نحن ومفهوم الثقافة

> «الأيام» رائد علي شائف / الضالع

> عندما نتحدث عن الثقافة فإننا نقصدها بمعناها العام من حيث هي منظومة القيم والمعتقدات والمعارف التي تحدد للمجتمع علاقاته وضروب سلوكه وتعامله مع الأفكار والأفراد والأشياء، وتقدم له مبرراته وأخلاقياته وتقاليده وعاداته وتطبعه بطابعها المتميز. إنها البيئة أو الوسط التي يتحرك في إطارها مجتمع وتنشأ في كنفها حضارة.

فالثقافة التي فقدت صلتها بالقيم الأخلاقية الحية والمعتقدات التي تطلق طاقات الإنسان تصبح عاملاًَ معيقاً وحائلاً دون أي نجاح لأي حل أو مشروع اجتماعي أو غيره.

إن الإنسان هو البداية وهو كذلك الوسيلة والغاية لأي تغيير، إنه وسيلة الحضارة وهدفها معاً، كما أنه أداة التحليل وموضوعه، والثقافة بذلك المعنى هي الاساس أو الوسيلة لتفجير طاقة هذا الإنسان وإطلاق ملكاته وقدراته وتحديد وجهته، ليس من حيث هو فرد فحسب ولكن من حيث هو مجتمع تتوقف نوع فعاليته على نوع ثقافته. باختصار الثقافة هي أداة تغيير الإنسان فلا يمكن اذاً سحقه وإهدار إنسانيته من أجل أي هدف لأن ذلك لا يكون إلا ادعاءً يهدر قيمة الانسان وطاقته ويهدر الهدف المدعى في آنٍ واحد. إذن الثقافة هي الموضوع الذي يجب أن يشغلنا بالدرجة الأولى .. إنها المجال الاهم الذي تتوقف على سلامته حل كل المشكلات وتحقيق كل الطموحات والخروج من الحلقة المفرغة التي أصبح الدوران فيها إحدى وسائل اللاعبين والملعوب بهم جميعاً للاستمرار في التيه بعيداً عن الهدف!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى