نظمتها الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في مقر الفرع بعدن .. احتفائية بالشاعر الغنائي الكبير مصطفى خضر محمد

> عدن «الأيام» مصطفى غيلان:

> نظمت الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين احتفائية بالشاعر الغنائي الكبير مصطفى خضر محمد في مقر فرع الاتحاد بعدن، يوم الثلاثاء الماضي 9 يناير، بحضور أعضاء الأمانة العامة والمكتب التنفيذي. قدم هذه الاحتفائية الاحتفالية الأديب والناقد د. عبدالمطلب أحمد جبر، عضو الأمانة العامة للاتحاد المسؤول الثقافي، وفي المفتتح قال بعد البسملة والاستعاذة: نفتتح هذه الفعالية النوعية التي أفردناها لشاعر كبير هو الشاعر (مصطفى خضر) بمشهد احتفالي يليق به، محيياً بحرارة وابتهاج كل من حضر ممثلاً لمنتدى أو صحيفة، أو جمعية وبالإعلاميين وكل راصد ومتابع وطواقم التغطية الإخبارية الذين يغطون هذه الاحتفائية منوهاً بأن الأمانة العامة شرعت بإعداد وتصميم خطط لعقد فعاليات على مستوى الامتداد الفرعي لتكوينات الاتحاد في المحافظات، وسيكون لعدن اهتمام خاص، شاكراً في كلمة التقديم سكرتارية الفرع على الإعداد الجيد للاحتفائية المقامة معرباً عن توجه الأمانة العامة إلى الاهتمام بميراث الشعر الشعبي الغنائي بإعداد وعقد ندوات مكرسة لتلوينات هذا الفن الذي لم يدرس بشكل جيد، ولأن أكثر شعراء هذا اللون الغنائي تركوا دنيانا وما بقي إلا التسجيلات التي لم تحظ بتوثيق مستلهم قيمة هذا الإرث، مفيضاً بمشاعر البهجة بحضور الشاعر (مصطفى خضر) الذي قال عنه إنه ممتلئ بالفرح بهذا الحضور المحتفي به، وأن قيمة هذا المشهد الحفلي بهذه المشاعر لشاعر يكتب بامتياز الجملة اللحنية المغناة، ويشكل ظاهرة فردية متميزة في تطويع العامية بمفرداتها ومعجمها العدني، وكان رائداً على قلة أغانيه، ارتفع إلى مستوى من جايله من رواد الأغنية وشعرائها أمثال لطفي جعفر أمان، وعبدالله هادي سبيت، والقمندان، ومحمد عبده غانم، واتسعت خطواته وهو يواكب الشعراء الكبار أمثال أحمد شريف الرفاعي، محمد عبدالله بامطرف، ومن تابع آثارهم أمثال علي أمان، وعبدالله عبدالكريم، امتداداً إلى عبدالرحمن السقاف، وعبدالله باكدادة، مختتماً كلمة التقديم بهذا التذكير لجيل الأوائل والرواد، مشيراً إلى أن الاحتفاء بالشاعر يعني الاحتفاء بالشعر بهذا الإرث بهذا الغناء الرفيع والسمو الوجداني والعاطفي، مخاطباً الحضور: آهٍ كم نشعر بالسعادة عندما يحاورنا الشاعر بالشعر ونتحدث عن أمجاد المحبين.

وبعد كلمة التقديم تحدث الشاعر الزميل نجيب مقبل في مداخلته مستهلاً حديثه بالإشارة إلى أنه في تناوله لتجربة الشاعر كان لزاماً عليه أن يحدد مبحثين فقط ابتعاداً عن التشعب في التنوع، موضحاً الحديث عن مستويين هما جمالية اللهجة، وجمالية التعبير في شعر مصطفى خضر الغنائي. وتابع: مصطفى خضر جاء بعد أن تكرست مدرسة ريادية في النص الغنائي وكان قطباها محمد عبدغانم رائدها، وأوصلها إلى لطفي جعفر أمان، مسترسلاً في تأريخ الأغنية بالقول: إن ما سمي حينها بالأغنية العدنية وفي تطورها اللاحق ما نسميه الأغنية اليمنية الحديثة كانت قد بدأت بسالم بامدهف، وخليل محمد خليل، ثم مثل المرشدي، ومحمد سعد عبدالله التواصل لهذه المدرسة.

مفيداً بأن هذا هو المشهد السائد، وكان في حالة تموضع وحضور، وأن الشاعر مصطفى خضر يعد امتداداً للمدرسة الغنائية التي تأصلت على يد الشاعر لطفي جعفر أمان، فهو التالي تراتباً ومرتبط بجيل الرواد، فهو زامن الرواد، وكان تالياً يشتغل تأسياً على إبداعاتهم ومؤسساً ومرتبطاً بالجيل التالي لهذا الجيل، الذي كان جيلاً تالياً للمرشدي، ومحمد سعد، وهو يفهم المجايلة بالابتعاد التاريخي، وبالفارق الفني، موضحاً أهمية دراسة فن الغناء بألوانه الصنعاني، العدني، اللحجي، وطبيعة وفنون الشعراء عبدالله هادي سبيت ومسرور مبروك، إنه بهذه الدراسة لابد أن نُجمع بل سنلتقي حول أهمية النص الغنائي، ومدى تأثير لطفي بهذا النص الرائد، والتطوير لرائد النص عند لطفي في نظره تأسس على اتجاهين: الصورة الشعرية وجمالية التعبير والإيقاع الشعري، وكان يتكئ على الصورة جمالياً وتعبيرياً، وأن يكرس في تجربته توظيف اللغة الفصحى جمالياً وتعبيرياً في بناء الصورة الشعرية في مثل «في عيونك مرور السحر استوى، يا مكحل في الهوى» فهو في توظيف اللغة الفصحى اتكأ على الصورة الشعرية، وكان يعتمد على اللغة الوسطى أولاً للالتقاء باللهجة، ومن ثَمَّ ينزل باللغة الفصحى إلى اللغة المتوسطة أي ينزل الكلام الفصيح إلى اللغة الوسطى والعامية مستخدماً التسكين، وفي نظره إن مثل هذا التأسيس أو التأصيل النصي كان يفتقر إلى مواصلة لهذه التجربة، ولكنها وجدت لها مواصلة في تجربة مصطفى خضر الذي أصّل تجربته على النص الرائد للطفي، معتمداً على جمالية اللهجة، وجمالية التعبير، والحديث عنه له ضفتان: الأولى، تناول جمال التعبير واللفظ، وتالياً الصورة وتوظيفاتها شعرياً، ناقداً استسهال كتابة الشعر بعاميته، الذي أهدر قيمة اللفظ واستعمالاته والمبنى التركيبي والصورة، فهو اتجاه في حكمه النقدي مخل لأنه اتجاه تحريفي لريادية شعرية النص الغنائي لأنه اتجاه للتعبير باللفظ لم يستخدم الصورة، معيباً قائلاً: عندما نقرأ اليوم نصوصا غنائية نقرأ كلام لهجة لكن ليس له مستوى من الشعر لهذا فإن الشاعر مصطفى خضر خدم اتجاها نصيا سائدا، أو إنه استطاع أن يمد هذا الاتجاه- اتجاه التعبير باللفظة واتجاه التعبير بالصورة ، كما استخدم اللهجة في مستويات أي كان الالتقاء بالفصحى حول الكلام الدارج الذي يُرقى به إلى سبك في مستوى لغوي صوري، وشعري وأحياناً كما هو عند لطفي ينزل الفصحى منزلة العامية في جمالية تعبير لفظي وصوري كان هذا هو الاتجاه في الشعر الغنائي، أما الجيل التالي للشاعر فهو جيل في تقديره الشخصي لم يلتقط هذا التطور، ولم يمد ولم يطور هذا الاتجاه بل انتكس في التعبير باللهجة وضحى بجمال التعبير وبالصورة، لهذا انزلقوا في مزالق لأنهم استسهلوا هذا الفن، ولهذا نجد من جاء بعد الأوائل وقع في المناجاة والبكائيات والتوجع، واستخدموا التعبير باللفظ لا بالصورة نظراً لحالة الاستسهال التي تقود إلى الانزلاق في لفظية التعبير دون مستوى شعري، مستطرداً بأن مصطفى خضر كان مواصلاً وخادماً لهذا الاتجاه الريادي كما أنه استطاع أن يجذب الرواد لنصه الغنائي، جذب الفنانين أمثال أحمد قاسم، وأن ما يميزه هو اكتشاف بعض الفنانين، وفي نصوصه اشتغال إيقاعي وموسيقي مثل «هب الصفاء» و«ابتدينا» فيها استهلال موسيقي ومثل «براعي لك» فيها اشتغال غير الاشتغال الاعتيادي، متسائلاً هل النص بضوابطه وأقيسته استدعى هذا الاشتغال الموسيقي، أم أن تطويع العامية هو الذي جذب إلى هذا الاشتغال الموسيقي؟! قال: لا أستطيع تصدير أي حكم، لأن هذه المساحة ليست مساحتي لأني لست موسيقياً، تاركاً الحكم لما يخص الموسيقى للمختصين، أمثال عصام خليدي، وفهمي تركي، منهياً مداخلته بالإفادة بأن الشاعر كما أشار بأنه أجاد في شعره الذي درسه في إطار ضفتي جمالية التعبير والصورة بل ومد تأثير اتجاه النص الغنائي العدني أو المدرسة العدنية في الأغنية إلى جيل آخر لكنه انتكس في مواصلة هذا التطور بدلالة أن «براعي لك» فيها اشتغال موسيقي خارجي أو اشتغال خارج النص مثل «ابتدينا» فهو نص متقدم لم تتجاوزه التجارب الحديثة بل حتى لم تستلهم روح النص وغنائيته مما جعل شعر المحدثين قائماً على التشكي والتناجي وليسوا بمقام مصطفى خضر الذي أمسك بالواقعة وجعلها لحظة غنائية مجمدة للزمن وفيها إحياء لروح الماضي والذكريات.

وعقب انتهاء نجيب مقبل من مداخلته قدم الشاعر عبدالرحمن إبراهيم مداخلته مرتجلاً، مبتدئاً بالحمد والشكر لله على التقاء المشاركة في هذه الاحتفائية التي زعم أنها وفاء احتفالي في غياب الجانب الرسمي ولأنها تشكل ظاهرة احتفالية بشاعر مد جسور مدرسة الريادة مضيفاً لما أسس وأصّله الرواد بادئا مداخلته بالنقد الجريء لعدم العناية بهذا الشاعر الجهبذ الذي ليس بحاجة إلى دخول دائرة الضوء لأنه منار ضوء وقبس وظاهرة كالبحر، منوهاً بضرورة إقامة مهرجان لهذا الشاعر فإن كان حقاً لا ينقص من هذا المشهد الحفلي الذي بادرت الأمانة العامة لإقامته وفاء للشاعر، ولكنه ضمن هذا الطرح يومئ بالإشارة والإيحاء أو ربما الترميز دون التصريح إلى نقد الجهات الرسمية والمعنية ممثلة بوزارة الثقافة والاتحاد لعقد مهرجان للشاعر يليق به، وإن كانت هذه الاحتفائية لا تنتقص من قيمته، والزميل عبدالرحمن أكد على تقسيمات ألوان الغناء إلى لون صنعاني ، وعدني، ولحجي، ولكنه استنكر من يرفض وجود اللون العدني، اللون الذي صار له إرث متجذر، موكداً ضرورة أن يدرس النص الغنائي لجيل الرواد، ونصوص مصطفى خضر على المستوى التعبيري والموسيقي وهذه التلاوين التي لم تدرس ولم تنقد الممارسات الشعرية اللاحقة التي أساءت إلى تطور هذا الفن ولم تشكل امتداداً حقيقياً لتجارب سابقة تقدمت على ما أنجز حالياً، مختتماً كلمته بأن مصطفى خضر لم يأت امتدادا لحركة نص الأغنية العدنية فحسب بل شكل في نصه الغنائي اتجاهاً خاصاً أثرى به على غيره من مدرسته فهو مبدع بمقياس وميزان النقد، داعياً إلى ضرورة طباعة أعمال الشاعر، أو مختارات له لتظهر في طبعة شعرية أنيقة، مستغرباً عدم طباعة ديوانه خاصة وأن وزارة الثقافة في مهرجان صنعاء عاصمة للثقافة طبعت (500) كتاب، متعهداً بإعداد دراسة عن الشاعر لتعد بذرة للتناول البحثي.

ثم ألقى الشاعر عبدالرحمن السقاف مداخلته التي قال فيها: قدم هذا الرجل الكثير من الأعمال الشعرية المغناة التي عرفت برقة إحساسها وشفافيتها ومازالت تردد على ألسنة العاشقين إلى يومنا هذا. ولد الشاعر في محافظة عدن في عام 1938م وتلقى دراسته في عدن، وعاش فيها.. هذه المدينة الساحلية المطوقة بالجبال والبحر، وكان يعمل فيها ضابطاً بحرياً كبيراً ثم خرج بعد الاستقلال من عدن متوجهاً إلى شمال الوطن بعد محاولة لاغتياله ثم إلى الكويت حيث تنقل هناك في أعمال عديدة، هذا الرجل هو ذلك الشاعر الغنائي الكبير (مصطفى خضر) الذي زامن شعراء كثر هم قمم في كتابة الأغنية اليمنية باللون العدني المشهور، وقد قدم شاعرنا هذا الكثير من الأغنيات الذائعة الصيت التي انبعثت من نفس صادقة ورقيقة ملأت قلوبنا حباً وبهجة، إن هذه الأغنيات أعطت مساحات للروح كي تترحل بين حقول الغبطة والسعادة وهي التي كانت وما زالت غنية بالعاطفة الجياشة التي نحن بصددها ولقد صورت وجدانه الشفاف وطبعه الرقيق ويمكن لنا بشكل جازم أن نقول بأن أغنية «فقدان لك» مثلت هذا النوع من الشعر، وكلنا يعرف أن كثيراً من الفنانين لحنوا أغانيه وغنوها مثل الفنان الكبير أحمد قاسم ومحمد عبده زيدي فتلك الأغاني كانت ملاذاً للعاشقين وترددت على ألسنتهم وبعثت في قلوبهم مزهراً يثري الأفئدة فتطير محلقة في فضاءات الحب والخير والجمال إلى أيامنا هذه، ومن هذه الأغاني مثلاً:

«السعادة»، «وراسك»، «نسيتي اللي اتفقنا عليه» ،«أنا عارف ظروفك»،«فقدان لك»، «نعم أهواك»،«هب الصفا»، «أعلنها صراحة»، «يا قلبي كفاية»، «ابتدينا»، «اتفقنا»،«باراعيلك» وغيرها من الأغنيات الكثيرة.

ولكن هناك مسألة أود أن أقولها وهي أني قد اختلفت مع الفنان عصام خليدي، حول الأغنية الأولى انتشاراً فقد كان من رأيه أنها «ياقلبي كفاية» وكان رأيي المعارض له أنها «وراسك» ولكنني أفضل أن نرجع هذه المسألة للشاعر مادام موجوداً بيننا أما أغنية «فقدان لك» فسنأتي على ذكرها بشكل مبسط لأن الوقت لا يتسع لقراءة شاملة ولكننا نعد أن نكتب تلك القراءة وننشرها في الصحافة:

«فقدان لك»

فقدان لك

أشتي أشوفك

بعد ما طال الغياب

فقدان لك

ارجع وعود

نسيني همي والعذاب

(ثم يأتي إلى)

ده اليوم يمر زي السنة

وأنا بعيد وأنت بعيد

لانا أذوق طعم الهنا

ولانت يا روحي سعيد

أذكرك في الليل وحيد

والكل جنبي نايمين

هذه الأغنية تمثل مدى العاطفة التي يكنها قلب هذا المبدع لمحبوبه إذ إنه يعبر عن حرقة ولوعة واشتياق لمحبوبه الغائب، إن عبارة «فقدان لك» لها وقع وجرس لدى العدنيين خاصة، إذ إنها مليئة بتفجرات الاشتياق لديهم.. ها إنها تتشظى لتبلغ آفاق نفوسهم وقلوبهم وهم فعلاً يتغنون بها إلى الآن لما لها من ذكرى في وجداناتهم.. ولقد استطاع (خضر) أن ينفذ إلى تلك النفوس ويمدها بتعبير يوازي مستوى الاشتياق الكبير الذي يفزعون إليه كلما حنوا إلى شخص ما غائب يُعزونه.

إذاً فالشوق يبلغ مستوى عظيماً وهي تذكرنا بقول الشاعر الصوفي (مهيار الديلمي) في هذا البيت: (وابعثوا أطيافكم لي في الكرى إذا أذنتم لعيوني أن تناما).

وفي الختام تحدث الشاعر مصطفى خضر قائلاً: في البدء أشكر الأمانة العامة للاتحاد على تنظيم هذا الاحتفاء بي وكما أشكر فرع عدن على حسن الإعداد والتنظيم، وإنه لمن الأليق أن نجتمع حتى دون بهرجة أنا شاعر عفوي بطبعي أكتب بالسليقة ولا أتصنع التجربة، ولا أفتعل، ولهذا تجد هذه السلاسة في أغنية «وراسك» مستذكراً حالة الود والغيرة على نصوصه التي كان يريد انتشارها من دون تصرف مهما كان مقام المتصرف بالنص الشعري، وإن كان تدخلاً لتحسين الصورة أو العبارة، لهذا صرح بأنه غيور لا يريد أن يُعتدى على نصه، ولابد أن يغنى كما كتب وقد استحضر حادثة له مع لطفي جعفر أمان وحينها كان رئيساً للجنة إجازة النصوص، وإنه تدخل في إبدال كلمة «يازهرة في خريف عمري» بـ «يازهرة في ربيع عمري» في أغنية «وراسك» قائلاً: لقد غضبت، وأنه - كما أخبر عن الواقعة - كان لابد من التفاهم، وأنه لا يسمح بالتدخل الخادم للنص سواء بالحذف أو بالإضافة من شخص مهما كبر مقامه، حاكياً عن هذه الواقعة، وأن فهم دلالة اللفظ عنده مستوحى من اللحظة الشعرية وليس من أنساق التركيب اللفظي، بدليل أنه أخبر لطفي بذلك حسب قوله: بأن «يازهرة في خريف عمري» وإن كان الشاعر حينها في «سن الربيع» وهذا كان أدعى بل وآكد بأن لطفي استبدل كلمة «الربيع» بدلاً عن الخريف حين سرد له وظيفة اللفظة في المعنى المرجو والمستهدف من لفظة «الربيع»، بدليل هذا أكد للطفي بأن إنساناً إذا عاش في نكد في صحراء وجاءت قطرة ماء فهو أبلغ لو قال: يازهرة في خريف عمري لأن الزهر مستعصى إنباته في الخريف وأن لا قيمة لكلمة يا زهرة في ربيع عمري لأن الزهر إنباته بل واستزراعه يكون في الربيع قال: فاقتنع لطفي لكنه قال: إن الأغنية سجلت وأذيعت، مؤكداً إصراره على إعادة تكرار المعنى لكلمة «يا زهرة في خريف عمري» كما أخبر لطفي جعفر أمان وجاء توظيف هذا اللفظ لخدمة المعنى في أغنية «السعادة» فيما بعد التي غناها محمد عبده زيدي، في مقطع «نستطيع نزوع ورود حتى في فصل الخريف» منوها بأن الفنانين أمثال الزيدي، الذي قال عنه: إن الزيدي كان مجيداً في أدائه اللحني وقليلة أخطاؤه الإنسانية فهو رجل عالي الاحترام والقيمة، أما أحمد قاسم فهو متأنق في أريحيته المادية متوقد ومبدع في فقره المادي، لديه ثراء روح ونغم فهو يعمل في أثناء تجلياته أهراماً وملاحم من بؤسه المادي. مختتماً كلمته بأني عدني المولد وإن حاولت بقدر الإمكان أن أوظف الكلمة أو اللفظة العدنية جمالياً لإنتاج موسيقى وصورة شعرية لإثبات وإظهار جماليات العامية العدنية، وإن وجد من هو أقدر مني في الكتابة الشعرية أمثال محمد عبده غانم، ولطفي جعفر أمان، لكن أنا أحب لحج أحب كل ما فيها جمال المكان بل وعذوبة اللفظة وشاعرية التلفظ. ثم قرأ على الحضور نماذج من أشعاره الغنائية، وقصيدة فصحى عمرها يقارب (40) عاماً.

وفي الختام غنى الفنان المبدع فهمي تركي أغنية ملحنة سيتم تسجيلها لإذاعة وتلفزيون عدن لأول مرة أداءً وليس تلحيناً وأغاني للشاعر مقلداً فيها الزيدي، وأحمد بن أحمد قاسم بحضور أعضاء ورؤساء الجمعيات والمنتديات وفروع الاتحاد في عدن وأبين، في ليلة كان فيها المحتفى به تاج الحفلة والسهرة «والدندنة» على حد تعبير الشاعر المحتفى به جمهوراً وأدباء ومبدعين من كل المحافظات ومديريات محافظة عدن الحبيبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى