> صنعاء «الأيام» أ. ش. أ:

تشهد صنعاء نشاطاً متنامياً ولقاءات دولية وإقليمية وذلك في ضوء تطورات الأوضاع في الصومال وفي محاولة لرسم واقع جديد في هذه البؤرة الملتهبة يجنب المنطقة ويلات صراعات جديدة والحيلولة دون إيقاظ «خلايا نائمة» من سباتها!

فبعد أيام من اجتماع اللجنة الأمنية الخاصة بدول تجمع صنعاء «اليمن وإثيوبيا والسودان والصومال» في أديس أبابا وصل قائد القوات الأميركية في القرن الإفريقي ريتشارد هنت إلى صنعاء حيث عقد جلسة مباحثات مع وزير الدفاع محمد ناصر أحمد جرى فيها استعراض جهود البلدين في مكافحة الإرهاب والتصدي لأعمال التهريب والقرصنة البحرية وسبل تعزيز الجهود المشتركة بما يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة وحماية ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر وبحر العرب والقرن الإفريقي.

وبحسب المراقبين ،فإن ظروف التدخل الأميركي الجديد في الصومال وتخوفات انفلات الأمور في القرن الإفريقي وظهور «طالبان إفريقيا» من جديد ؛لتعكير مزاج واشنطن كل ذلك يدفع باتجاه حصول الرئيس علي عبدالله صالح على فرصة ذهبية للنهوض بتكتل تجمع صنعاء الذي أسسه العام 2002 إذ يمكن لهذا الحلف أن يوفر طوقا أمنيا إفريقيا محيطا بالصومال يتكون من اليمن وإثيوبيا والسودان والصومال بالإضافة إلى كينيا التي يتوقع الكثير انضمامها إلى الحلف فضلا عن جيبوتي واريتريا في حال تمكن الحلف من الحصول على دعم أميركي لإبرام وساطة لحل الخلاف القائم بين اريتريا وإثيوبيا.

ويرى مراقبون أن الصومال غدا في منظور الزعامات الإقليمية بمثابة حافز للقيادات الطامحة التي تبحث لها عن دور قيادي في المنطقة، وهو البوابة الكبرى للدخول إلى النادي الأميركي المناهض للإرهاب، وهو الذي على أعتابه تتحدد المهام الأمنية المطلوبة من هؤلاء الزعماء وحجم مشاركتهم وطبيعة هذه الشراكة ومقدار الدعم الأميركي الذي سيحصلون عليه في صعيدهم المحلي والإقليمي!

كما سيظل الصومال سوقاً تنافسية بين هؤلاء القادة ؛لعرض منتجاتهم وخبراتهم أمام الأميركان ولكنها بالطبع سوق مزدوجة وغير آمنة ستنهار فيها أسهم وترتفع أخرى، يربح فيها من يربح ويخسر فيها من يخسر، كل بحسب مبلغه من العلم وفهمه لقوانين التسوق واستيعابه لشروط السلامة وقدرته على مواجهة المخاطر. وظلت الولايات المتحدة طيلة الفترة الماضية تنظر إلى خطورة هذه المنطقة باعتبارها منطقة صراع مفتوحة بالشكل الذي يجعلها منطقة عبور لكل أشكال الإرهاب الدولي، بالإضافة إلى كونها تحتضن مجموعات من العائدين من أفغانستان في المنطقة الواقعة إلى جنوب «كسمايو» في منطقة الأدغال القريبة من الحدود الكينية، ويطلقون على أنفسهم اسم «الاتحاد الإسلامي» الذي تتهمه أميركا بإيواء خمسة من المتورطين في تفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا.

أما الوجه الآخر من الخطر فيتمثل بتلك المجاميع من المليشيات المتناحرة التابعة لأمراء الحرب المدعومين من كل من إثيوبيا وإريتريا ضمن عملية الصراع بين البلدين والذين أصبحوا فيما بعد يشكلون نقمة على الشعب الصومالي وخطراً على الأمن الإقليمي وعبئا على الأميركان أنفسهم.

والمشكلة الحقيقية التي واجهت أميركا هي غياب أي شكل من أشكال الدولة في هذه المنطقة حتى تستعين به في تنفيذ مهامها وبسط أجندتها، بالإضافة إلى كونها لا تطمئن إلى أي طرف محلي أو مليشيات محلية أو عصابة قبلية يمكن أن تفوضها بمهام التصدي لهذا الإرهاب والذي من أجله جلبت الأسطول الخامس إلى شرق إفريقيا.

ويرى محللون أن ظروف التدخل الأميركي الجديد في الصومال وتخوفات انفلات الأمور في القرن الإفريقي وظهور «طالبان إفريقيا» من جديد يدفع باتجاه حصول الرئيس اليمني على فرصة ذهبية للنهوض بتكتل تجمع صنعاء. وبحسب مصادر حكومية يمنية ،فإن صنعاء ستقدم خلال قمة دول تجمع صنعاء في منتصف فبراير المقبل رؤية جديدة لتنشيط عمل التجمع في السنوات المقبلة تتضمن خططا عملية لتفعيل التعاون بين دول التجمع بالاستفادة من تعهدات واشنطن لدعم التجمع لغرض استقطاب الصومال إلى دائرة الاستقرار الإفريقي.

ومما يزيد من فرضيات دعم واشنطن لـ «تجمع صنعاء» هو النجاح الذي حققته إثيوبيا في الصومال وبروز دور أديس أبابا كحليف مهم في القرن الإفريقي انطلاقاً من اعتبار أنها تمثل أهم عناصر حلف تجمع صنعاء بعد اليمن التي تعتبر الدولة المؤسسة.

وطرحت اليمن على دول التجمع فكرة لإنشاء رادار لمراقبة السواحل ،والحد من الهجرة غير المشروعة من دول القرن الإفريقي، وشرعت بالتعاون مع أطراف دولية في تنفيذ هذا المشروع على سواحلها.

ويتوقع أن تتخذ قمة «تجمع صنعاء» في أديس أبابا جملة من الآليات ؛لتمكين الدولة الصومالية من استعادة الأمن وفرض الاستقرار وإيجاد سبل الحوار بين الفصائل تمهيداً لأداء دورها في مؤسساتها.