قراءة في المشاركة الخليجية الثالثة لمنتخبنا الوطني .. أداء يستحق الإشادة والتجديد جاء بثماره بعدما كان القادمون إضافة جيدة .. الإنضباط داخل الملعب والإلتزام بالأدوار من الملامح التي كانت حاضرة في الأداء

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم:

>
سالم الحارس الذي تميز
سالم الحارس الذي تميز
كسر منتخبنا الوطني حالة الجمود والترقب التي كانت مرسومة في شارع الرياضة وبالذات كرة القدم في بلادنا وذلك بظهور عانق القبول عند المتابعين الذين ظلوا بكل مشاعرهم وراء المنتخب على امل الخروج من الكبوات المتلاحقة التي رافقت المنتخب لفترة طويلة سجل من خلالها نتائج مخيبة وموجعة في مناسبات متعددة.

والحقيقة وحتى نكون منصفين في طرحنا هذا فإن أداء لاعبينا على ارض الملعب في خليجي 18 يستحق ان نشيد به ونعتبره خطوة رائعة عكست ما كان في البطولتين السابقتين وجعلت كل المتابعين يشيدون بالمنتخب وبلاعبيه وبعطائهم امام منتخبات نالت استعدادا أوفر وتوفرت لها امكانيات تفوق ما توفر للاعبينا بكثير.

المنتخب الذي ذهب محملا بأعباء كبيرة جاءت مصحوبة بخوف ان يتواصل السقوط وتتكرر الادوار ونظل على حالنا بين الاطراف السبعة كأضعف فريق بدد ذلك وبشكل كبير ومتميز بعد ما أظهر قدرة على اللعب ومجاراة الفرق التي لعب امامها من خلال بناء الهجمة وتناقل الكرة فرسم لونه على المستطيل وكان كغيره من فرق مجموعته بغض النظر عن النتائج التي افرزتها المباريات والتي يؤكد المنطق والعقل انها طبيعية بحساب الفوارق بيننا وبين خصومنا.

التجديد ظاهرة في المنتخب
وأنت تتابع المنتخب في خليجي 18 فإن اول ما يلفت نظرك حالة التجديد في قوام المنتخب وبنسبة لم نعهدها خلال سنوات طويلة كان فيها اللاعب يظل في موقعه بغض النظر عن ادائه ومستواه وهي خطوة تحسب للمدرب محسن صالح صاحب القرار في الاختيار رغم قصر الفترة التي تواجد فيها والتي اعتمد من خلالها على الاسماء الموجودة ولكن بالعمل بمبدأ الغربلة والبحث بدقة في امكانيات اللاعبين وتوظيفها حسب الحاجة والمركز وهو ما ظهر واضحا في الاختيارات منذ تصفيات كأس العرب التي دارت في صنعاء التي خضنا خلالها المباريات بتشكيلة جديدة في بعض مراكزها حيث أتيحت فرصة اللعب للاعبين شبان موهوبين أثبتوا قدرتهم في الملعب وأكدوا أنهم اصحاب شأن كانوا ينتظرون الفرصة بعدما استحوذ عليها حرس قديم لم يعد قادرا على العطاء.

المنتخب المجدد وإن لم يخض مباريات قوية قبل مشوار خليجي 18 رسم بعض ملامح التحسن عند المتابعين وظهرت الثقة في أحاديث مدربه محسن صالح قبل التوجه صوب ابوظبي مسرح الحدث فأكد انه قادر على الظهور الطيب مع التحفظ الذي أبداه في تصريحاته وهو عدم مطالبته بشيء في هذه البطولة التي حضر قبلها بفترة بسيطة وهو فكر مدرب محترف قرأ سطور الوضع السائد لدينا وجعله مفتوحا امام كل الاحتمالات فنال أفضله وهو رسم صورة مقبولة عند الجميع قد تكون بداية لمرحلة جديدة تحمل اشياء كثيرة لكرة القدم اليمنية الباحثة عن نفس آخر في حضورها في المحافل الخارجية.

الانضباط كان له حضور
لم يكن الاداء الذي قدمه اللاعبون على ارض الامارات قد أتى من فراغ وإنما جاء بعد ما أجاد اللاعبون التعامل مع الوضع والالتزام بما هو مطلوب منهم في مراكز اللعب مع بعض التقصير الذي ظهر في خط الهجوم وهو اقل الخطوط إقناعا لنا كمتابعين للمباريات .. انضباط اللاعبين في الملعب تكتيكيا ولعب الادوار كما ينبغي وهو الشيء الذي غاب لفترات طويلة وهو ما أكده لي اللاعب فضل العرومي في تصريح قبل البطولة بأيام وهو يتحدث عن بعض الامور التي لمسها في الفترة الاخيرة في المنتخب.

لذلك فإن ربط الخطوط والنقل والتحرك الذي كان من الملامح البارزة في اداء اللاعبين كان سببا للظهور المقنع للمنتخب في البطولة الخليجية.

كل الامور اختلفت
وأنت تقارن المنتخب الحالي بكل ما فيه بما كان في الفترة الماضية فإنك تدرك ان كل الامور اختلفت عما كانت عليه في الفترة الماضية التي كان فيها المنتخب بلاهوية ولا يمـتلك ابسط مقومات لعب المباريات الكبيرة.

أوسام السيد أحد القادمين
أوسام السيد أحد القادمين
نجوم قادمة حرّكت المؤشر
يستحق كل لاعبي المنتخب الوطني ان نشيد بهم دون استثناء فقد اعطى كل لاعب ماعنده في اطار الشكل العام الذي ظهر به هذه المرة وهو يخوض خليجي 18، الظهور الثالث لنا في هذا الحدث، المجموعة التي تفاوتت الخبرة في افرادها حيث سبق للبعض ان تواجد في المناسبتين السابقتين فيما البعض يخوض اول تجربة خليجية لعبت بنفس واحد كله ثقة وكله اصرار على التواجد بين المنتخبات الاخرى ولفت الانظار اليه وهو ما لمسناه وسمعناه في كل القنوات الفضائية من نجوم كبار في كرة القدم العربية والخليجية.

وفي ظل كل ذلك فإن القادمين الجدد في صفوف الصفوة الوطنية الذين نالوا الرضى بما قدموه في الحدث الكبير قد كانوا عند مستوى الثقة رغم قلة الخبرة، ولعلي هنا اذكر اوسام السيد، وزاهر فريد، وعلاء الصاصي الاصغر سنا والجديد في المنتخب هولاء الثلاثي قدموا الاداء الجيد الذي يؤكد انهم اضافة للمنتخب ستكون اكثر عطاء مع مرور الايام وتعدد المشاركات التي سترفع ثقتهم بأنفسهم للتعامل مع هذه المناسبات الكبيرة التي يتواجد فيها المنتخب.

جهود يجب أن لا تسرق
حتى لا تتوه الامور ويظهر المتخصصون في الكلام فقط في بعض مواقع النفوذ الذين اختفوا في فترات سابقة ولم نسمع لهم قولا لأنهم لا يمتلكون القدرة على عمل شيء او صنع قرار فإن ما حصل هو جهد مدرب وجهاز فني ولاعبين في المقام الاول لأنهم اجادوا التعامل مع الحدث وتحملوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم، يحملون اماني وتطلعات أمة ووطن.

واذا كان هناك علينا حق يذكر فإننا نضع قيادة الاتحاد ممثلة بالشيخ احمد صالح العيسي وراء الانجاز لأنه يقف الى جانب كل خطوات المنتخب ويسعى الى توفير ما هو متاح.

أما اصحاب لغة الخطابة الذين سيعودون من ابوظبي ليتفننوا في رص الكلمات للحديث عن ادوارهم ليست جزء فيها وعن اعمال لم يشاركوا فيها فإننا نقول لهم لا تحاولوا فالامر يعرفه الجميع والافضل ان تظلوا بعيدا عن امور المنتخب ليتواصل النجاح وتعود عافية كرتنا اليمنية.

سجلنا في مرمى كل خصومنا
سجلنا في مرمى كل خصومنا
هل نجني ثمار ما تحقق؟
الآن وبعد أن انفض حضورنا من الحدث الخليجي الذي حمل معه بوادر طيبة لمرحلة قادمة هل تجيد قيادات اتحاد كرة القدم قراءة السطور القادمة لإيجاد متطلبات ماهو قادم حتى نسير بخطى ثابتة تحقق لنا نهضة في عالم كرة القدم نوازي بها خطوات من هم حولنا لنكون نداً قوياً لهم في قادم المناسبات وبالخصوص خليجي 20 الذي قد تحتضنه ملاعبنا.

هذا هو ما يجب ان يكون وأن يدركه القائمون على كرتنا اليمنية.

سالم كان الحارس الامين
في ختام هذا الموضوع فإنني لا أستطيع وأنا أتحدث عن المنتخب إلا أن أعطي الحارس الشجاع سالم عوض حقه ولو بكلمات فقد كان الحارس الامين لشباكنا وقدم العطاء الكبير ووقف سدا منيعا أمام الكثير من الهجمات والكرات الخطرة ببسالة نادرة .. فلك التحية مـن كل جمهـور كـرة الـقدم وسلمت يا سالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى