> «الأيام» فردوس العلمي - خديجة بن بريك:

الشارع المؤدي إلى مقبرة الفرس
عدن، بمديرياتها الثماني، لا تجد شوارع مسفلتة إلا بعدد الأصابع وهي الشوارع الرئيسية في المديريات وحالها يرثى لها.
ورغم ذلك هناك جهود تبذل في شوارع المديريات خاصة في شعب العيدروس بمديرية صيرة تلك المنطقة التي تم رصف ممراتها وأزقتها ولكنها تعاني في شارعها الرئيس الذي ضاق بالمارة والسيارات بعد أن تشقق ولم يبق غير جزء لا يسع لجميع المارة.
وتلك الشوارع الأخرى المسفلتة طالتها التشققات والانهيارات فقبل العيد انهار جزء من أرضية الطريق العام المحاذي لطريق النصر بخورمكسر والقريب من الكورنيش ومن مدة قصيرة انهار طريق آخر وهو طريق رئيسي في قلب العاصمة كريتر «شارع لقمان» لم يمر على تجديده الكثير، اذ حدثت فيه فجوة عميقة.
والأجزاء المنهارة من أرضية الطريقين كانت محط تساؤل المواطنين الذين تساءلوا كيف يحدث هذا في طريق عام لم يمض على تأهيله وسفلتته مدة بسيطة في عدن العاصمة الاقتصادية والتي كانت في يوم ما عاصمة دولة؟
اليوم نأخذكم في جولة في ربوع عدن مديرية مديرية، شارعا شارعا، نرصد الوجع ونصور شوارع تئن تحت أقدام البشر وإطارات السيارات تستنجد هل من معين؟
جولتنا الأولى في قلب العاصمة كريتر (صيرة) بكل شوارعها وأزقتها. إذا مشيت في بعض شوارعها المسفلتة تحس فجأة بعدم التوازن فتجد الشارع نفسه غير متوازن فتشعر باهتزاز السيارات وهي تمر بقربك، فهنا في شارع الملك سليمان الذي أصبح بين يوم وليلة شارع التجار لم تمسه يد لأكثر من عشرين عاماً.
في هذا الشارع الكثير من المحلات التجارية وعدد حفر الطريق يفوق عدد المحلات على امتداده من مدخل فندق الحرية وحتى بقالة الهريش تتحول إلى برك مائية ومستنقعات حين تهطل الأمطار أو يصاب الشارع بانفجار المجاري. ونظراً لوجود مستوصف في هذا الحي يجد الناس والسيارات صعوبة في اجتياز هذا الشارع للزحمة وكثرة الحفر ولم يجد الأطفال حتى قرب أبواب منازلهم موطئ قدم ويقول أهل الحي فجأة أصبح الشارع مهماً ومكتظاً بالوافدين من أصحاب المحلات التجارية صحيح هناك إضاءة قوية ولكن أرضية الشارع يرثى لها، ومما زاد الطين بلة - كما يقال - استحداث فرزة للسيارات «الإنجيز» والتي كان موقعها السابق بمحاذاة المكتبة الوطنية وكانت عبارة عن خمس سيارات، اليوم زاد عددها وأصبحت تحتل نصف الشارع وحتى محلات الشقاع للعسل مدخل شارع حسن علي الممتد حتى المكتبة الوطنية وحتى سنو كريم، كلها سيارات متوقفة تعيق السير والحركة .
وفي الزقاق المؤدي إلى مسجد العسقلاني تجد زقاقاً أكل عليه الدهر وشرب، حفرا متعددة الأحجام. وعندما تتوغل إلى قلب العاصمة في شارع الزعفران، ذاك الاسم العتيق، هذا الشارع له نصيب من التشققات لم ترحم كل من يمر من هناك بسيارته أو على قدميه وعندما تتعدى الشارع لتصل إلى حافة شريف تجد منظرا يرثى له، شارع طويل على امتداده استلقت الحفر وكأنها تحضن وسادة دافئة.

شارع الملك سليمان في حالة يرثى لها
أخذنا الفرح حين خطونا إلى شارع شعب العيدروس ولمحنا شارعاً ًمسفلتاً ولكن لم تستمر فرحتنا، فعند وصولنا إلى عمق الشارع رأينا شيئا يذهل له العقل، شارع مقسوم نصفين نصف مسفلت والنصف الآخر تملؤه التشققات وتغطيه الاتربة.
عن هذا الشارع تكلم معنا الوالد عبده علي محمد، في العقد السادس من العمر الذي قال:« أسكن هنا من عام 1960م ومن هذا الزمن لم يسفلت الشارع غير مرتين مرة أيام الإنجليز والثانية أيام الحزب الاشتراكي ولم يسفلت بعدها».
وأضاف: «تم تجديد نصف الشارع ولكن توقف بمسافة بسيطة من مسجد الضياء ولا ندري ما السبب؟ عدم انجاز ما تبقى من الطريق فربما يوجد من لا تحب الجهات المعنية التعامل معه في هذا الشارع». وتابع: «بسبب أن الأمطار لم تجد لها منفذ انهارت البيوت وبعض البيوت فيها التشققات والشارع كما ترون لا يحتاج الى تعليق مبرقع برقاع».
وانهار الطريق وتشقق عصر أمس الأربعاء في شارع لقمان أمام صيدلية الزهاوي . عن حال الطريق تحدث إلينا د. مجيد جميل ثابت، صيدلي:«لا ندري ما سبب انشقاق الأرض واحتمال بسبب تراكم مياه الأمطار المتوقفة لفترة طويلة»، واضاف: «جاء إلى الموقع جهات عدة لمعاينة الموقع كل جهة تقول لا يتبعنا، ربما تكون هناك رطوبة ثم جاء المهندسون وعملوا على تفقد الموقع ولم يجدوا بيبات أو أي شيء وقالوا السبب مياه الأمطار المتراكمة والحمد الله تم ردم الطريق».
إذا مشيت بقدميك من شارع البجيشة إلى الرزمت مرورا باتحاد نساء اليمن يصل بك الطريق إلى مستشفى عدن العام تجد العجب، حفر وإسفلت لم يبق منها غير التسمية. حفر وتشققات عندما ترى سيارة قادمة لا تعرف كيف تتفاداها كأنها تمشي على موج البحر تهتز وتتمايل .
وعند مسجد العلوي يقول أهالي الحي ان عملية الرصف جرت بصورة غير مناسبة ومختلفة عن باقي المواقع التي تم رصفها، ففيها الكثير من الزوايد، كما يقول أهالي الحي: ولم نستفيد منها حتى عندما ينزل المطر تكون البرك أسوأ مما كانت عليه قبل الرصف.
هنا شارع آخر لم يعرف الاسفلت وهو شارع البوميس ومن هناك كان لنا بعض اللقاءات مع أهالي الحي:
أم أحمد محمد، من سكان منطقة البوميس بمديرية صيرة تقول:«أسكن في هذه المنطقة منذ عام 1973 وكانت الطرقات مسفلتة وبحالة جيدة ولكن قبل عدة سنوات وبعد انتقالي لمنزلي في نفس المنطقة لاحظنا أن الطريق بدأ بالتدهور والطريق الذي كان مسفلتاً أصبح وكأنه طريق ردم بالتراب فلا يوجد عليه أي آثار سفلته نتيجة للسيول وعوامل التعرية وقبل شهرين بدأت أعمال رصف الشارع ولكن لاحظنا انه يتم رصفه من جهة معينة إلى الأسفل وحين سألنا عن سبب عدم رصف الطريق من الجهة الأعلى قيل لنا أن هناك مقاولا آخر سيأتي ليتولى العمل بالجهة الأخرى له.
كما قال بعض الأهالي في المنطقة إن أعمال الرصف بدأت واستبشرنا خيراً ولكن هناك بطء شديد في سير العمل كما أنه لا توجد إشارات تنبه المارة والسيارات بوجود حفر قد يسقط بها كبار السن والذين يعانون من ضعف البصر بالإضافة إلى سقوط الأطفال. فكان عليهم أن يقوموا بعمل سور حول الحفر كما أننا استأنا من تسرب (المناهل) من الموقع الذي لم يتم رصفه بعد حيث تتسرب هذه المناهل على الرصيف الجديد.
كما تحدث بعض الأهالي حول عدم تركيب الإنارة برغم أنه تم تركيب الإنارة الجديدة إلى موقع الرصف فقط بينما يوجد أعمدة إنارة قديمة إلى آخر الشارع ولكنها لا تضاء علماً أن هذا الشارع هو الشارع المؤدي إلى مقبرة الفرس وهو أحد المعالم السياحية في عدن.
وعبر بعض السياح الذين كانوا يهمون بصعود أعلى الجبل الذي يقع فيه مقبرة الفرس، عن أن الموقع يحتاج إلى عناية ويجب الاهتمام به كونه موقعا سياحيا ويطل على عدن بكاملها، كما عبروا عن استيائهم لعدم وجود إنارة كافية وعدم سفلتة الطريق المؤدي إلى المقبرة بالإضافة إلى تآكل بعض السلالم المؤدية للمقبرة.
وتساءل أهل المنطقة هل سيتم رصف النصف الأعلى من شارع البوميس المؤدي إلى مقبرة الفرس؟ وهل سيتم إنارة هذا الجزء بالرغم من وجود أعمدة إنارة؟
كما تساءل العديد من المواطنين عن عدم التنسيق بين الجهات المسؤولة قبل رصف أو سفلتة الشوارع وذلك من حين يتم رصف الشارع وبعد أسابيع يتم تكسير الشارع نفسه الذي تم رصفه وذلك لغرض الإنارة أو بسبب توسيع المناهل وغيرها.. إلى متى هذا العبث ولمصلحة من؟