«الأيام» تكسر حاجز العزلة وتتخطى المسافات لتستطلع أوضاع مديرية حالمين بلحج

> «الأيام» غازي محسن العلوي:

>
منطقة شرعة التي توجد فيها الحمامات الطبيعية وتقام فيها المهرجانات السنوية
منطقة شرعة التي توجد فيها الحمامات الطبيعية وتقام فيها المهرجانات السنوية
حالمين احدى مديريات محافظة لحج انشئت بموجب القرار الجمهوري رقم 23 لعام 99م وتتميز مديرية حالمين عن غيرها من مديريات المحافظة بمكانتها التاريخية وموروثها الحضاري الذي رفد عراقة وأصالة الحضارة اليمنية الزاخرة عبر التاريخ.

فعلى جبالها تتناثر اقدم واروع المعالم التاريخية والاثرية التي يرجع تاريخها الى العصور السبئية والحميرية، ومن بين صخور جبالها تتفجر ينابيع المياه التي لا ينضب لها معين وفيها دواء وشفاء لكل سقيم بمشيئة الله رب العالمين. فتلك حمامات شرعة الطبيعية التي اضحت من مواقع الجذب السياحي ومقصدا للزائرين الذين يبحثون عن دواء الأبدان والقلوب في مهرجان ملتقى التراث الشعبي، ملتقى الشفاء، ملتقى النزهة والأمان والتعارف، ملتقى رجال الشعر والكلمة الصادقة، ملتقى الغناء والتراث الادبي الهادف. كما ان حالمين الغنية بالتاريخ والتراث تزخر بالكثير من الشخصيات اللامعة في الشعر والحكمة والقضاء والدين والنقد الاجتماعي والزهد والورع.

تقع مديرية حالمين شمال غرب محافظة لحج وتبعد عن عدن بـ 86كم ويبلغ عدد سكانها وفق تعداد عام 2004م حوالى 29600 نسمة ويعتمد معظمهم على الزراعة وتربية الحيوانات والنحل. وعلى الرغم من المكانة التاريخية لحالمين عبر التاريخ وموقعها الاستراتيجي المهم على الخط العام الذي يربط صنعاء وعدن الا انها ظلت وحتى وقت قريب تعاني من التجاهل والحرمان ويعاني الاهالي فيها الكثير من الهموم والمشاكل التي ألقت بظلالها على حياتهم المعيشية وأضحت عاصمة المديرية حتى عام 2000م عبارة عن قرية ريفية صغيرة تفتقر إلى أيسر المشاريع الحيوية والخدمية.. والآن وبعد تطبيق قانون السلطة الملحية وارساء دعائم تجربة المجالس المحلية ترى ما الذي تحقق لحالمين؟.. هل حصلت على نصيبها من المشاريع؟ وماذا عن تراثها وموروثها ومعالمها التاريخية؟ ماذا عن حالمين في الماضي والحاضر والمستقبل؟ و..و..وغيرها من الاسئلة والاستفسارات التي حاولنا جاهدين معرفة الإجابة عنها من خلال الاستطلاع التالي:

حالمين عبر التاريخ
ذكرت كتب التاريخ ان حالمين كانت امارة وعاصمتها القديمة تسمى خرفة وقد امتدت امارة حالمين حتى قرب قعطبة واخذت الجزء الاكبر من ردفان وكانت لها حضارة متميزة وسلطان لا يقل قوة ولا جاها عن باقي الامارات اليمنية آنذاك واذا ما بحثنا عن الانساب والفخائذ المكونة لتلك الامارة فإن المراجع والمصادر التاريخية تذكر لنا بأن اول من أقام في حالمين وشرع بتأسيسها هم بنو جعدة وهؤلاء فيما يقال من بعض بطون رعين الاكبر وهم من بني جعدة بن كعب اولاد ربيعة وينبز ببرقان وعبدالله وزهير ومعاوية ومرداس. وقد ضمت امارة حالمين قبائل ردفان وقبائل الضالع تحت لوائها واخذت تتوسع حتى تم نقل عاصمة الامارة من خرفة الى الضالع وغيرت اسمها الضالع نسبة لمركز الامارة (المراجع الاكليل من ج1ج2-24) و(صفة جزيرة العرب ص 172-174) بتصرف.

الآثار في حالمين
توجد بمديرية حالمين الكثير من المواقع الاثرية التي يرجع تاريخها الى العصور السبئية والحميرية ومنهم أمراء وملوك بني جعدة الذين ذكرهم العديد من المؤرخين ومن اهم المواقع الاثرية:

1- مدينة خرفة عاصمة امارة حالمين قبل انتقالها الى الضالع وهذه المدينة مايزال سورها وجذور قصورها واضحة للعيان وعلى الرغم من اهميتها الا انها اصبحت اليوم مهددة بالانجراف بمياه الامطار والسيول والعبث بها من قبل المواطنين نتيجة جهلهم بأهميتها.

2- قصر الامير الواقع بين سوم الربدة وجبل الاحمرين.

3- وجود آثار حصون مسورة وبجانبها وبداخلها عدد من السدود الكبيرة لخزن المياه وهي على قمم الجبال الشاهقة.

4- حصن الشيخ سليمان لعور المالكي.

5- آثار قصر الامير كندح مؤسس امارة حالمين في لقدور وادي حالمين.

6- مدينة السبعمائة في حبيل الريدة ولكمة بن عبيداللاه التي توجد بها آثار حصون أمراء بني جعدة.

7- طريق المعدي -شرعه - النجاد المؤدية الى وادي حطيب يافع، هذه الطريق كانت الطريق الرئيسية التي تربط مناطق يافع والبيضاء ومأرب وصنعاء وعدن لانها اقرب طريق تربط عدة محافظات واستمرت الحركة التجارية بالجمال عبرها حتى بداية الستينات عندما فرضت الحدود الشطرية بين مناطق اليمن وشق طريق السيارات الى يافع وهذه الطريق مبنية بناء محكما بالحجارة والاسمنت القديم (القضة) ويبلغ عرضها ثلاثة أمتار ومن جانبيها مبنية بناء محكما وقد صممت لمرور الخيول والقوافل التجارية وكانت الطريق الرئيسية التي تربط بين مأرب وذمار العاصمتين التاريخيتين لليمن القديم. وفي عام 1999م عثر عدد من المواطنين على منطقة اثرية بقرية النوبة حين وجدت عدة قطع اثرية منها تماثيل آدمية من الرخام وجذع خشبي اثري في حين وجدت على الجدار نقوش بالخط المسند وفي نفس الشهر عثر قسم الآثار في منطقة حبيل الصديم شرعه على قطع اثرية وتماثيل بشكل آدمي يعود تاريخها الى العصر الحميري وقد نشرت «الأيام» في عددها رقم 655 الصادر بتاريخ 1/11/1999م خبراً عن اكتشاف هذه الآثار. كما توجد في حالمين بعض الكهوف المنحوتة والتي يبين شكلها بأنها لم تكن طبيعية وانما صنعتها أيدٍ. وقد أكد المؤرخون ان الحميريين كانوا ينحتون من الجبال بيوتا لهم وهناك العديد من الآثار والمواقع الاثرية التي تدل على الحضارة اليمنية في العصور السبئية والحميرية والتي صار يجهلها الكثير من المواطنين الذين يعمل البعض منهم على تدميرها بجهالة او البناء عليها او هدم ما بقي منها واستخدام أحجار جذور مبانيها وأسوارها في اغراض البناء في الوقت الذي لم تحرك الجهات المختصة أي ساكن للمحافظة على هذه الآثار وجمعها وتوثيقها.

حالمين وخمسة اعوام من تطبيق قانون نظام السلطة المحلية
واذا ما نظرنا الى ما تحقق لحالمين خلال الاعوام الخمسة المنصرمة من تجربة المجالس المحلية فقد شهدت مديرية حالمين تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية والخدمية والتي على الرغم من عظمها الا انها لم تلبِ كافة احتياجات وتطلعات الاهالي. وحول ما تم انجازه من مشاريع خلال الاعوام الخمسة الماضية وما سوف يتم تنفيذه من مشاريع خلال الفترة القادمة التقينا بالاخ محمد بن محمد عبده عمر، مدير عام مديرية حالمين رئيس المجلس المحلي الذي تحدث قائلاً: «شهدت مديرية حالمين خلال الاعوام الخمسة المنصرمة وهي الفترة الزمنية التي شهدت فيها بلادنا ولادة المجالس المحلية المنتخبة فقد شهدت المديرية جملة من النشاطات والنجاحات وفي مقدمتها ما شهدته المديرية من انجاز مشاريع خدمية وتنموية تعود بالنفع على ابنائها وقد جاءت ثمرة يانعة من ثمار الوحدة اليمنية المباركة ومجسدة لأهداف الثورة اليمنية ومترجمة لحكمة وتوجه مسيرة قيادتنا السياسية بزعامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ويمكن ايجاز تلك المشاريع بالتالي:

في الجانب التربوي:
تم انشاء سبع مدارس للتعليم الاساسي في مناطق الضباب، بوران، الحسو، مجحز، الرباط، الدهالكة، لحكة وقد بلغت الكلفة الاجمالية لهذه المدارس 136 مليون ريال بتمويل حكومي كما تم انشاء خمس مدارس اخرى بتمويل من المجلس المحلي في كل من موقر، صيد الذئاب، الكرب، القرب، اسفل الوادي. وهناك العديد من المشاريع التي سوف يجري تنفيذها خلال الفترة القادمة كما ساهم الصندوق الاجتماعي للتنمية بإنشاء ثلاث مدارس ومدرسة تم تنفيذها من قبل الاشغال العامة كما ان مشروع توسعة التعليم الاساسي سوف يقوم خلال الايام القليلة القادمة -بعد ان استكملت كافة الترتيبات- بترميم وتوسعة 8 مدارس بكلفة اجمالية تبلغ 108 ملايين ريال كما سيقوم الصندوق الاجتماعي بتنفيذ مشروع بناء مدرسة مكونة من 12 فصلا مع مرافقها للفتيات في عاصمة المديرية بتكلفة 47 مليون ريال».

مشاريع المياه:
وحول مشاريع المياه التي جرى ويجري تنفيذها في المديرية يقول مدير عام المديرية: «شهدت المديرية تنفيذ العديد من المشاريع في هذا المجال حين تم تنفيذ مشروع خط ضخ مياه الجبل ومشروع شبكة عاصمة المديرية (المرحلة الاولى)، خزان وشبكة مياه العمري ويجري العمل بحفر بئرين في شرعة، تنفيذ بناء سد مياه في الرباط وآخر في النسري، مد شبكة مياه الضباب، الحسو، نعيمة بكلفة اجمالية بلغت 413.000 دولار كما بلغت تكلفة المشاريع المنفذة بواسطة الصناديق حوالي 868000 دولار كما سيتم خلال الايام القليلة القادمة البدء في تنفيذ المرحلة الثانية لمشروع مياه عاصمة المديرية ومشروع مياه شرعة.

حصن لحكه من الحصون الأثربة بحالمين
حصن لحكه من الحصون الأثربة بحالمين
في مجال الكهرباء:
شهدت المديرية تنفيذ العديد من المشاريع المتعلقة بهذا الجانب حيث تم تنفيذ مد شبكة الكهرباء الى كل من نعيمة، الحسو، المعدي، مجحز، جنادة بكلفة اجمالية بلغت 68 مليون ريال فيما بلغت الكلفة الاجمالية لمشاريع الكهرباء المنفذة مركزيا 343 مليون ريال. كما تجري الترتيبات لتنفيذ مشروع كهرباء شرعة والجبل حيث تم استيراد مواد الشبكة بقيمة بلغت مئة وواحد مليون ريال بتمويل من المؤسسة العامة للكهرباء قطاع الريف. ويدخل في هذا المشروع انشاء محطة تحويلية لتقوية خطوط الكهرباء في عاصمة المديرية.

كما شهدت المديرية خلال الفترة المنصرمة تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية سواء في مجالات الصحة والطرقات والتعليم والرياضة والزراعة وغيرها الا انه على الرغم مما ذكرناه من مشاريع الا ان المديرية مازالت بحاجة الى تنفيذ الكثير من المشاريع والخدمات في المجالات المختلفة وفي مقدمة ذلك بل وفي الاولوية تنفيذ مشاريع الطرق المعتمدة في البرنامج المركزي وهي مشروع طريق عقبة خلف الجبل ومشروع شق طريق المعدي - شرعة حيث انه وعلى الرغم من نزول الاعتمادات لهذين المشروعين بالميزانية المركزية ولأكثر من ثمانية اعوام الا ان التنفيذ لا يكاد يذكر بسبب ضعف العمل بمشروع عقبة خلف وتعثر عمل المقاول وكذا عدم البدء بالعمل في مشروع طريق المعدي - شرعة رغم اعلان مناقصته ثلاث مرات الامر الذي يوجب على السلطات المحلية المركزية التدخل لوضع حد لهذه الوضعية والبدء في تنفيذ المشروعين لما لهما من اهمية كونهما سيربطان اكثر من 70% من سكان المديرية الذين لازالت قراهم محرومة من المواصلات وتنقطع في مواسم الامطار وسيمكنهم المشروعان من الارتباط بعاصمة المديرية والمديريات المجاورة وبدون تنفيذ ذلك سوف يظل معظم سكان المديرية تحت المعاناة كون المديرية جبلية ومعظم الطرقات شاقة ووعرة الامر الذي يتطلب -وكلنا ثقة- تجاوب فخامة رئيس الجمهورية للنظر الى معاناة المواطنين والتوجيه بحلها الى جانب معاناتنا كسلطة محلية من عدم وجود مبنى للسلطة المحلية كوننا نقوم باستئجار مكاتب للعمل الى جانب حاجتنا الملحة لفتح واستكمال فروع مكاتب الوزارات كالضرائب والكهرباء والاتصالات والاوقاف والرياضة وبالمقابل فإننا وعبر صحيفة «الأيام» نوجه دعوة لكافة الجهات المهتمة بالتراث والموروث الشعبي وكذا قيادة السلطة المحلية ممثلة بالأخ عبدالوهاب الدرة محافظ لحج الذي يبذل جهودا كبيرة في تذليل الصعوبات التي تعترضنا ندعوهم إلى إيلاء حالمين الرعاية والاهتمام لما تزخر به من تراث ومواقع أثرية بحاجة الى صيانتها وإبرازها والحفاظ عليها من العبث».

حالمين بحاجة ماسة لتنفيذ العديد من المشاريع الخدمية
الاخ محمود محمد ناصر رئيس لجنة التخطيط والتنمية بمحلي حالمين هو الآخر يرى أن مديرية حالمين بحاجة ماسة الى تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية للتخفيف من معاناة الاهالي في المديرية في مجالات الطرق والصحة والكهرباء والتعليم وغيرها. وقال:«لقد وضعنا خطة وجعلناها من اولويات عملنا في المجلس وهي التركيز على المناطق المحرومة التي لم تصلها الخدمات وقد أكد جميع أعضاء المجلس في اول اجتماع لهم البدء في تنفيذها والعمل بروح الفريق الواحد لخدمة كافة أبناء المديرية ومنها العزم على متابعة الجهات المختصة لتنفيذ مشروع طريق عقبة خلف -حالمين الجبل ومشروع طريق المعدي - شرعه نظرا لأهميتهما وعبر «الأيام» الغراء فإننا نطالب بضرورة ترتيب لقاء مع فخامة رئيس الجمهورية يضم السلطة المحلية والمشايخ في المديرية لإعطائه صورة عن المنطقة وما تزخر به من تراث وموروث شعبي وكذا النظر الى احتياجات المديرية من المشاريع ومعالجة تعثر تنفيذ المشاريع المركزية في مجالات الطرق والمياه والصحة والكهرباء ومعالجة قضايا المناضلين المحرومين من حقوقهم واطلاعه على معاناة أبناء المنطقة من المدنيين والعسكريين لترتيب أوضاعهم والله الموفق».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى