الصمت والمحضار ميت عن حق دافع عنه وهو حي خيانة للمحضار

> «الأيام» رياض باشراحيل:

>
رياض باشراحيل
رياض باشراحيل
لا يوجد حضرمي ولا يمني في وطننا لا يعشق الشاعر حسين أبوبكر المحضار والفنان أبوبكر سالم بلفقيه، والعشق أعلى درجات الحب ، ذلك لأن فضل (المحضار-بلفقيه) على أبناء الوطن جميعا بلا استثناء ، فهما قلب تراثهم الغنائي النابض، وهما مشوار فني حافل بالإبداعات العظيمة، وهما ثنائي غنائي نتباهى به نحن اليمنيين في ساحة الغناء العربي، وهما مسيرة واحدة لا تتجزأ منذ مطلع الستينات في القرن الماضي إلى اليوم. وسيظل هذا قدرهما إلى ماشاء الله.. إنهما تاريخ شعري وفني في وجدان كل يمني وفي سجل حياته لاينكره إلا جاحد أو جاهل . وقد ذهب المحضار إلى رحاب الله ، بعد أن أجمع اليمنيون ومحبوه من الأشقاء العرب على أصالته وحبه والوفاء له حيا وميتا ، وها نحن اليوم في الخامس من فبراير2007م نقف وقفة إجلال وإكبار لهذه القامة السامقة والطود الشامخ في ذكرى رحيله السابعة، إذ تأتي هذه المناسبة بعد صدور ديوان «شاعر قبل الطرب» لرفيق دربه الفنان أبوبكر سالم بلفقيه -أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية.

وبإمعان النظر في ديوان بلفقيه الغنائي وجدت أن ست أغنيات لشاعرنا الكبير حسين المحضار قد ضمت إلى الديوان بقصد أو بدون قصد وأضحت في غمضة عين من تأليف أبوبكر سالم بلفقيه والأغنيات هي : قال بومحضار، امتى انا شوفك ، ايش تبي عاد ، ذا اللي حصل ، خلي اسر قلبي ، شمس المحبة . ولأنني أحتفظ بما يؤكد حق المحضار من خلال أحاديثه وحواراته الصحفية وتوجيهاته لي خلال فترة إعدادي لديوانيه الأخيرين (حنين العشاق ، وأشجان العشاق) فقد آثرت التروي والتأني ومحاورة فناننا بلفقيه في ذلك ناصبا أمام عيني هدف إعادة الحق إلى نصابه بأي وسيلة من الوسائل، ولو بإعادة طبع الديوان بعد إزالة قصائد المحضار من بين دفتيه، وكم كنت آمل أن يتم هذا الإصلاح لديوان فناننا بلفقيه بسكينة وهدوء، دون الاضطرار للجوء إلى الصحافة أو الإعلام حرصا مني على مكانة فناننا العالية من أن تخدش صفحتها البيضاء ، أو الإساءة إلى فهم مشواره الفني الثري والصداقة الحميمة التي جمعته زمنا بشاعرنا المحضار.

رسالة إلى بلفقيه

وفي ضوء ذلك كتبت رسالة إلى الفنان أبوبكر سالم بتاريخ 28/9/2005م، أوضحت له فيها باحترام جم، وسلامة قصد، وعفة لفظ وصياغة، حقائق النصوص المحضارية مطالبا بإعادة الحق إلى نصابه، فهاتفني السيد أحمد بلفقيه نجل الفنان ومدير أعماله نيابة عن والده ساكبا في أذني الكثير من التعابير التي تنم عن انزعاج وقلق وغضب عظيم ، فأيقنت أن الرسالة قد وصلت !! تحاورت والزميل أحمد بلفقيه في موضوع أغنيات المحضار التي ضمها ديوان والده في تلك المكالمة لساعتين ونصف تقريبا سعى فيها البلفقيه مجتهدا بأسلوب لا يخلو من التحيز والتعصب للذات لتبرير الموقف ولكن دون جدوى لعدم توفر الدليل أمام الأدلة القطعية المزودة بالوثائق لتأكيد حق المحضار ..والحقيقة فإني لا أتحاور مع البلفقيه إلا في إطار الحق الأدبي للشاعر المحضار في إبقاء اسمه على إبداعه، وهو حق لإبداع أمة وثقافة شعب وتراث وطن ، لأن قضايا الحق المادي هي من مسئولية ورثة المحضار ممثلا لهم نجله محضار حسين المحضار .. ولمضي نحو عام ونيف دون تحريك فناننا للمياه الساكنة في الموضوع بتصحيح الأخطاء في ديوانه «شاعر قبل الطرب» فأنني أضع الحقائق أمام الجمهور والرأي العام وأمام ورثة الفقيد الراحل المحضار وذلك بنشر رسالتي إلى الفنان أبوبكر سالم ببعض التصرف الذي تقتضيه أدبيات النشر الصحفي وذلك إثباتا للحق وإبراء للذمة ووفاء للمحضار الحاضر الغائب وإنصافا للتاريخ .

وهاكم جوهر رسالتي الأصلية التي تألفت من جزئين في ست صفحات الجزء الأول عبارة عن رسالة محبة للفنان، والآخر عبارة عن ملحق بالرسالة بعنوان : الأغنيات المحضارية الواردة في ديوان بلفقيه «شاعر قبل الطرب» ومعطيات حق ملكية المحضار لها :

بسم الله الرحمن الرحيم

الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه أدام الله عزه

تحية طيبة وبعد

الموضـوع : ديوانكم (شاعــر قبـل الطـرب)

و قصائد محضارية وردت في الديوان

.. وبعد التحية والثناء على الديوان وعلى المشوار الغنائي للثنائي المحضار بلفقيه، قلت له : لقد سرني كثيرا كما سر غيري من محبي فنكم صدور ديوانكم الشعري الذي طال انتظاره «شاعر قبل الطرب»، وبإذاعته ونشره فإنه سيحتل مكانه اللائق في مكتبة تراثنا..

بيد أن لي بعض الملاحظات حول أغنيات وردت في الديوان ربما بالخطأ غير المقصود أو السهو ، هن من مؤلفات المحضار كما هو ثابت عندي ، من خلال قربي من المرحوم وصلتي العميقة به ومصاحبتي له أثناء حياته مصاحبة الابن البار ، والصديق الوفي الباحث في فنه والحافظ لتراثه، ومن خلال إعدادي لديوانيه الأخيرين (حنين العشاق، وأشجان العشاق) وكتابتي مقدمة احدهما وهو أشجان العشاق، ومن خلال أحاديث الحبيب المرحوم ابومحضار الصحفية التي أحتفظ بها في أرشيفي إلى اليوم ..وتلك الأغنيات الست هي : قال بومحضار، امتى انا شوفك ، ايش تبي عاد ، ذا اللي حصل ، خلي اسر قلبي ، شمس المحبة .

ولأن المحضار -يرحمه الله- قد رحل إلى جوار ربه وهو لا يستطيع الدفاع عن حقه اليوم لذا فأن أصالتكم ووفاءكم له يجعلكم المدافع الأول عن حقه ونحن من خلفكم مع كافة محبي فننا و تراثنا الغنائي الحضرمي .إن إعادة هذه النصوص إلى حظيرتها بعد إزالة اللبس الذي حولها تعد مسئولية دينية وأخلاقية وأدبية وتاريخية جليلة وهو أمانة في أعناقنا ، ونحن نعلم أن أبوبكر سالم ليس بحاجة إلى مثل هذه النصوص ووجودها في ديوانه لن يضيف لشخصه ولا لقامته العالية شيئا، بل يشعل إشارة حمراء ويفتح أبوابا للتشكيك في نزاهة رموزنا الغنائيين والانتقاص منهم ومن فنهم ومن تراثهم وتاريخهم الثري بعد هذا المشوار ا لطويل والمرحلة العمرية الطويلة في الفن والحياة . لاشك ان بعض الناس قد تقول إن ديوان بلفقيه صدر بعد وفاة المحضار وفي هذا التوقيت استغلال للفرص لاصطياد بعض أعمال المحضار وضمها الى ديوانه وسيدّعون بمثل هذا الطرح وماهو أكثر منه من خلال كيل التهم الكبيرة والجدل الذي سيطول دون شك، وبصمتنا نكون قد شاركنا في تشويه تاريخ فناننا الكبير بلفقيه وإشعال فتيل هذه الأزمة بصورة او بأخرى . وفي ضوء ذلك ولوعيي بالعلاقة الأصيلة التي تربط بلفقيه بالمحضار.. فإنني أحتفظ بمناقشة هذا الموضوع بشفافية تامة حتى نتمكن من إعادة الأمور إلى نصابها لأن (المحضار وبلفقيه) رحلة واحدة وتاريخ واحد لا ينبغي أن يشوه بأي حال من الأحوال .ولأنني أجتهد منذ فترة في البحث عن النصوص الغنائية المحضارية الضائعة او المنسية والتي لم تسجل في الدواوين السابقة وهي كثيرة وقد توفرت لدي الآن حصيلة كبيرة منها، لتضاف إلى قصائده الأخيرة التي نظمها قبيل رحيله وتصدر في ديوانه الأخير (وداع العشاق) الذي يجري الإعداد له بالتنسيق والأخ محضار حسين ..فأن حق المحضار علينا إضافة إلى أمانة المسئولية التاريخية تفرض ضم هذه الأغنيات الست إلى ديوان الحبيب المحضار الأخير وهي مسجلة أصلا عندي ضمن مواد الديوان .. لذلك يتوجب علينا أن نفكر في السبيل إلى إزالة اللبس وإعلان الحق قبل صدور ديوان المحضار حتى لانفجر بإخراجها في الديوان أزمة حقيقية . إنني أحب فناني الكبير أبوبكر سالم حبا خالصا لدرجة العشق، والعاشق يتعامل بصبر مع محبوبه ويتحمل الأذى لأجله ويعتبر كل مايلقاه في سبيله حالات شاذة ليست من طبيعة المحبوب ولا تعبر عنه بحال من الأحوال، فمن أجل من أحبه كتبت هذه الرسالة .. ومن أجل تراثي وفني وبلدي سطرت حروفها .. ومن أجل الإنصاف والحق صغت هذه الأفكار .. وهو حق إن لم أقله سأشعر أنني خنت ثقافة وطني وتاريخ الأجيال، وخنت الأمانة والحب النابض لقلب اليمن النابض الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار، ولأنني أؤمن يقينا بأن الصمت والمحضار ميت عن حق دافع عنه وهو حي خيانة للمحضار - عليه رحمة الله وبالله التوفيق

أخوكم

رياض عوض باشراحيل

جدة في : 28/9/2005م».

الأغنيات الواردة في ديوان بلفقيه «شاعر قبل الطرب» ومعطيات حق ملكية المحضار لها

(1) قال بومحضار :

وردت في ديوان «شاعر قبل الطرب» لبلفقيه في الصفحة (66) من كلمات وألحان أبوبكر سالم.

أولاً : اللحن ليس للمحضار ولا لأبي بكرسالم ، والمحضار لم يدّع ملكية اللحن .. وهو لحن نوّح تراثي قديم طلب الفنان سعيد عبدالمعين من المحضار أن يبني عليه كلمات فنظم قال بومحضار ، وهذا اللحن له قصة رواها لي عبدالمعين وأكدها المحضار وهي مسجلة عندي بصوت عبدالمعين ليس مكان تفصيلها هنا، فكيف يضم اللحن لملكية أبوبكر سالم ؟!

ثانياً : الكلمات للمحضار وهوية الأغنية من عنوانها «قال بومحضار» وغناها سعيد عبدالمعين سابقا ولكن بكلام يختلف عن الذي غناه أبوبكر ويقول المحضار إن بلفقيه طلب تغيير كلام الأغنية وإنه -أي المحضار- قام بتغييره .. وكانت الأغنية ستنزل في ديوان أشجان العشاق الصادر عام 1999م بالكلمات التي غناها أبوبكر أولا ثم التي غناها عبدالمعين معا في صفحة واحدة وكأغنية واحدة حسب توجيه المرحوم ابومحضار، ولكنها استبعدت ضمن عدد من الأغنيات بعد أن بلغت قصائد الديوان (75) قصيدة وذلك حسب توجيهات دار كنوز العلم للنشر والتوزيع التي طبعت الديوانين الأخيرين والتي آثرت ان لايزيد الديوان عن ذلك العدد من النصوص .. وهكذا هي جاهزة عندي منذ عام 1999م بطباعة النصين ضمن مواد ديوانه الأخير المزمع إصداره .

وقد سألت المحضار عن معنى أحد الأبيات التي غناها أبوبكر وربطته بمعان مشابهة في شعر، فصحح لي كلمة في البيت وشرح المقصود به فاقتنعت .. والبيت هو (بنتظر وصلك وإنا لانتظر مني وصالي .. خاف أنا لاقد رأيت الحي يغرينا الوصال) وليس (يضنيني الوصال) كما ورد في ديوان أبوبكر .. وهذا تأكيد إضافي لملكية المحضار إذ لو كانت الاغنية لغيره لما قام بشرح البيت والمراد منه وتصحيحه .

الخلاصة : كل ذلك يؤكد حق المحضار للأغنية كلمات ، أما لحنها فهو لحن نوّح من التراث الحضرمي .. فكيف تنسب كلمات ولحنا لـ ( أبوبكر سالم )؟!

(2)أيش تبي عاد :

وردت في ديوان «شاعر قبل الطرب» بالصفحة (61) من كلمات وألحان أبوبكر سالم.

أولا : لقد حاورت جريدة «عكاظ» في العدد (11404) الصادر يوم الخميس 6 نوفمبر1997م شاعرنا المحضار وسأله المحرر الزميل نضال قحطان قائلا : (يقال إن الكثير من أغاني الشاعر المحضار نسبت للفنان أبوبكر بلفقيه من حيث الكلمة ومن ضمن هذه الأغنيات أغنية (ايش تبي عاد) التي غنتها الفنانة المصرية أنغام؟ فرد المحضار قائلا : هذه الأغنية (حقي) وسجلت باسمه بالخطأ وهو معترف بذلك. ثم سأله المحرر وهل كانت مقصودة؟ فأجاب لا لم تكن مقصودة لأنني أعطيته فقط بيتين واللحن كاملا وظلت معلقة واضطر ان يكتب ثلاثة أبيات وغناها ونسبت له .. (انتهى كلام المحضار). والحقيقة فقد قمت شخصيا بترتيب هذا الحوار بين نضال والمحضار حسب طلب الزميل نضال وكنت ثالثهم أثناء الحوار . لذلك فالأغنية محضارية كلمات ولحنا حسب تأكيد المحضار وهذه الإضافة لا تعني ملكية النص واللحن .خاصة وأن المحضار كان يقول في مجالسه الخاصة أن أبوبكر لو يشعرنا قبل مايضيف بيت مثلا او بيتين لقصيدة عنده لعملت له عشرة أبيات .

ثانيا :في حواري الطويل الذي أجريته مع أبوبكر سالم في الذكرى الرابعة لرحيل المحضار ونشر في جريدة «الأيام» العدد (4093) الصادر في 10 فبراير 2004م ... قال أبوبكر : (نحن ننشد القربة ولا ننشد الغربة .. خذ مثلا قول المحضار : وايش تبي عاد سلمتك مفاتيح قلبي .. ايش تبي لفظة لن تجدها في غير نجد بالمملكة ولأنه عاش في نجد لفترة من الزمن وأحب هذه الكلمة فلم لا يستعملها ويوظفها في فنه ، هي فاكهة من الفواكه وتوظيف فني ..(انتهى كلام أبوبكر ).. ولازلت أحتفظ بالتسجيل الصوتي لفناننا بلفقيه في أرشيفي.. وإذا أراد فناننا نسخة منه ليتأكد من أمانة النقل فأنني على استعداد أن أهديه إياها . وبهذا يؤكد فناننا الكبير بلفقيه نفسه حق المحضار لهذه الأغنية.

الخلاصة :حسب تأكيد المحضار وبلفقيه نفسه فالأغنية من كلمات وألحان المحضار . فكيف تنسب كلمات ولحنا للفنان بلفقيه؟!

(3)ذا اللي حصل :

وردت في ديوان «شاعر قبل الطرب» بالصفحة (81) من كلمات وألحان أبوبكر سالم.

تحدث شاعرنا المحضار لجريدة «عكاظ» في العدد (7996) الصادر بتاريخ 30/5/1988م، وكذلك صرح لمجلة المجالس الكويتية العدد (935) الصادر بتاريخ 8/7/1989م .. عن هذه الأغنية وقال إنها من كلماته وألحانه وجاء حديثه بعد ان تحدث عن تعاونه مع محمد عبده في «وينك يادرب المحب، وطاب ليلك ياعريس» فقال المحضار : كذلك أغنية (ذا اللي حصل من بعد) التي غناها الفنان طلال مدّاح من كلماتي وألحاني ..(انتهى كلامه).

وقد نقل الحوارات الأستاذ علي فقندش إلى كتابه «أنا وهم» الجزء الرابع بالصفحات (309 -317) والصادر قبل صدور ديوان شاعر قبل الطرب .

الخلاصة : الأغنية من كلمات وألحان المحضار . فكيف تنسب كلمات ولحنا للفنان بلفقيه

(4) إمتى أنا شوفك :

المحضار
المحضار
وردت في ديوان «شاعر قبل الطرب» بالصفحة (59) من كلمات وألحان ابوبكر سالم.

لقد أثار موضوع ملكية هذه الأغنية مذيع برنامج «ليلة خميس» من إذاعة "mbc FM" في حوار طويل ضيفه الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه عام 1997م .. وقد قدم المذيع لبلفقيه مفاجأتين في تلك الحلقة من البرنامج، الأولى كان أصيل يتحدث من أمريكا، والثانية كان المحضار يتحدث من جدة .. وقد سأل المذيع أبوبكر عن هذه الأغنية التي غناها المطرب اللبناني وليد توفيق فأكد أبوبكر أنها له ، ولكن المذيع شكك في ذلك وأتى بالمحضار على الهاتف من الجهة الأخرى في مواجهة فنية وسأله وجها لوجه أمام أبوبكر وكان الأخير ينبه المحضار حينها بقوله : انتبه ياحبيب من أهل الصحافة!! انتبه ياحبيب !! فكان رد المحضار ان الأغنية حقي كلماتي وألحاني؟!.. وقد سمعت الحوار أنا شخصيا ودونت المعلومة بأرشيفي وقد كنت متابع البرنامج لأن المحضار أخبرنا عن اتصال البرنامج به ليكون قريبا من الهاتف .. وأتوقع إن هذا الحوار الطويل لأهميته سيكون موجوداً بأرشيف الفنان أبوبكر. والحقيقة ان مثل هذا النص له نظائر في فن المحضار من حيث الصياغة باللهجة المصرية فقد قال المحضار : «علمني الحب الطريق إزاي، وأخذت من مبداه أنا مبدأي»، وقال أيضا «أقولك أيه تبغاني أقولك أيه، تعلمت الدلع ياصاحبي والتيه» .. وفيها يقول لمحبوبه: ولك عندي مقام «البيه»، فلفظة «إمتى» في أغنيته إمتى أنا أشوفك تناظرها في فن المحضار ألفاظ باللهجة المصرية مثل «إزاي ، أأولك أيه، البيه» وغيرها. بينما لم أجد في ديوان فناننا أبوبكر أي أثر للهجة المصرية وهو الذي عاش في مصر لا المحضار .

الخلاصة : وحسب تأكيد المحضار لهذا البرنامج أن الأغنية من كلماته وألحانه .. فكيف تنسب كلمات ولحنا للفنان بلفقيه؟!

(5)خلي أسر قلبي :

وردت في ديوان «شاعر قبل الطرب» بالصفحة (63) من كلمات وألحان أبوبكر سالم.

في حوار جريدة عكاظ بالعدد الصادر يوم 15 مايو 1994م مع الشاعر المحضار .. قال في رده على سؤال حول الفنانين الذين تعاون معهم: سأكون سعيدا لو تعاونت مع وردة التي دندنت في شريط «سيبوه » بأغنية قديمة غناها لي من قديم أبوبكر .. ويقصد بالأغنية (خلي أسر قلبي) . والمحضار هنا يرد ردا ذكيا للغاية ليؤكد للتاريخ حقه في الأغنية التي حجب اسمه منها .

الخلاصة : وحسب تأكيد المحضار لعكاظ أن الأغنية من كلماته وألحانه .. فكيف تنسب كلمات ولحنا للفنان بلفقيه؟!

(6)شمس المحبة :

وردت في ديوان «شاعر قبل الطرب» بالصفحة (103) من كلمات وألحان أبوبكر سالم.

وقد صدرت الأغنية في شريط أبوبكر سالم الموسوم بـ (ردود) وكتب على غلاف الشريط الورقي وعظم الشريط البلاستيكي كلمات المحضار وألحان أبوبكر سالم .. ومادة الشريط بأسرها كما هو معروف يشرف على إخراجها الفنان نفسه. فهل من المعقول أن يخطأ فنان كبير بأن يضع اسما آخر على إبداع من صنع يده ، وإذا فرضنا جدلا الخطأ، وهو أمر بعيد المنال في مثل هذه الحالة .. فلماذا لا يصحح في حينه سواء في غلاف الشريط أم حتى بتصريح صحفي ، وكان المحضار حيا في حينها بإمكانه تأكيد حقيقة هذا النص!!

الخلاصة : بإقرار الفنان الكبير أبوبكر بلفقيه فإن كلمات الأغنية للمحضار .. فكيف تنسب كلماتها لبلفقيه نفسه في ديوانه «شاعر قبل الطرب»؟!

نصيحة صدوقة

وفي ضوء ذلك فإن هذه الأغنيات هي أغنيات محضارية وليست لأبي بكر سالم بلفقيه كما ورد في ديوانه، وستضم إلى آخر إنتاج المحضار الغنائي الذي لم يطبع بعد .. لذا فإنني أنصح بضرورة العمل سريعا على تصحيح الخطأ وإزالة اللبس القائم حوله، وما من شك في أن إعادة طبع ديوان بلفقيه مرة ثانية متضمنا قصائد المحضار لا يعدو أن يكون إصرارا على الخطأ وعلى تشويه صورة فناننا الكبير أبوبكر سالم وتاريخه في أذهان الناس . والأوفق كما أرى أن نعتبر هذه الطبعة تجربة أخفقت ولم يدركها النجاح حتى لا يزداد اتساعا جرح الجمهور والوسط الثقافي ومحبي الشاعر الذين صدموا صدمة عنيفة بوجود أغنيات المحضار في ثنايا ديوان بلفقيه . إنها لحظة الأصالة والوفاء والحقيقة، والحق أحق أن يتبع كما جاء في التنزيل قوله تعالى {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون} (البقرة :42)، وجاء في الأثر النبوي قوله صلى الله عليه وسلم: «الساكت عن الحق شيطان أخرس» كما قال القدماء: «حق يضر خير من باطل يسر». إن هذا المقال يعد دفاعا مشروعا عن الفن والتاريخ وعن حق شاعرنا الكبير المحضار في إبداعه ، ولا أقصد من ورائه سوى إثبات الحق وإماطة اللثام عن الخطأ الذي كثيرا ما يحصل عن غير قصد وسوء نية، ووضع الحقيقة أمام الجمهور إنصافا للشاعر الراحل وللحقيقة والتاريخ، آملا أن يتقبله فناننا الكبير برحابة صدر وذلك لما أعتقده فيه من حب العدل والإنصاف والنزاهة، ومع تقديري لفناننا الكبير وخدمته لتراثه إلا أنني قد أخالفه الرؤية فلا أكتم تلك المخالفة بل أسجلها بمحبة وصدق، وإنني على يقين بأن فناننا الكبير سيقدم شهادته الصادقة في حق إبداع رفيق دربه المحضار للرأي العام وللتاريخ متجردة من أية حسابات إلا حساب الضمير وصداقة العمر ورد الجميل ..وقد حرصت على التزام روح الاعتدال وكبح جماح القلم من أن يتخطى في تحبيره حدود الأدب، والأخلاق واللياقة وآثرت القول دون توظيف تعابير الانتقاص، أو صيغ التجريح أو التشهير التي لا تليق بمقام ولا منزلة فناننا الكبير أبوبكر سالم بلفقيه في قلوبنا .

رحم الله المحضار الذي عاش لفنه ولم يعش من فنه، لقد كان عصرا شعريا زاهيا وسيبقى علما من أعلام الفن الغنائي اليمني في وطننا العربي كله فله التحية في ذكرى الرحيل السابعة .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى