الوزير هاولز: وجود بيئة للفساد والفقر يستدعي صحافة حرة لمحاربتها

> صنعاء «الأيام» خاص:

>
د. كيم هاولز
د. كيم هاولز
في رده على سؤال «الأيام» عما قدمته بريطانيا للحكومة اليمنية من أجل النهوض والإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفقر والفساد؟ أجاب د. كيم هاولز، وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني: «نحن لم نقدم شيئا بل ننتظر أن تقدم لنا رؤى وبرامج ومن المدهش أن نرى بعض رجال اليمن مشهورين جدا بنجاحاتهم في الخارج، والخطط يفترض أن تقدمها اليمن لأنها أدرى بمشاكلها وبنوعية الحلول التي تحتاجها».

وحول تقييمه لحرية الصحافة ورأيه فيها في اليمن.. قال:«حرية الصحافة مهمة جدا في أي مجتمع، ورأيي كوزير أو سياسي أن الصحافة تعتبر مزعجة جدا وإذا لم يكن هناك شفافية من الجانب الحكومي ستظهر الأسئلة بالتأكيد وسيكون هناك خطأ في العمل، وإذا ما وجدت البيئة للفساد والفقر فلا بد من وجود صحافة حرة لمحاربة ذلك».

ومايلي نص الحور :

في حوار قصير خص به «الأيام» قال السيد د. كيم هاولز، وزير الدولة للشئون الخارجية البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا «إن شواهد الديمقراطية تتمثل اولاً في حرية الصحافة وإذا لم يكن هناك حرية صحافة أو إعلام حر فستتكاثر الاسئلة على الحكومة». وفيما يلي نص الحوار:

< أولا سيد هاولز لنتحدث حول السياسات التشجيعية للمملكة المتحدة مع اليمن التي تمثلت في زيادة الدعم واحتضان مؤتمر المانحين فهل هناك خطط مستقبلية لزيادة هذا الدعم واستمراريته؟

- الدعم المالي الذي تقدمه بريطانيا لليمن ازداد لأننا ننظر الى الشباب اليمني وكيفية زيادة قدراته ونحن نركز على هذا الجانب في دعم اليمن من الناحية التعليمية وسنقوم من خلال هذا الدعم بتطوير المناخ للعمل الخاص والاستثمارات، وهذا عزمنا مع الحكومة اليمنية لتطوير هذا الجانب، وهذا الامر يساعدنا على تشجيع المستثمرين من جميع انحاء العالم للمجيء إلى اليمن والاستثمار فيها، إضافة الى تواجد رجال الاعمال اليمنيين لأن هذا سيخلق فرصة لمحاربة الفقر وتخفيف البطالة المنتشرة في المجتمع اليمني، ونحن فاهمون جيدا طبيعة المكان أو الموقع بالنسبة لليمن والضغوط التي تواجه اليمن والحكومة اليمنية لأنها تعيش في منطقة الشرق الاوسط ومحاطة بجيران الى حد ما وضعهم صعب، ومحيط جوارها صعب ومثال على ذلك الجوار الصومالي الذي يدخل إلى اليمن لاجئين كثيرين منهم، إضافة الى أن اليمن لديها مشاكل فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب ومنه ماحدث مؤخراً من أفعال لتنظيم القاعدة في محاولة تفجير بئر النفط في إحدى المحافظات، وهذا ما أثار دهشة الكثيرين الذين كانوا يقولون إن القاعدة تهاجم فقط مصالح أمريكية أو غربية، لكن ما حصل آخر مرة أنهم يهاجمون قطاعات ومصالح في اليمن نفسها، والأفعال التي تقدم عليها القاعدة تدمر مصالح يمنية تتعلق أساسا بعملية الاستثمار، وأعضاء القاعدة يعرفون تماما أنهم إذا ما نجحوا في مخططهم لمحاربة الاستثمار هذا يجعل الاستثمار أو المستثمرين خائفين ولا يأتون الى اليمن ولهذا من ضمن دعمنا هو دعم الكادر اليمني من أجل مقاومة ومحاربة مثل هؤلاء الذين يدمرون مصلحة الاستثمار اليمني، وسوف نقوم بعملية تدعيم الشراكة بين اليمن وبريطانيا من خلال الوصول إلى محاربة العدو الواحد وهو الإرهاب، ونحن نعلم أن الفقر هو من أكثر الاشياء المولدة للارهاب ولذا يجب أن نعمل بالتنسيق مع الحكومة اليمنية لإعطاء صورة مستقبلية عن اليمن إذا ما تم محاربة الإرهاب والفساد والفقر، وراحة الآخرين هو ما انعكس في مؤتمر المانحين بالنسبة لعمل اليمن والدليل الاكبر هو ما خرجت به اليمن من مؤتمر المانحين من دعم بمبلغ سبعة مليارات دولار.

ونحن لسنا ندعم اليمن مالياً فقط بل إننا قمنا ايضا ببناء سفارة جديدة للمملكة المتحدة وتعتبر رمزا محسوسا لمدى عمق العلاقة بين اليمن وبريطانيا في خدمة شعبيهما.

< ما هي إذاً أهم المعوقات التي تقف أمام اليمن برأيك لقدوم الاستثمار ومحاربة الفقر والفساد والارهاب؟

- من أهم المعوقات قلة الأمان والأمن في اليمن، وهي من أهم الأشياء التي تطرد المستثمرين وتجعلهم خائفين على رؤوس اموالهم بالإضافة الى وجود أماكن في اليمن تحدث فيها اختطافات كثيرة ومشاكل كثيرة تحجب الرؤية عن المستثمر وتشككه في الحضور إلى اليمن للاستثمار، والحكومة ملزمة بمحاربة مثل هذه الأشياء لتوفير ارضية آمنة للمستثمرين ومناخ مناسب من الأمن والاستقرار، لأن الاستثمار ليس مالاً فقط وإنما هناك استثمار للاشخاص وبالتالي إذا ما تمت محاربة مثل هذه الظواهر تتوفر بالتالي تدريجيا محاربة الفقر والفساد والإرهاب والفساد، وأيضا لا بد أن توضع قواعد وقوانين ليتأكد المستثمر أن المناخ الاستثماري غير مهدد ولا يوجد مظهر فساد يعطل العملية الاستثمارية سواء كان ذلك في أدنى المستويات أو أعلى المستويات في الدولة، وأعتقد أن اليمن تحارب الفساد بشكل واضح، وهذا جلي صحيح أن اليمن تواجه متاعب لكن اليمن أو الحكومة اليمنية أظهرت موخرا نية حازمة وصارمة لمكافحة الفساد، وهذه مشكلة عالمية، صحيح اليمن مجهدة في هذه المحاربة ولم تتوصل إلى نتائج كبيرة لكن العالم لديه ثقة كاملة بأن اليمن تحارب الفساد، ولكن هذا لن يتأتى إلا بوجود قضاء مستقل وقانون تجاري قوي ومستقل من أجل محاربة الفساد وقدوم الاستثمار لليمن.

< زيارتكم لليمن هي الثانية ماذا كانت تحمل هذه الزيارة في جعبتها للحكومة اليمنية أو للمنطقة بشكل عام؟

- هذه الزيارة جاءت لمناقشة عدة قضايا منها كيفية مكافحة الفقر ومكافحة الفساد وإمكانية مساعدة اليمن من أجل التوصل إلى إصلاح اقتصادي وسياسي شامل، وكيفية ايجاد عقوبات صارمة على أي شخص متورط في الفساد، بالإضافة إلى لقاءات مع الوزراء حول كيفية التصرف بالأموال التي تلقتها اليمن في مؤتمر المانحين، ومن المشاريع التي سيتم تنفيذها بناء الطرقات وإصلاح بعض الموانئ ورصفها وتدريب الكادر اليمني من جهة تعليمية ومن جهة مهنية، بالإضافة الى التطرق لوضع الفتاة وتعليمها وتدريبها للعمل مع المجتمع، واليمن تعتبر الآن مثلاً أعلى لعدد من دول الجوار بالنسبة لما منحته للمرأة، وأنا سعيد جداً أن اليمن بدأت تركز على تعليم الفتاة في هذه الفترة.

< هل قدمتم خططا أو برامج للحكومة اليمنية لاتباعها من أجل النهوض والإصلاح الاقتصادي ومحاربة الفقر والفساد؟

- نحن لم نقدم شيئا بل ننتظر أن تقدم لنا رؤى وبرامج ومن المدهش أن نرى بعض رجال اليمن مشهورين جدا بنجاحاتهم في الخارج، والخطط يفترض أن تقدمها اليمن لأنها أدرى بمشاكلها وبنوعية الحلول التي تحتاجها.

< كيف تقيمون حرية الصحافة ورأيكم فيها في اليمن إن وجدت؟

- حرية الصحافة مهمة جدا في أي مجتمع، وفي رأيي كوزير أو سياسي في الصحافة أن الصحافة تعتبر مزعجة جدا وإذا لم يكن هناك شفافية من الجانب الحكومي ستظهر الأسئلة بالتأكيد وسيكون هناك خطأ في العمل، وإذا ما وجدت البيئة للفساد والفقر فلا بد من وجود صحافة حرة لمحاربة ذلك، وحرية الصحافة هي من الشواهد المهمة جدا لإظهار الديمقراطية الحقيقية رغم أنها في بعض الأحيان تكون مؤلمة جداً.

< وكيف تقيمون الانتخابات الاخيرة في اليمن؟

- كانت انتخابات ذات سمعة جيدة وممتازة ، وكان هذا برصد المراقبين الدوليين وتقاريرهم التي أشارت الى التنافس، وهناك مشاكل في الانتخابات تحدث في أي مكان بالعالم ولكن اشتراك العنصر النسائي كان لافتا وكان منخفض جدا ولا بد أن تنظر الحكومة إلى هذا الجانب وإلى جميع الجوانب السلبية لصلاحها في الانتخابات القادمة، واليمن تعتبر الآن مثالاً يحتذى به ولا بد أن تكون الحكومة اليمنية سعيدة بهذا وتحتفل به.

< إذا ًفلنختتم بسؤال حول نتائج زيارتكم لليمن وهل حققت مرادها؟

- نعم الزيارة حققت مرادها والسفير البريطاني بصنعاء أرشدني إلى عدد من الوزراء وتم مقابلتهم لشرح وجهات النظر من أجل المساعدة في كيفية تصريف الأموال في المشاريع الخدمية ومكافحة الفقر والفساد والإرهاب والإصلاح السياسي والاقتصادي وجذب الاستثمار لليمن، وآمل التواصل أكثر مع الحكومة اليمنية من أجل الحديث عن المشاكل التي تتواجد لها الحلول وتكون بريطانيا أحد المساهمين في هذا، وهذه الزيارة ناجحة جدا وخلقت نوعا من التقارب الاقليمي بالمنطقة وهذا بسبب نجاح مؤتمر المانحين وحث المستثمرين على الاستثمار في اليمن فيما يتعلق باستثمارات البنية التحتية فيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى