السمك وجبة غذائية يفتقر إليها أبناء عدن الساحلية

> «الأيام» خديجة بن بريك:

>
مبنى حراج صيرة الحديث للأسماك
مبنى حراج صيرة الحديث للأسماك
مازل المواطنون في محافظة عدن يشكون من ارتفاع الأسعار، خصوصاً سعر السمك الذي وصل سعر الكيلو الواحد لبعض أنواعه إلى 1000 أو 1500 ريال في ظل غياب رقابة المسؤولين في سوق الحراج، إذ يقوم كبار التجار بالبيع بأسعار جنونية متناسين وضع المواطن الذي لا يمتلك حتى قوت يومه، مما يشكل عليه ضغطاً نفسياً صعباً. السمك أصبح حلم أغلبية الأسر فمنهم من قال: نعيش على سواحل بحار عدن ونحن محرومون من توفير السمك لأطفالنا بسبب الغلاء الفاحش في أسعار الاسماك التي باتت تصدر لمناطق خارج عدن. «الأيام» استطلعت أوضاع الصيادين وسوق الحراج وكان لها هذه اللقاءت.

صيادون يشكون
< هاني عبدالله محمد ثابت، صياد في صيرة قال: «أعمل في أحد قوارب الصيد وحين نذهب للصيد فقد نصطاد كميات كثيرة وقد نصطاد القليل، والمواطن يشكو من ارتفاع اسعار السمك وهذا ليس ذنبنا فنحن ايضاً نعاني من ارتفاع أسعار معدات الاصطياد والبترول الذي نستخدمه للقوارب، فلا نستطع الذهاب إلى مسافات بعيدة للاصطياد. وحين يكون البحر هادئا نستخرج كميات كبيرة، وحين تكون هناك رياح لا نستخرج إلا كميات قليلة جداً وتأتي علينا أيام لا ننعود من البحر بشيء».

< صلاح صالح هادي، وهاني محمد خميس، صيادان يقولان: «في هذه الأيام رياح، لذلك يكون سعر السمك مرتفعا، أما حين يكون البحر هادئا يكون السعر رخيصا. والمواطن لا يعلم مدى المخاطر التي يتعرض لها الصياد، ففي البحر زلازل وفيضانات ورياح».

< عواد مهيوب أحمد، مشتر (قطاع خاص) من سوق الحراج يقول: «أقوم بشراء السمك من الصيادين بعد الحراج وأنقله بسيارة، وما أراه أن السبب في ارتفاع أسعار السمك ليس من الصيادين، وإنما من الباعة والمشترين، فحين يشتري المشتري الحوت بـ 3000 ريال فلن يقنع بـ500 أو 1000 فهو يريد الضعف، بالنسبة لي أبيعه بالجملة سواء في لحج أم الحبيلين أم أبين. خلاصة الموضوع أن المشتري هو المستفيد.

الكيلو الثمد بـ 1000 ريال
الباعة المباشرون للمستهلك عبر أسواق ومحلات بيع الاسماك أبدوا استياءهم من أسواق الحراج وبينوا أن ارتفاع أسعار الاسماك يعود إلى التجار الكبار الذين يتحكمون بهذه الأسواق بجعل الأسعار دائما مرتفعة في السماء.

< وقال عبدالله أحمد علي، مشتر من (الدوكيار) ومن (حراج صيرة) إن الأسعار مرتفعة في الحراج ونضطر الى شرائها ومن ثم بيعها للمواطن، فمثلا في (الدوكيار) الحوت السمك الذي يزن خمسة كيلو نشتريه بـ 4500 ريال ونخسر مواصلات وثلجاً وأجرة العامل، بالإضافة الى الشخص الذي يقطع السمك، لذلك أبيع الكيلو بـ1000 ريال ورغم هذا فأنا لست مستفيدا».

و يضيف قائلاً: «يوم أمس اشتريت الحوت الثمد المقدر وزنه بخمسة كيلو بـ4700 ريال وبعت الكيلو الثمد بـ 1000 ريال. أما اليوم فأصبح سعر الحوت الثمد ذي الخمسة كيلو بـ 5000 ريال، لذا اضطررت لعدم الشراء، كما أنه يوم أمس كان الحوت الديرك المقدر وزنه بخمسة كيلو بـ 5800 ريال، وبعت الكيلو بـ1500 ريال، فبسبب اضطراب الأسعار توقفت عن شراء السمك اليوم» .

< أما ناصر حسين، أحد المشترٍين فقال: لم نشترِ السمك اليوم، حيث تم بيع الحوت الثمد الذي يقدر بـ 6 أو 7 كيلو في حراج المعلا بـ 6000 ريال، وهذا يعني أننا سنكسب 400 ريال فقط بعد الحوت الواحد، فالمواطن يعتقد أننا نحن من يبيع بسعر مرتفع دون أن يعلم أن سوق الحراج والتجار الكبار هم من يقومون برفع أسعار السمك». وأضاف: «يوم أمس أشتريت حوت ثمد بـ4500 ريال وقمت ببيعه بـ 800 ريال للكيلو، أما اليوم فنفس الحوت الثمد بـ 6000 ريال، وهذا فارق كبير وقد قام بعض المشترين بشراء الحوت بهذا المبلغ وباعوا الكيلو الثمد بـ1000 ريال، فنحن إن اشترينا السمك من سوق الحراج بسعر منخفض سنبيعه بسعر منخفض وإن اشتريناه بسعر مرتفع سنبيعه بسعر مرتفع».

منظر للحراج من الداخل أثناء عملية البيع والشراء (الحراج) للاسماك
منظر للحراج من الداخل أثناء عملية البيع والشراء (الحراج) للاسماك
سوق الحراج
< أما في سوق الحراج حيث تجد عددا من المشترين يضاربون بأسعار السمك ويذهلك سماع أصواتهم وكيفية رفع الأسعار.. فقد التقينا بمزاحم صالح بن صالح، محرّج، فقال: «عملي هو حين يخرج الصيادون السمك ويأتون به إلى الحراج أقوم ببيعه بالمزاد فيقوم كل مشتر برفع سعر السمك حتى يرسو على أحدهم، ومن بعدها نسجل عدد الاحوات التي بيعت والمبالغ التي بيعت بها، وبعدها نستقطع 5 % إن كان المبلغ لا يتجاوز 3000 ريال أو 4000 ريال، وإن كان المبلغ وصل إلى 10000 ريال فيتم استقطاع 6% من القيمة، وبعدها يتم تسليم بقية المبلغ للصياد كما يتم استقطاع 1% من المشتري وعند الضرورة لا نقوم بخصم الضريبة وذلك حين يعود الصياد من البحر بكمية قليلة جدا من الأسماك ولا تعوضه حتى قيمة البترول.

بالنسبة لانخفاض سعر السمك في صنعاء فهذا يعود إلى أن السمك يأتيهم من كل المناطق سواء من الحديدة أو حضرموت أو المهرة ومن سقطرى وحين يصل إلى هناك فهو يباع بأرخص الأسعار، بينما محافظة عدن يرتفع سعر السمك فيها كون الصيادين يستخرجون الصيد من بحر صيرة فقط».

< هاشم ربيع، مستشار في جمعية صيادي صيرة يقول: «لا توجد إشكالية في السعر، لأن السعر خاضع للعرض والطلب فاصطياد الأسماك مرتبط بطبيعة البحر فمثلاً إن وصل سعر الحوت الى 800 في فترة من الفترات فيكون في بعض الأيام بـ250 ريال، فقبل رمضان كان سعر الحوت 200 ريال وحين نتحدث عن الأسعار يجب ان ننظر الى السوق، فقبل الوحدة كان عدد السكان مليونا ونصف المليون وكان التسويق محصورا في المناطق الجنوبية.أما الآن فعددهم أكثر من عشرين مليونا ويتم التسويق في 15 محافظة فإن حاولنا أن نبحث عن آلية فيجب أن تكون هذه الآلية معقولة بمعنى أن لا تتخذ وزارة الثروة السمكية قرارا بشكل منفرد ولا تتخذ وزارة التجارة أيضاً قرارا بشكل منفرد، فإن كانت ستحدد تسعيرة يجب أن تكون التسعيرة بشكل يومي خاضعة للعرض والطلب ويجب أن تكون هناك غرفة عمليات وتنسيق بين الوزارتين وبين الجمعية، ويتم إشعارهم بشكل يومي بحركة السعر، فالمتغيرات وحرية السوق والمنافسة تحول دون أن تفرض الدولة تسعيرة مركزية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى