لابيد يهاجم مستوطني الخليل الذين يتحرشون بالفلسطينيين

> القدس «الأيام» دان وليامز :

> هاجم رئيس نصب تذكاري يكرم ضحايا المحارق النازية أمس السبت المستوطنين اليهود الذين يتحرشون بالفلسطينيين في مدينة الخليل بالضفة الغربية قائلا إن الانتهاكات تعيد للذاكرة المشاعر المناهضة للسامية في أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية.

وأثارت تغطية تلفزيونية تظهر مستوطنة في الخليل وهي تستهجن بجارتها الفلسطينية وتصفها "بالعاهرة" وأطفالا للمستوطنين وهم يلقون حجارة على منازل فلسطينية الانتقادات الشرسة العلنية غير المعتادة من يوسف لابيد رئيس نصب ياد فاشيم التذكاري.

وأثار هذا المشهد الغضب في الدولة العبرية حيث ينظر كثيرون إلى المستوطنين على أنهم حركة معارضة للتعايش مع دولة فلسطينية في المستقبل في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال لابيد وهو أحد الناجين من المحارق وفقد والده فيها في تعليق أسبوعي في راديو إسرائيل إن تصرفات بعض المستوطنين في الخليل تذكره بالاضطهاد الذي تعرض له اليهود في يوغوسلافيا مسقط رأسه عشية الحرب العالمية الثانية.

وقال لابيد مكررا تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي لصحيفة معاريف الإسرائيلية "لم تكن المحرقة أو المذابح التي جعلت حياتنا في الشتات مريرة قبل أن يبدأوا في قتلنا ولكن الاضطهاد والتحرش وإلقاء الحجارة والحاق الضرر بحياتنا والتحريض والبصق والسخرية."

وتابع "كنت أخاف أن أذهب للمدرسة بسبب المناهضين الصغار للسامية الذين اعتادوا نصب كمين لنا في طريقنا وضربنا. كيف يختلف هذا عما يحدث لطفل فلسطيني في الخليل ؟"

وكثيرا ما شهدت الخليل اشتباكات في أكثر من ستة أعوام من القتال الإسرائيلي الفلسطيني. ويقيم نحو 400 مستوطن هناك تحت حراسة عسكرية إسرائيلية مشددة وسط 150 ألف فلسطيني.

ولم يتسن على الفور الحصول على رد من مستوطني الخليل لانتقادات لابيد ولكن راديو إسرائيل أذاع من قبل تصريحا لنوعام أرنون المتحدث باسم مستوطني الخليل والذي قلل فيها من شأن التحرشات التي أظهرها التلفزيون واصفا إياها بأنها "حوادث ثانوية".

وقال أرنون "خلال ستة أعوام قتل 37 يهوديا في الخليل والآن أكثر ما يشغلهم السباب ؟"

وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الأسبوع الماضي تعليماته ببدء تحقيق على مستوى وزاري في المزاعم الفلسطينية بأن الانتهاكات من جانب المستوطنين في الخليل شائعة وتتجاهلها إسرائيل بشكل روتيني.

وقال افرايم سنيه نائب وزير الدفاع الإسرائيلي إنه يأمل أن تكبح إسرائيل المستوطنين الذين "يقومون باستفزازات" ولكن المسؤولين الفلسطينيين يدعون إلى إجراء شامل.

وقال عريف الجعبري محافظ الخليل إنه إذا كان الإسرائيليون جادون بخصوص التعايش فيجب أن يتخذوا خطوات عملية بخصوص مئات من الانتهاكات اليومية ضد الفلسطينيين في المدينة القديمة,واتفق لابيد وزير العدل الإسرائيلي السابق مع الجعبري في تشاؤمه.

وتابع "نحن الرعايا اليهود في إسرائيل نشير باصبع التأنيب لمعظم الناس.. تحملت في صمت هذا عندما كنت وزيرا للعدل."

وكانت المحكمة الدولية قد وصفت المستوطنات بأنها غير شرعية ولكن العديد من اليهود يزعمون أن لهم حقوقا توراتية في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل من الأردن في حرب 1967.

وسحبت إٍسرائيل المستوطنين والجنود من غزة عام 2005 في خطوة وصفت على أنها تهدف إلى احراز تقدم في المسار الدبلوماسي المسدود مع الفلسطينيين,ولكن بعد قيادة حركة المقاومة الإٍسلامية (حماس) للحكومة الفلسطينية زاد إصرار المستوطنين على عدم مغادرة الضفة الغربية.

وقال لابيد إنه بالرغم من أنه ليس هناك وجه للمقارنة بين المحارق النازية التي قتل فيها ستة ملايين يهودي مع معاناة الفلسطينيين من السياسات الإسرائيلية إلا أن هذا لا يعني أن الإسرائيليين لا يستحقون اللوم.

(شارك في التغطية هيثم التميمي في الخليل) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى