أسود ونمور وعصافير زينة .. وفرحة أطفال في صور تذكارية

> «الأيام» فردوس العلمي:

>
جمال غالب أحمد عقلان
جمال غالب أحمد عقلان
من يتغنى بوصف تعز ما كذب، ومن أحبها ما أخطأ.. تعز الحالمة تلك المدنية التي تداعب طينها الخضرة وتحضنها بود ومحبة لتشكل للناظر إليها لوحة جميلة. فحين تنطلق بك السيارة من محافظة عدن ومن خلال نوافذها تشاهد جمالاً سبحان الخالق! مدينة لا تفرق بين جبالها وأرضها من الاخضرار.. ويأخذك خط الإسفلت بلونه الأسود إلى عمق الاخضرار كلما اقتربت من تلك المدينة. وعلى جانبي الطريق تشهد جمال حياة الريف وهدوئها على البساط الأخضر.. رعاة الماشية وبنات في عمر الزهور يحملن حُزماً من الحطب فوق رؤوسهن الصغيرة أو أواني كبيرة «دبب» لجلب المياه. وأول ما تصل تعز تقابلك لوحة ترحب بك. كان برفقتي 35 طفلاً من أطفال مركز الطفولة الآمنة بعدن في زيارة ترفيهية إلى تلك المدنية نظمتها لهم جمعية التواصل للتنمية الإنسانية ونفذتها جمعية اقرأ الخيرية. لم يسعفني الوقت لمشاهدت المدينة كاملة، ولكن كما يقال «يقرأ الجواب من العنوان». وعنوان تعز كان واضحا يخبرك بأنها مدينة حالمة ممزوجة بالطين والخضرة وطيبة ناسها وجوها البديع.

من حديقة الحيوانات الواسعة نقلت لكم صورة تقرؤونها على صفحات «الأيام» عبر حديث مع نائب مدير عام الحديقة الأخ جمال غالب أحمد عقلان .. فماذا قال؟

يقول في بداية حديثه: «لدينا في الحديقة حوالي 500 نوع من الحيوانات الأليفة والمفترسة وكذا طيور الزينة والطيور الجارحة وعدد من الزواحف». ويعدد لنا الأخ جمال غالب بعض أنواع الحيوانات فيقول «لدينا أسود، نمور، ذئاب، فهود، قط النمر، والقط البري الذي يطلق عليه (الوشق) إلى جانب الجنادب والرابح العربي والسنور».

وفي رده على سؤالنا لمعرفة من أين تأتي الحديقة بتلك الحيوانات؟

قط في احدى الاشجار
قط في احدى الاشجار
أجاب الأخ جمال «معظم هذه الحيوانات والطيور من البيئة اليمنية، ما عدا الفهود والنعامة والنمور، وبعض طيور الزينة مثل الببغاء». وتفتقر الحديقة إلى الثعابين حيث كانت توجد من سابق ثعابين من البيئة اليمنية ومن خارجها، خاصة نوع الأصلة الكبيرة، وحسب قول نائب مدير الحديقة تلك الثعابين ماتت.

ويفتخر الأخ جمال بوجود ما يقرب من 23 نمرا من النمور العربية وأغلبها من مواليد الحديقة، ويقول: «هذه النمور قدمت ثلاثة منها هدية من فخامة رئيس الجمهورية وثلاثة تم شراؤها.

واليمن هي الدولة الوحيدة التي تمتلك الكمية والنوع من هذه النمور، ولديها القدرة على عملية التكاثر ورغم أن هناك دولاً أخرى لديها الإمكانيات لم تستطع ذلك، إلى جانب الوعول التي تعتبر شبه منقرضة في شبه الجزيرة العربية ولكنها موجودة هنا في الحديقة».

وعن كيفية العناية بالحيوانات أجاب: «لدينا طبيب بيطري يهتم بالحيوانات من الناحية الصحية، إلى جانب مسئول الرعاية السلوكية الذي يهتم بسلوك الحيوان، ولدينا مختبر يتم من خلاله الفحص الدوري للحيوانات، وفي بعض الأحيان يتم التدخل الجراحي وهذا حصل لأحد النمور».

بعض الأقفاص الخاصة بالحيوانات تفتقر إلى النظافة ورائحتها كريهة، ويوضح لنا الأخ جمال السبب قائلاً: «يعود ذلك إلى برودة الطقس في حوبان لهذا نتجنب الغسل اليومي ويكتفي العمال بالمسح فقط خوفا على الحيوانات، إلى جانب وجود أحواض للأسماك بها رائحة كريهة، لكن في فصل الصيف نغسل الحيوانات كما نغسل أرضية الأقفاص بالمياه والصابون والمنظفات الأخرى».

الأطفال أثناء دخولهم الحديقة
الأطفال أثناء دخولهم الحديقة
تعامل بعض المواطنين مع الحيوانات إلى جانب شحة الإمكانيات أهم ما تعانيه الحديقة من صعوبات كما يقول الأخ جمال «فدخل الحديقة لا يتناسب مع مخرجاتها؛ فقيمة تذكرة الدخول 50 ريالا فقط للكبار ومجاناً للأطفال، ولا يوجد أي دخل آخر، نحن نحتاج يوميا إلى 300 كيلو لحم إضافة إلى كميات كبيرة من الأسماك والدجاج والحبوب والخضروات والفواكه وأدوات النظافة، فلدينا 33 أسدا و23 نمرا وهذا يحتاج لميزانية مناسبة».

ويضيف: «ميزانية الحديقة قائمة على صندوق النظافة والتحسين للمدينة ومن المحافظة». ويتمنى الأخ جمال سرعة استكمال مخطط الحديقة للمرحلة الثالثة منها بناء السور ومرافق الخدمات الأخرى: مساجد، كافتيريا، حمامات إضافية، إلى جانب تزويد الحديقة ببعض الحيوانات المفترسة. ومن ضمن مخطط الحديقة لعام 2007م المرحلة الثالثة: بناء أحواض أسماك وعمل ألعاب بسيطة في أطراف الحديقة لكي يتمتع بها الأطفال الزائرون للحديقة.

اسد يأكل
اسد يأكل
وفي ختام حديثه يقول الأخ جمال غالب «إن ما تعانيه الحديقة غياب الجانب الإعلامي، فالحاجة ماسة للتعريف بها. وهنا نشكر صحيفة «الأيام» على نزولها وتسليط الضوء على ما نعانيه من صعوبات». من ضمن زوار الحديقة كانت الطفلة هدية، البالغة من العمر 13 عاماً، التي بُتر قدماها نتيجة انفجار لغم أصابها أثناء جلبها الحطب، كما فقدت أخاها الصغير ذا الثلاث سنوات. هدية تستعد للسفر إلى ألمانيا لاستكمال العلاج، ورغم إعاقتها فهي تدرس في الصف الثاني إعدادي ولديها طموح أن تجيد اللغة الانجليزية.

< محمد عبدالله عماد كان برفقة أسرته، يقول «نحن سعداء بأن تكون لدينا حديقة جميلة تجمع الكثير من الحيوانات ويأتي إليها الزوار من كل المحافظات».

< أم راشد تقول «هذه الحديقة متنفس لنا وللأطفال الصغار نأتي إلى هنا لنتفرج على الحيوانات والطيور، والصغار يفرحون كثيرا بهذه الزيارة».

وفي الختام نقول: حديقة الحيوانات جميلة وهي واحة للزوار وموقعها جميل، ولكن ينقصها الكثير، وأهم ما ينقصها توعية المواطنين بضرورة الرفق بالحيوان وهو ما يوصي به ديننا الحنيف، إلى جانب وجود الكثير من الأقفاص المهملة التي فتحت أبوابها.يعمل في الحديقة 70 عاملا ورغم هذا لا تجد من يشرح لك أو يعطيك معلومات عن تلك الحيوانات المحبوسة في الأقفاص .. أجمل ما أخذه الأطفال من تلك الحديقة صور تذكارية مع بعض الحيوانات.. ساعات قليلة كانت كافية لتدخل البهجة إلى قلوبهم الصغيرة التي اكتوت بهموم الحياة رغم صغر سنهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى