«الايام» تواصل ملامستها لجروح التعليم في المضاربة .. قراءة في الفصل الدراسي الاول: نقص المعلم وغزارة الدورات التأهيلية كانت الحلقة الأقوى خلال هذه الحقبة

> «الايام»محي الدين الشوتري:

>
إلى متى سيظل طلاب مدرسة ابن سينا على هذا الحال؟
إلى متى سيظل طلاب مدرسة ابن سينا على هذا الحال؟
ما فتئت المضاربة حبلى بهمومها ومشاكلها وأحزانها وآلامها وجروحها ولم تر بعد نور المشاريع والخدمات التي تشع في اصقاعها. فما انفكت أزمة الظلام ملازمة لبقعة أرضها الخصبة وجبالها الشامخة وأوديتها الخضراء اليانعة وسهولها المترامية الاطراف. فمتى سيحل فيها همس السلام محل قعقعة الاسلحة والدمار؟ بعد أن انهكها ونخر جسمها داء الثأر فهي تنام وتصحو على أزيز الرصاص. ومتى يتحقق حلم طلاب مدارسها في الحصول على حجرة دراسية دافئة تقيهم حرارة الشمس الملتهبة وبرد الشتاء القارس؟

«الايام» استطلعت الأوضاع و خرجت بالحصيلة التالية:

أيهما نصدق الجندي أم القائد؟
تفجرت مع بداية العام الدراسي قنبلة التحويلات وتنقلات المعلمين من مدرسة لأخرى وأثارت جدلا واسعاً في الاوساط التعليمية؛ فبينما كانت تتوقع بعض المدراس رفدها بمعلمين لتغطية نقصها الحاد في هذا الجانب، تفاجأت بانتزاع بعض من معلميها، فالفاعل أرجع التحويلات لنقص حاجة بعض المدارس من المعلمين والمفعول به المعلم. أوعز ذلك الغرض لحاجة في نفس يعقوب. فأيهما نصدق الجندي أم القائد؟.

نقص المعلم .. غزارة الدورات التاهيلية .. العشش سمة تميزت بها حقبة الفصل الأول في المضاربة
< ما برحت معاناة المضاربة التعليمية مستمرة ، فنقص المعلم صار هاجساً يخيف ويزيد من قلق الاوساط فيها.. يتحدث الاخ رياض أحمد ناصر، عضو المجلس المحلي فيقول: «نحن في منطقة بطان لدينا مدرستان: مدرسة القعقاع بن عمر ومدرسة الزبيري، وكلاهما تعانيان نفس الهم: الصفوف الدراسية خاوية على عروشها من قلة الطاقم التدريسي، مما يضطر كل مدرس الى زيادة نصابه من الحصص» ويستغرب قائلاً: إلى متى سنستمر على هذا الحال؟

ومما زاد الطين بلة خلال فترة هذا الفصل غزارة دورات تأهيل معلمي التعليم الاساسي والتي تجاوزت الثلاث. وعن هذا الجانب يتحدث الاستاذ عبدالوهاب القاضي فيقول: «لا شك أن هذه الدورات الكثيفة للمعلم خلال هذا الفصل والتي تزامنت مع العمل الدراسي جعلت من العملية التعليمية مشلولة، حيث خلت الصفوف الدراسية من المعلم» وتمنى أن توضع لهذه الدورات استراتيجية بحيث تنظم خلال العطل .. وقد لاحظت عدسة «الايام» خلال زيارتها لإحدى المدارس اثر هذه الدورات حيث كان الطلاب يحزمون حقائبهم للعودة في أول النهار.

«العشش» أبرز عنوان يتصدر صفحات المدارس في المضاربة؛ فقلما تجد مدرسة خالية من الطلاب الذين يفترشون الارض ويتعلمون تحت سعف النخيل وغصون الاشجار. يدعم هذا الكلام الاستاذ عبدالغني بورزان، مدير مدرسة ابن سينا بالقبيطة قائلاً: «لاندري الى متى سيستمر أبناؤنا وبناتنا تحت هذا الوضع المزري والمخيف الذي يهددهم بالخطر من جراء هذه العشش والاخشاب مخافة السقوط على أجسادهم النحيلة لا سمح الله».

وختاماً.. انتهت دراما الفصل الاول في المضاربة مسلسلة بكل ما فيه من غث وسمين، سلب وإيجاب، حلو ومر والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي سيشهده الشق الثاني من هذا العام؟ وهل ستعالج تلك الاشكاليات التي عكرت صفو الفصل الاول؟ أم سيعجز الاطباء والصيادلة عن إيجاد (مصل) يعيدها إلى حال افضل، وستظل الرؤية أكثر قتامة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى