في أمسية احتفائية باتحاد ..الأدباء والكتاب بالمكلا .. الشاعر والفنان أبوبكر التوي منسرب في وجدان الوطن

> «الأيام» وليد محمود التميمي:

> احتفى اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالمكلا بالفنان والشاعر والملحن الكبير أبوبكر عبدالله التوي، الذي عاد إلى مسقط رأسه مجدداً بعد اغتراب في دولة الإمارات الشقيقة دام أكثر من عشرين عاماً.. في زيارة قصيرة حرص من خلالها على تقليب صفحات ذكريات عامرة بالحب والصفاء، سطورها حافلة ببراءة الطفولة وريعان الشباب.. في الأمسية الاحتفائية التي تقدم حاضريها الأخوان عبدالقادر علي هلال، محافظ حضرموت، وفهد المنهالي الوكيل المساعد للشئون الفنية بالمحافظة والفنان صالح شقيق الفنان أبوبكر التوي إلى جانب عدد من أدباء وشعراء وفناني حضرموت، وجاءت تحت شعار«الشاعر والفنان أبوبكر التوي منسرب في وجدان الوطن».

سيرة مختصرة ومشوار حافل

القى الأح صالح سعيد باعامر، مدير مكتب وزارة الثقافة بالمحافظة كلمة استعرض من خلالها نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للشاعر التوي، الذي ولد في مدينة شبام في العام 1939م، وترعرع في مدينة المكلا التي انتقل إليها في العام 1952م ملتحقاً بالموسيقي السلطانية دارساً النوتة الموسيقية التي أهلته ليصبح من أكبر العازفين على آلة السكسفون وآلة الكلارنيت، وجميع الطبول الإيقاعية والعزف على آلة العود.

وأضاف أنه أثناء زيارة الفنان الكبير المرحوم محمد سعد عبدالله لمدينة المكلا في العام 1958م نشأ بينه وبين الفنان أبوبكر التوي تعاون فني أهدى من خلاله الأخير للأول كلماته وألحانه من بينها أغنية(للعشق معنى وفن)، و(قال أبوبكر التوي خلي قتلنا بالتهنتاك).

وأشار إلى أنه في الأعوام 63-64-1973م تنقل الفنان التوي برفقة زميله الفنان المرحوم محمد سالم بن شامخ للمشاركة في حفلات غنائية في دول عربية أبرزها مصر والكويت والسعودية ولبنان والصومال، على خلفية دعوات رسمية وأخرى من الجاليات اليمنية في بلد الاغتراب.. سجل على اثرها من كلماته وألحانه أغاني من بينها (جد باللقاء) وأغنية (يا طائر الأشواق) بقيادة عازف الكمان المشهور عبود عبدالعال.. وبعد الحصول على الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 1967م، تم نقل الفرقة الموسيقية من المكلا إلى عدن، وتكليف الفنان أبوبكر التوي والفنان الراحل عبدالقادر جمعة خان بتأليف السلام الجمهوري لجمهورية اليمن الديمقراطية سابقاً، واستقر به الترحال في العام 1974م في دولة الإمارات مبدعاً في مجال عزف وتأليف المارشات العسكرية بالفرقة الموسيقية لشرطة أبوظبي، ومن الفنانين المشهورين الذين تغنوا بكلماته: محمد سالم بن شامخ، محمد جمعة خان، كرامة مرسال، ومفتاح كندارة.

التوي.. بين الاغتراب والعودة

بعد ذلك تحدث الشاعر أبوبكر التوي، معبراً عن سعادته الغامرة لمراسيم حفل التكريم الذي حظي به من قبل السلطة المحلية بالمحافظة ومكتب وزارة الثقافة واتحاد الأدباء والكتاب بالمكلا، مستعرضاً عدداً من الأسباب التي دفعته للهجرة والاغتراب في سبعينيات القرن المنصرم، وفي مقدمتها بحثه عن مصدر لكسب لقمة العيش، مشيراً إلى أن عودته إلى أرض الوطن مجدداً جاءت بناء على دعوة موجهة من الاستاذ خالد عبدالله الرويشان، وزير الثقافة لحضور مهرجان تكريمه الذي أقيم في العاصمة صنعاء مؤخراً، وعلى أثره توجه إلى مدينة عدن ثم المكلا ليلقى حفاوة واحتفاءً يليق بعظمة الحب الجارف الذي يختزنه لأبناء وتربة هذا الوطن.. منتهزاً فرصة تواجده للخوض في غمار تجربته الفنية بداياتها ومراحلها مذكراً برفاق درب مشواره الفني المنير.

مرجعية أدبية وفكرية

كما ألقى في الأمسية الأخ عبدالقادر علي هـلال، محـافظ حضرموت كلـمة مـؤكداً فـي مستهلـها أهمـية الحافز المعـنوي والتقـدير والاحـترام الذي تتشرف من خلاله قيادة المحافظة بالاحتفاء بشاعر وملحن كبير بحجم الفنان ابوبكر التوي.. متمنياً له النجاح والتوفيق في رحلة توثيقه لسيرة حياته الفنـية لتستـفيد منهـا الأجيال.

وأبدى استعداد السلطة المحلية للدعم والمساهمة في إنجاح هذا المشروع ليكون بمثابة مرجعية أدبية وفكرية تضاف إلى الرصيد الحافل لحضرموت الثقاقة والفن.. معبراً عن اعتزازه وتقديره البالغ لجهود الأخ خالد الرويشان، وزير الثقافة الذي نظم حفل ومهرجان تكريم للفنان والشاعر ابوبكر وشقيقه صالح التوي.. مشيراً إلى أن الحاجة تقتضي الاسترشاد بآراء الشاعر أبوبكر التوي لتحريك المشهد الفني والثقافي، خاصة والمحافظة مقبلة على إحياء العديد من الفعاليات التي تجعل من حضرموت محل فخر واعتزاز للوطن الغالي واليمن السعيد.

فهي مدرسة خاصة للإبداع الذي ينمو ويتطور بتهيئة الأجواء وتضافر الجهود الشعبية والرسمية.

بعد ذلك كرم المحافظ هلال شاعرنا الكبير أبوبكر التوي تكريماً رمزياً بمنحه درعاً تذكارياً هدية من قيادة السلطة المحلية بالمحافظة.

سهرة غنائية

في ختام الأمسية وبمساندة فرقة موسيقية، أفسح المحال مجدداً للشاعر التوي ليتحف الحضور بكلمات من أغاني قصائده الرقيقة الفريدة، ملقياً بالمناسبة قصيدة ألفها بعد انبهاره بجمال مدينة المكلا وخورها الممتد.. يقول فيها:

جيت ظميان بشرب قالوا أهل المكلا كل وادي شرب ماه/ بعد غيبة طويلة جيت والقلب يذكر الليالي الجميلة/ بعدما القلب حن للدار وأهلي وناسي والحبيب الذي قلبي تمنى لقاه/ جيت ظميان بشرب قالوا أهل المكلا كل وادي شرب ماه/ إذا ذكرت زمان الأنس اللي مر ما نسيته الذاكرة/حياه ذاك الزمن على المرح والفرح ما كدروا صفونا الحساد هم والوشاه/ جيت ظميان بشرب قالوا أهل المكلا كل وادي شرب ماه/ واليوم بعشق وباغازل عيون المها الجافلة الساحرة/ اللي في الفلا يرتعن لو كنت قناص باصوب سهامي ولكن للقناصة رماه/ جيت ظميان بشرب قالوا أهل المكلا كل وادي شرب ماه/ عذيب الديس ساحرنا كلامه المعسل ريتنا أعاشره حبه في قلبي سكن ما حيلتي غير باترجاه يعطف ويرحمنا ببسمة شفاه/ جيت ظميان بشرب قالوا أهل المكلا كل وادي شرب ماه/ خور المكلا عجبنا حين شفته وصورته من الطائرة شاطيه سلوى ومن ساعة على حضنه تعيد للعاشق الحبان طعم الحياة/ جيت ظميان بشرب قالوا أهل المكلا كل وادي شرب ماه».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى