاعر وليس له صلة بالمساجلات التي ابتدعها الخالدي ونسبها إليه.

الإصدار الاخير للدكتور الباحث علي صالح الخلاقي تحت عنوان «فراسة شاعر ساجل نفسه» والعنوان الفرعي الايضاحي «حقيقة ما دار بين القيفي والخالدي من اشعار 1981-1989م» يفصح عن خفايا وأسرار تلك المساجلات وهو يأتي متزامنا مع مرور الذكرى الثامنة لوفاة الخالدي.

ويضم الكتاب دراسة عن الشاعر تحت الموضوعات التالية: شاعر أحيا النقائض وحلق بأشعاره في سماء المجد، من شاعر القبيلة الى شاعر الوطن، الخالدي شاعر جواب، حقيقة ما دار بين القيفي والخالدي، أسلوب الخالدي وكلماته فيما نسب الى القيفي، لماذا ابتكر الخالدي شخصية (القيفي الوهمية)، الفنان حسين عبدالناصر يكشف الحقيقة كاملة.

كما تم إيراد كامل المساجلات حسب تسلسلها الزمني وتواريخها وخلص الباحث الى أن الشاعر الكبير (أبو لوزة) الذي جعلنا مشدودين إلى هذه الروائع من المساجلات الفنية هو من أبدعها باسم شاعر وهمي اصطنعه من وحي خياله هو أحمد علي طاهر القيفي ليقول على لسانه ما يريد قوله ويوصل رسالته لمعالجة قضايا الوطن اليمني الواحد بنظاميه الشطريين المتناقضين، فتفتق ذهنه عن هذه الطريقة الفريدة ليأتي بقصائد على لسان غيره ينتقد فيها كثيرا من ممارسات وعيوب النظام في الشطر الجنوبي ويكون هو في ذات الوقت من يرد منتقدا ومفندا عيوب نظام الشطر الشمالي وكأنه لسان حال الشطر الذي يتحدث باسمه أو ينتمي اليه دون أن يعرف أحد هذا السر أو يتنبه اليه، فانتشرت أشعاره على نطاق واسع في الشطرين متجاوزة الحدود الوهمية ونقاط التفتيش دون استئذان، وبدهائه هذا جنب نفسه المساءلة وأبعدها عن الشبهات التي تعرضه لمضايقات هو في غنى عنها. ويسجل له أنه صاحب هذه الطريقة الذكية وغير المسبوقة في الأدب الشعبي اليمني التي تنم عن فراسة وعبقرية مبتكرها كشاعر كبير لم تعيه الحيلة عن الذهاب الى أن يبدع روائع باسم غيره ويرد عليها، لأن المهم بالنسبة له كان إيصال الفكرة وتأدية الرسالة كشاعر صاحب موقف.

صدر الكتاب عن مركز عبادي للدراسات والنشر وهو الإصدار الرابع للباحث د. علي الخلاقي خلال هذا العام، حيث صدر له مؤخرا الطبعة المنقحة من «الشائع من أمثال يافع» و«عادات وتقاليد الزواج وأغانيه في يافع» و«شاعر الحكمة صالح سند خير من نشد» ويعكف على إصدار الجديد عن الموروث الشعبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى