لغتنا العربية تقاوم

> «الأيام» روماس عبدالقوي عبدالله /عدن

> إن اهمية اللغة العربية واقترانها بقومية ابنائها في الماضي جعلت المستعمرين للعالم العربي يحرصون للقضاء عليها أولا قبل كل شيء.

وكم لاقت هذه اللغة من بطش الغزاة والمستعمرين على أرضها سواء كان ذلك في المغرب العربي أم المشرق العربي، لكن على الرغم من ذلك فقد انتصرت لغتنا العربية على هذه المحاولات التي باءت بالفشل لأسباب كثيرة اولها وأهمها أنها لغة القرآن الكريم الذي قال عنه رب العزة: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} ونتيجة لذلك انتشرت هذه اللغة في مشارق الأرض ومغاربها من أواسط الهند شرقا إلى جبل طارق غربا ومن البحر الأسود شمالا الى المحيط الاطلسي جنوبا، وكان يمكن أن تكون لغة المسلمين في كل مكان وليس في العالم العربي وحده في العصر الحديث، وكان يمكن ان يحدث ذلك عندما شرعت الباكستان في أن تتخذ من هذه اللغة العربية لغة وطنية لها بعد الاستقلال لما وجدت بينها وبين لغتها الاردية من صلات رحم وقربى إلا أن المحاولة باءت بالفشل لأسباب كثيرة منها المؤامرة ضد هذه اللغة العربية وأصحابها، ولعل غربة اللغة العربية في ديارها بالوطن العربي في وقتنا الراهن تتناقص وموقفنا منها قديما.

حيث كان يتسم بالاهتمام بهذه اللغة مع أن واقع الأمر يؤكد أنه ما من مجتمع متماسك متكامل إلا وكانت اللغة الواحدة من أهم عناصر تماسكه وتكامله وما من حضارة ازدهرت وأثمرت إلا وكانت اللغة من أهم عناصر ووسائل هذه الحضارة في التعبير عنها وتجميع الموطنين في بوتقتها وما من ثورة اجتماعية كبرى قامت إلا ولعبت اللغة دورا ملحوظا في التمهيد لها وتأجيج أدوارها وتأكيدها في النفوس.

فاللغة بوجه عام هي العنصر الأساسي في كل قومية والمرآة التي ترى فيها كل أمة أهم مقومات شخصيتها وتجمع فيها مجمل حكمتها وخبرتها ورصيد قيمها ومبادئها التي تعيش بها وتكافح من أجلها، وإذا صدق هذا الامر بالنسبة الى كل قومية وكل أمة على الارض فهو أصدق ما يكون بالنسبة إلى القومية أو الأمة العربية ولسانها العربي ودينها الإسلامي وكتابها المبين القرآن الكريم.

هذا الدين الذي اتخذ من لغة العرب معجزته الأولى باهرا به أعداءه ومناهضيه من أهل البلاغة شعراء كانوا أو خطباء وتبع ذلك محاولات القضاء على هذه اللغة الحميدة على مر العصور.

ويكفي أن نتتبع محاولات أعداء هذه الامة للنيل من لغتنا العربية ومحاربتها بشتى الوسائل والطرق ومنع انتشارها بكل الحيل والاساليب العدوانية لندرك قيمة هذه اللغة في نظر اعدائها ومدى مقدارها في تقدم حياة أصحابها وفي تجميع قواهم وتوحيد صفوفهم، هذه المحاولات سجلتها العديد من الكتابات المخلصة في صفحات طوال كانت في مجملها خير شاهد وأصدق دليل على عظمة هذه اللغة وخلودها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى