من أعلام حضرموت الشيخ علي بن ناجي الحوثري .. من خبراء الحكم المحلي في الإدارة الإقليمية للدولة القعيطية

> «الأيام» سند بايعشوت:

>
الشيخ علي بن ناجي الحوثري مع محمد عبود الكثيري نائب الشرطة المسلحة القعيطية
الشيخ علي بن ناجي الحوثري مع محمد عبود الكثيري نائب الشرطة المسلحة القعيطية
شهدت فترة الخمسينات وبعدها بعقدين تقريباً من تاريخ حضرموت السياسي الإداري صراعات سياسية واقتصادية.. وعلى اثر ذلك برز بطبيعة الحال رجال صلحاء أسهموا في تلطيف الأجواء بين الفرقاء.

الشيخ علي ناجي الحوثري، أحد الرجال الذين كانت لهم اسهامات سواء أكان ذلك في الإدارة الاقليمية ومسئولها السوداني علي حامد أو من خلال موقعه كنائب لمسئول لواء حجر ثم تنقله الى وادي دوعن وحورة وسيئون وهجرته الى الكويت ومن ثم العودة الى مسقط رأسه الديس الشرقية.

وكغيره من الرجال الأوفياء تعرض الشيخ علي ناجي الحوثري للكثير من المضايقات من قبل جهاز أمن الثورة في تلك الفترة لكن جرى الإفراج عنه لعدم ثبوت تهمة ضده.

والواقع أن مثل هذا الرصد لحياة هؤلاء الاشخاص إنما يمثل قيمة او وثيقة تاريخية لا غنى عنها وهي تؤرخ لفترة حاسمة من تاريخ حضرموت.

وجميل جداً أن يجري رصد حياة هؤلاء الرجال وهم أحياء لأن هذا يمنحهم الفرصة للتعديل او الإضافة او الحذف لكي يسير التاريخ في مساره الصحيح دون لبس او غموض.

لكن باعتقادنا الشخصي أن هؤلاء الرجال كانوا قد طرقوا غير سبيل من حياتهم بدءا بالتربية والتعليم فالجندية فالعمل المدني.. كان نشاطهم لا يعرف حدودا.. وهو النشاط الفطري الذي درج عليه كثير ممن أسهموا في تشكيل وعي الناس ومنهم موضوع هذه النبذة المتواضعة.

الميلاد والدراسة
من مواليد الديس الشرقية عام 1936م.

تعلم تحت إشراف المعلم عوض حميدان في المعلامة وذلك في عام 1945م، ودرس الابتدائية حتى الصف الرابع في مدارس الديس الشرقية وذلك بعد انتشار المدارس الحكومية، وقد اختارت الحكومة القعيطية نخبة من أبناء البلد للقيام بالتدريس.

مرحلة الدراسة المتوسطة
في عام 1949م جرى امتحان عام في كل المدارس وقد اختارت إدارة التربية الطلبة الأوائل وكونت منهم فصلا دراسيا لمدة أربع سنوات، مما حفزه للانتقال الى المدرسة الوسطى بغيل باوزير وكان فيها المعلمون السودانيون حسني خوجلي، علي عبدالصادق، نقدالله، عبدالله باعنقود (حضرمي)، وكان الطلبة يتلقون الدراسة باللغتين العربية والانجليزية. ومن زملائه في المدرسة الوسطى سالم محمد عبدالعزيز - رحمه الله - علي سعيد عفيف، محمد أحمد باصرة، د. محمد سالم باعباد، علي أحمد الجيلاني، وأحمد عمر جميل.

الدراسة بدار المعلمين
في عام 1951م التحق بدار المعلمين لمدة سنتين وذلك في أجواء عام 1949م وكان المدير في تلك الفترة الأستاذ محجوب زيادة (سوداني) وهو شخصية إدارية وتربوية، وبعد تخرجه اختير للإدارة الإقليمية بالسكرتارية بوظيفة كاتب إداري لمدة سنتين.

في المدسة الحربية
جرى ترشيحه لدورة في المدرسة الحربية لمدة ستة أشهر، ويرشح لهذه الدورة الأشخاص المختارون للعمل في المناصب الإدارية في المناطق السياسية والإدارية والعسكرية، ويتولى الإدارة في هذه الدورة ضباط من الجيش الأردني للإشراف على التدريب العسكري، وعند الانتهاء من هذه الدورة يختار الشخص للمنصب الإداري والسياسي أو العسكري. وقد التحق بهذه المدرسة في 1/7/1957م، ومن زملائه في هذه المدرسة أحمد عبدالكريم الجاوي، وصالح بن سلمان وسالم لسود القرزي.

وبـعد إكمال الـدورة رشـح لمنصب قائـم في إدارة النائب في المكلا حيث كان بـدر أحمد الكسادي - رحمه الله - مسئولا وعمل مساعدا له، وأمضى قرابة سنتين في حل قضايا المواطنين ومشاكلهم المختلفة.

كما عمل مساعداً للنائب بن دغار في لواء حجر لمدة سنتين.

العمل في دوعن
إثر الاحداث في مدحر انتقل الى وادي ليسر (صبيخ دوعن) وقام بإعادة التعليم الحكومي بمدرسة صيف تحت إشراف الشيخ محمد باحنان وابنه علي، وتم افتتاح مدرسة ابتدائية في قيدون بمساعدة المواطنين وعلى رأسهم المشايخ آل السويني، باداهية العمودي، وافتتاح مدرسة متوسطة بالجحي وكذلك تأسيس مستشفى في المنطقة نفسها وفتح مدرسة ابتدائية في ضري بمساعدة رجل الخير باحبيشي، ومكث هناك اربع سنوات وهناك تعرف على المشايخ من آل بقشان منهم أحمد وعبدالله وسليمان سعيد بقشان رحمهم الله، حيث يقومون بحل المشاكل بين المواطنين.

العمل في الريدة وقصيعر والشحر
في عام 1962م جرى نقله إلى الريدة وقصيعر وكانت الأوضاع إذ ذاك غير مستقرة، وقد سعى في الاصلاح بين الناس.

وفي عام 1963م تم تعيينه حاكما مدنيا في الشحر واستمر لمدة ثلاث سنوات بعدها انتقل الى حورة في الاختصاص ذاته، إلا أنه مع الانتفاضة حدثت موجة من التدخل في اختصاصات المحاكم وشئونها مما أدى الى اعتقاله تحت مبررات واهية، ثم تم الافراج عنه، وبعدها غادر البلاد الى الكويت.

عام 1972م عُيّن في الشحر بدرجة حاكم مدني لمدة ثلاث سنوات عمل خلالها في حل كثير من قضايا المواطنين.

العمل في حورة ثم الكويت
في حورة تسلم المحكمة هناك وعمل على البت في قضايا المواطنين.

صدر أمر باعتقاله من قبل جهاز أمن الثورة دون أي اسباب أو مبررات وتم ترحيله الى سيئون (حصن الحوارث)، وهناك أطلق سراحه لعدم ثبوت تهمة ضده، ثم اتجه الى مسقط رأسه الديس الشرقية ومن ثم الى دولة الكويت، وعمل هناك في شركة محمد حمود الشايع في السويخ وظل هناك لمدة سنتين عاد بعدها الى مسقط رأسه حيث عمل في الاصطياد في المناطق الشرقية..

وفي عام 1983م عمل في شركة التجارة الداخلية.

وأخيراً
هذه ومضة من سيرة حياة الشيخ علي ناجي الحوثري، الذي أسهم الى جانب زملائه في تشكيل الوعي السياسي والإداري في فترة من فترات تاريخ حضرموت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى