العراق مرة أخرى: مزيد من الجنود الأمريكين ليس حلا

> لندن «الأيام» بي بي سي :

> استأثرت القضايا الداخلية من قبيل الجدل المتصاعد حول برنامج "بيغ براذر"، وإلقاء القبض على إحدى كبار مساعدي رئيس الوزراء البريطاني في سياق قضية فساد مالي، باهتمام الصحف البريطانية الصادرة يوم السبت.

وكان العراق مرة أخرى مادة صحافية تناولتها الصحف البريطانية ضمن تغطياتها للملفات الدولية.

الحكومة البريطانية "مجرمة حرب؟"

عرضت صحيفة الإندبندنت للرسالة التي بعث بها وزير التنمية الدولية هيلاري بن، ردا على تقرير نشرته الصحيفة يوم الجمعة، عن قضية وفاة أطفال في المستشفيات العراقية بسبب الافتقار إلى معدات طبية لا تكلف الواحدة منها أكثر من جنيه استرليني.

وتنقل الصحيفة عن الوزير البريطاني "قلقه لما تضمنه التقرير"، واعترافه بوجود بعض المشاكل التي تعترض طريقة مراقبة صرف الاعتمادات المُخصصة للمستشفيات في العراق.

وتعهد وزير التنمية الدولية البريطاني بالعمل على أن تصرف تلك الاعتمادات على ما هي مخصصة له.

وتُذكر الإندبندنت بالرسالة المفتوحة التي وقعها حوالي 100 من الأطباء في بريطانيا. ويتهم الموقعون السلطات البريطانية والأمريكية بانتهاك معاهدات جنيف الخاصة بحقوق الإنسان.

وتنقل الصحيفة عن بيل بورينغ الخبير في القانون الدولي، وأحد الموقعين على الرسالة المفتوحة، قوله إن بريطانيا قد تتهم باقتراف جرائم حرب بموجب معاهدة جنيف الرابعة، لتأخرها عن معالجة الأطفال كما ينبغي.

ويدعو موقعو الرسالة المفتوحة إلى العمل على إنقاذ الأطفال من الموت بتوفير ملياري دولار اختفت من صناديق المنظومة الصحية العراقية.

وتقول رسالة وزير التنمية الدولية - التي نُشرت على الصفحة الـ40 من الإندبندنت - إن الحكومة البريطانية أبلغت نظيرتها العراقية بانشغالها، وأكد أن تدبير المبالغ المرصودة للتنمية، و التي تستخلص من الصادرات النفطية العراقية، هو من اختصاص الحكومة العراقية.

نهاية متطوعة

خصصت الإندبندت كذلك صفحتها الأولى، لآخر ضحايا الحرب في العراق من المدنيين الأمريكيين.

و يستعرض باتريك كوكبرن في تقريره، ظروف مقتل أندريا بارهاموفيتش،العضو في جمعية مدنية، واثنين من حراسها الشخصيين، في كمين، يعتقد أنه كان محاولة اختطاف، نُصب في بغداد الأسبوع الماضي.

ويقول الكاتب، إن هذا الحادث ينبغي أن يدفع بالسلطات الأمريكية إلى إعادة التفكير في "خطتها لضخ مزيد من الجنود في صفوف القوات العراقية ببغداد؛ لأن استطلاعات الرأي تشير إلى أن أربعة عراقيين من أصل خمسة في العاصمة، يؤيدون العمليات العسكرية ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة."

ويرى الكاتب أن سيطرة المجموعات المسلحة على العاصمة العراقية مستفحلة إلى درجة لن يستطيع الرئيس جورج بوش معها أن يرسل القوات الكافية للتصدي لها:" لأن نشر عدد كاف من القوات المسلحة ببغداد سيتطلب إرسال جيش أكبر بكثير مما تستطيعه الولايات المتحدة."

ويشير الكاتب في ختام تقريره إلى المأزق الذي تواجهه الولايات المتحدة في العراق، بعد أن لمحت لحكومة المالكي "بضرورة التصدي للحركات الشيعية المُسلحة." ويقول الكاتب في هذا الصدد:" إذا ما سحبت واشنطن دعمها لهذه الحكومة، وأتت بحكومة تصفها بالمعتدلة لأن ذلك سيعني أنها تنكرت لصناديق الاقتراع، وجاءت بحكومة لن تحظى بأي مصداقية لدى العراقيين."

اختفاء من الخريطة

حضر الموضوع العراقي، بين صفحات الديلي تلغراف، عبر تقريرين لمبعوثها توماس هاردينغ الذي يعمل كذلك محررا للشؤون العسكرية.

التقرير الأول عبارة عن ريبورتاج يعرض للحياة اليومية للجنود البريطانيين في البصرة. أما التقرير الثاني، فخصص لقرار محرك البحث الشهير"جوجل"، إخفاء الإشارات في خرائطه إلى قواعد القوات البريطانية بالعراق، خشية تعرضها إلى هجمات. ويذكر هذا التقرير أن محرك البحث قرر تشويش الإشارات إلى تلك المواقع بعد مفاوضات مع السلطات البريطانية، وبعد تأكده من أن الإبقاء على تلك الإشارات واضحة بخريطته سيفيد الحركات المسلحة.

وتذكر الصحيفة أنها علمت الأسبوع الماضي أن القوات البريطانية بالبصرة ألقت القبض على أحد عناصر مجموعة مسلحة، وبحوزته خريطة بموقع قاعدة بريطانية في شط العرب تضم ألف جندي.

"يريدون إرهابنا"

ما يعتمل حاليا في العراق، كان محور مقالة رأي في صحيفة الإندبندنت من توقيع روبرت فيسك، يتهم فيها وزير الداخلية البريطاني (الذي يُطلِق عليه لقب" الدكتور موت")، ورئيس الوزراء البريطاني "اللورد بلير كوت العمارة"، و وزير الخارجية السابق جاك "الحجاب" سترو، بالسعي لكي يعيش الغرب في رعب دائم.

ويُذكر الكاتب بتحذيرات هانس فون شبونيك، وسلفه منسق المعونة الإنسانية التابع للأمم المتحدة سابقا دنيس هاليداي، بما تسبب فيه الحصار الذي كان مفروضا على العراق من دمار للبلاد، وإنهاك للعباد.

ويتساءل قائلا:" هل كنا ننتظر من الشعب العراقي أن يرحب بما جلبناه إليه من حرية؟" ويرد فيسك على سؤاله الاستنكاري فيقول:" من صلب الدمار(الذي خلفه هذا الحصار على العراق) لن يولد سوى التمرد المسلح والحقد الذي يمزق البلاد أشلاء، وينسف ولايتي الرئيس الأمريكي ورئيس الحكومة البريطانية."

ويعلق الكاتب على تصريحات وزير الداخلية البريطاني، التي قال فيها إن الحرب على الإرهاب قد تطول مدة جيل كامل، فيقول: إنها كلمات لا تُعدنا للمستقبل، بل هي تبرير للفشل إذا ما نفذت عمليات إرهابية من قبيل التي هزت لندن قبل أقل من سنتين."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى