الولايات المتحدة توسع في الصومال نطاق حربها على الإرهاب

> لندن «الأيام» بي بي سي:

> الغارة الجوية الأمريكية على ما قيل إنها مواقع لتنظيم القاعدة بالصومال، وتداعيات إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، على الساسة البريطانيين، والخطة الأمريكية لحل الأزمة العراقية، كانت من بين أهم القضايا الخارجية التي تناولتها الصحف البريطانية، في صفحاتها الداخلية.

الولايات المتحدة تُغير

خصصت صحيفة الغاردين مقالتي تعليق لحدث الغارة الأمريكية على مواقع جنوبي الصومال، إلى جانب عدة تقارير إخبارية وتحليلية.

وذكّرت الصحيفة في افتتاحيتها الأولى، بأن الغارة تُعد أول عملية عسكرية تشنها الولايات المتحدة في هذا البلد منذ ما يقرب من ثلاثة عشر عاما، صارت خلالها الصومال أرضا خصبة لنمو "الحركات الإسلامية".

غير أن من تسميهم الصحيفة "جهاديين" لم يتمكنوا من السيطرة على البلاد، ليس" بفضل سياسة مكافحة الإرهاب، ولكن بفضل مقاومة المجتمع الصومالي."

و تقول الصحيفة إن المسألة المثيرة للجدل ليست في:" حق واشنطن في القضاء على أعدائها الألداء ، بل في عدد الأبرياء الذين قضوا بسبب العملية."

وتشير الصحيفة في هذا الصدد إلى ضخامة الطائرة الحربية التي استخدمت للإغارة على قرية قرب الحدود مع كينيا، معتبرة أن مثل هذا التكتيك استخدم في أفغانستان والعراق:"القضاء على كل ما يتحرك داخل نطاق معين، ثم تقييم النتيجة بعد ذلك."

وترى الصحيفة أن الضربة الجوية الأمريكية، زادت من تعقيد الوضع في الصومال، وربما قد تؤثر سلبا على موقف الحكومة الانتقالية، مما قد يفسح المجال أكثر لتنظيم القاعدة، لتعزيز موقعه في هذا البلد.

وتتخوف الصحيفة من أن تكون الغارة الأمريكية، قد خلقت أجواء مواتية، لانتعاش من تسميهم "الجهاديين".

انتصار على الإرهاب

وعلى العكس من الغارديان، ترى التايمز أنه يصعب قيادة عمليات عسكرية دقيقة في "الحرب على الإرهاب"، لأن مثل هذه العمليات يحتاج إلى معلومات استخباراتية لإصابة الهدف دون التسبب في وقوع ضحايا من الأبرياء وهو الأمر الذي يكاد أن يكون مستحيلا نظرا للوضع الخاص في الصومال.

وتدعو الصحيفة، الولايات المتحدة في افتتاحيتها ألا تبدو بمظهر من يدعم بشكل واضح الوجود الإثيوبي في الصومال لأن من شأن ذلك أن يصير مصدرا من مصادر الاستياء لدى الصوماليين.

و يرى كون كاخلين، في الديلي تلغراف، أن طبيعة الحرب على تنظيم كتنظيم القاعدة يتطلب نفسا طويلا وصبرا.

ويُسوغ الكاتب ضخامة العملية بخطورة الهدف، وقدرته على التخفي، كما يعتقد أن القوات الأمريكية قد ألحقت ضربة " قاسية بإحدى أخطر خلايا القاعدة الناشطة في إفريقيا."

ويختم الكاتب تعليقه بالإحالة إلى إنذار وجهه الرئيس الأمريكي السابق، رونالد ريغان للحركات الإسلامية المسلحة:" يمكنكم أن تسرعوا في الهرب، لكنكم لن تستطيعوا الاختفاء."

حرب باردة أخرى

ويعتبر جوناثان فريدلاند، في الغارديان، أن الغارة على الصومال، والإصرار على الزيادة في عدد القوات في العراق، دليل على "عناد" الرئيس الأمريكي جورج بوش وعدم التفاته إلى الناخب الأمريكي.

وجاء في صدر المقال:"قولوا ما شئتم عن جورج بوش، لكنكم لا يمكنكم أن تتهموه بالميل إلى حيث يميل الجمهور."

ويذكر الكاتب بنتائج الانتخابات النصفية التي وجهت خطابا إلى الرئيس بوش يطالب بإنهاء الحرب في العراق، كما يذكر بتوصيات لجنة بيكر/هاملتون.

ويقول:" لقد ألقي بهذه التوصيات في سلة المهملات، كما أزيح القادة العسكريون الذين نصحوا بعدم إيفاد مزيد من الجنود إلى العراق من مناصبهم" ويضيف الكاتب قائلا:" الآن نعلم خطة الرئيس بوش الجديد: صبوا مزيدا من الزيت على النار."

وفي سياق الجدل الدائر حول خطة الخروج من الأزمة العراقية التي من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي عنها يوم الأربعاء، أوردت التايمز ، تقريرا عاد إلى الحديث عن موجة المعارضة المتعاظمة، لخطة بوش للـزيادة فـي عـدد الجنود الأمريكيين بالعراق.

وذكرت الصحيفة في هذا الصدد أن السناتور الديمقراطي إدوارد كنيدي طرح للمناقشة قانونا من شأنه أن يمنع عن الرئيس مليارات الدولارات الضرورية لتمويل إرسال عشرين ألفا من الجنود الإضافيين إلى ما سماه كنيدي" فيتنام جورج بوش."

فرصة لتحدي بوش

يتساءل كريس باتن، المُفوض الأوروبي السابق للشؤون الخارجية، في الفايناشل تايمز، مستنكرا ما أثارته ظروف إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين من جدل:" هل يمكن أن تصير الأمور إلى مدى أكثر مهانة؟"

ويرد مستشار جامعة أوكسفورد حاليا، بالإيجاب.

ويعتقد باتن أن:" سعي رئيس الوزراء البريطاني إلى ربط مصلحة بريطانيا القومية بحماقات سياسة البيت الأبيض، يخذل معارضي الرئيس بوش المعتدلين في الولايات المتحدة." كما يرى آخر حكام هونك كونغ البريطانيين، أن رئيس حكومة بلده مصر على ارتكاب نفس الأغلاط عندما يؤكد أن:" أصدق أصدقاء أمريكا هم الذين يأتمرون بأمر بوش-شيني."

ويتساءل باتن -بعد أن يلمح إلى ضرورة إعادة النظر في الموقف الغربي، والأمريكي على الأخص، من إيران وسوريا- عما إذا كان بلير سيحاول إقناع إدارة بوش بالتعامل مع هاتين الدولتين، ومعارضة أي ضربة عسكرية إسرائيلية محتملة ضد إيران.

ويخلص إلى القول بأن على رئيس الحكومة البريطانية أن يسعى مع باقي القادة الأوروبيين إلى بناء موقف متماسك لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، دون الرضوخ إلى الضغوط الأمريكية والإسرائيلية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى