المقابر في لحج.. أزمة أرض أم أزمة أخلاق؟

> «الأيام» هشام عطيري:

>
مقبرة أصبحت طريقا للدواب والناس
مقبرة أصبحت طريقا للدواب والناس
كثيرة جداً الأراضي التي تتبع أوقاف لحج لكن أهل لحج أصبحو يبحثون عن أراض لدفن موتاهم بعد أن ضاقت مقابرهم السابقة التي تبرع بشرائها عدد من التجار للموتى بينما أراضي الأوقاف يتم توريثها لأغراض رخيصة، تحت حجة الاستثمار.. إلخ. وإذا كانت المقابر السابقة لم تعد تتسع لأي قادم فإن وضعها الحالي مؤلم جداً فقد صارت طرقاً للسيارات والمارة ومقالب للقمامة ومرتعاً للحيونات دون أي اكتراث لحرمة الموتى وكرامتهم. هل هذا الأمر يليق بنا نحن معشر الأحياء لنكرم موتانا على هذا النحو؟

«الأيام» تابعت هذا الموضوع مع عدد من المهتمين وأبناء المحافظة وسألتهم إن كانوا يعتقدون أن المقابر في لحج كافية وهل هم راضون عن وضعها؟

< الشيخ ياسر عيدروس: الإسلام كرم الإنسان حياً وميتاً، وموضوع المقابر موضوع مهم لأنه يدل على مستوى رفيع من الإحسان والإنسانية ويدل على محاسن الشريعة، وبصراحة نحن متألمون كثيراً لما يحصل للمقابر في المحافظة من انتهاك، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تدنٍّ ثقافي وضعف إيماني نعيشه اليوم. أبناؤنا يذهبون ليتلقوا التربية والتعليم في المدرسة، وأول ما يتعلمونه الدوس على قبور آبائهم وأمهاتهم وأجدادهم وإخوانهم المسلمين، أي تربية هذه دون أي نكير أو تنبيه، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: «لئن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثوبه وتحرق جلده خير من أن يجلس على قبر».

فنحن لسنا راضين عن هذه الحالة التي تعاني منها مقابرنا في لحج، انظر مقابر صنعاء في وسط المدينة شيء يدخل السرور والبهجة من تسوير واهتمام، بل للأسف انظر لمقابر اليهود في عدن عليها أبواب وحراسة.. أما مقابر محافظتنا فإلى الله المشتكى من الحالة التي وصلت إليها.

فيجب على الجهات المختصة الالتفات إلى هذا الأمر بجدية، فهم ولله الحمد قادرون على أن يقدموا الكثير لأمواتهم وأموات المسلمين من تخصيص مبالغ لتسوير المقابر في المحافظة لأن هذا واجب ديني وأخلاقي وهو يعطي صورة طيبة لمن يمر بالمحافظة، أما العشوائية فتعطي صورة سيئة عند الآخرين، وأيضاً لا بد من التفاعل غير الرسمي من قبل الناس، وتتم مناقشة القضية والحلول لها من جمع تبرعات من مختلف القطاعات، وتشكيل لجنة مأمونة من الناس الثقات وهذا من أسهل ما يكون.

< زايد صالح صينية: أنا شخصياً لا أرى المقابر كافية، حيث لا يوجد سوى مقبرتين واحدة في شرق المحافظة والأخرى في الغرب، والتي في الغرب تكاد تمتلئ عما قريب أما التي في الجهة الشرقية من عاصمة المحافظة فصحيح أن بها عددا قليلا من القبور إلا أنها دون سور، فقد علمت أنها قد تعرضت لسرقة كابلات التوصيل الكهربائي وكذا اللمبات التي تضيء أثناء دفن الميت ليلاً، كما أنني أحب أن أنبه إلى أن وضع المقابر في أراض محاذية لأراض لا زالت تروى بمياه السيول بين حين وآخر يجعلها عرضة للتخريب لا سمح الله وفاضت هذه الأراضي، حيث أن هذه الأراضي المحددة لدفن الموتى عادة ما تكون منخفضة عن الأراضي التي تسقى، كما أن عدم تسوير المقابر يجعلها عرضة لعبث بعض الحيوانات كالكلاب، أو السرقة لمحتويات الحفر والكهرباء. في الأخير لا يسعني سوى أن أشكر صحيفة «الأيام» على هذا الاهتمام.

< محمد أمين حمادي مقبل:

يا أخي العزيز السلطة المحلية لم تهتم بتسوير المقابر أو حتى القيام بتوفير أراض جديدة تكون مقبرة رغم ما تمتلكه الأوقاف من أراض، وأضرب لك مثلاً حقيقياً حصل معي أنا شخصياً، كانت المقبرة السابقة لمدينة الحوطة من الجهة الشرقية تمتلئ بالقبور ولا يوجد مكان آخر، فذهبت أنا ومعي أهل الخير للأوقاف والسلطة المحلية للمطالبة بتوفير مقبرة، ولكن دون جدوى، بعض رجال الخير أحسوا بالمشكلة ودفعوا من مالهم الخاص مبلغ مليون وثمانمائـة ألف ريال وقاموا بشراء الأرض لتكون مقبرة، حتى الخدمات من مياه وكهرباء لم تقم بمساعدتنا في إيصالها إلى المقبـرة، ولكن بجهود أهل الخير قمنا بإيصال الخدمات.

دور الأوقاف مفقود وكذلك السلطة المحلية، هناك انتهاك وبسط على المقابر، وتنتهك حرمات الموتى ودور الأوقاف غائب وكأن الموضوع لا يخصهم، وحفار القبور ومنظم المقبرة دون راتب من الأوقاف، وهو يعول أسرة كبيرة. وضع المقابر سيئ، ونحن مستعدون للجلوس مع المحافظ وشرح كافة الهموم المتعلقة بالمقابر والخروقات والإهمال من قبل الأوقاف منذ سنين طويلة، وشكراً لصحيفة «الأيام» على اهتمامها.

< عبد سالم سمرة: لا شك أن المقابـر فـي وقتنا الراهن تعتبر مهمة سامية لا بد من التطـرق إليـها، والخـوض فيها واستخـلاص المعالجات الأساسية من قبل الجهـات المختصة بالمحافظة وبالذات إدارة الأوقاف.

نلاحظ أن المقابر وبالذات في مديرية الحوطة وتبن بلحج قد تم الاستيلاء عليها من خلال البناء العشوائي، وكذلك منح تراخيص لبناء مساكن جديدة، إضافة إلى توسعة بعض الطرقات لعبور السيارات في وسط تلك القبور والذي سيؤدي إلى تضييق المساحة المتبقية للمقابر مستقبلاً، وربما لن تكون هناك مقابر كافية لدفن الموتى، ولذلك أناشد السلطة المحلية ممثلة بإدارة الأوقاف تدارك تلك القضية وعمل كافة الحلول الكفيلة بتخصيص أرض للمقابر والحفاظ عليها وتسويرها.

< فواز محمد فيصل الشاؤوش: إن المقابر الموجودة في الحوطة تكاد تكون ممتلئة بالموتى وغير قادرة على استيعاب المزيد، ومن المؤسف أن الجهات المعنية في السلطة المحلية ليس لها أي اهتمام بهذه المقابر من حيث منع رخص البناء العشوائي فيها، وإصدار قرارات بتنظيم حفر القبور بحيث تكون في خطوط أفقية عمودية حتى يكون هناك متسع، ومنع الحفر العشوائي، وتسوير المقابر وإزالة المخلفات فيها، واحترام الإنسان في قبره كما كرمه ربه، وإيجاد مقابر جديدة في حالة امتلاء المقبرة القديمة ونشر الوعي لدى الناس بكل الوسائل المتاحة: المساجد، الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، وعبر الملصقات بأهمية المقابر والحفاظ عليها وحرمة الاعتداء عليها أو رمي المخلفات فيها وكذا أهمية تنظيم حفر القبور.

مقبرة صارت مقلبا للقمامة
مقبرة صارت مقلبا للقمامة
ومما يحز في نفوسنا أننا نجد مقابر غير المسلمين مسورة ومحترمة ومصانة ومنظمة، ومقابرنا للأسف الشديد عشوائية ومستباحة من الذين لا يخافون الله، وممتلئة بالمخلفات والقاذورات، برغم أن ديننا حثنا على أن نحترم القبور، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجلوس على المقابر أو المشي عليها، فهل تفقه الجهات المعنية - وعلى الخصوص الأوقاف - هذا الأمر؟.

إنني أناشد السلطة المحلية ومكتب الأوقاف التحرك السريع لإصلاح وضع مقابر الحوطة، وإنها لأمانة في أعناق الجميع، ومن يدري لعل هذا المسؤول أو ذاك يموت فيكون مصيره وسكنه في مثل هذه المقابر، فهل فكر بذلك؟

وهل يرضى أن ترمى على قبره القاذورات، أو يستحل قبره ممن يستهويهم البسط على كل شيء ولا يرعون حرمة لأحد سواء أكان حياً أم ميتاً؟!

< فتحي السيد عبدالله: في البدء نشكر صحيفة «الأيام» التي تتصدى لأهم قضايا المحافظة.

ولا شك أن مقابر المحافظة والاهتمام بها تأتي في المقدمة، سواء من باب شرعي أو أخلاقي، لكننا وللأسف الشديد لا نلمس أي اهتمام بهذا الجانب من الجهة التي يفترض أن تقوم بهذا الأمر، فبالرغم من وجود آلاف الفدانات من أراضي الوقف في لحج إلا أننا لم نر أي أرضية قد تم اعتمادها كمقبرة لأبناء لحج.

فقد امتلأت المقابر القديمة والجديدة ونخشى أن يأتي يوم قريب لا نجد فيه مكانا لموتانا!

أما بالنسبة للمقابر الحالية فوضعها سيئ، ولم يهتم أحد بتسويرها، فمقبرة داؤود في منطقة الرباط التي يرقد فيها العبقري فضل محمد اللحجي، صارت طريقاً للمارة والحيوانات، والمقابر الأخرى كالعدني وموسى حسين وغنم وغيرها من المقابر كآل شهاب في الحمراء والصرواح وعبر لسلوم وغيرها من المقابر بحاجة إلى تسوير يحفظ كرامة أهل القبور،

وهذا نداؤنا نوجهه لمحافظنا الأخ عبدالوهاب الدرة لاتخاذ ما يلزم تجاه هذه القضية، لأن إيرادات الأوقاف في لحج كثيرة جداً ولا نعلم أين تذهب؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى