الشيخ محمد عمر بامشموس نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية رئيس غرفة عدن في حوار مع «الأيام»:لم يتم تهيئة موقع المنطقة الحرة كما يجب فتحولت رؤوس الأموال إلى المناطق المهيئة لاستقبالها

> «الأيام» محمد فضل مرشد:

>
الشيخ محمد عمر بامشموس
الشيخ محمد عمر بامشموس
لاشك في ان القضايا الاقتصادية سواء تلك المتعلقة بمعيشة المواطن أم المرتبطة بتنمية الوطن باتت هم العامة وشغلهم الشاغل لاسيما في ظل الغلاء المتصاعد وارتفاع نسبة البطالة .

اليوم نحاور الشيخ محمد عمر بامشموس نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية بالجمهورية رئيس غرفة عدن حول عديد من تلك القضايا الاقتصادية والمعيشية في حوار ضاف وشفاف .

< الشيخ محمد عمر بامشموس نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية رئيس غرفة عدن التجارية والصناعية، بداية هذا الحوار من أين يبدأ عمل الغرفة وماذا يشمل؟

- يبدأ عمل الغرفة التجارية والصناعية بخدمة منتسبيها من رجال الأعمال والتجار بشكل عام ومهام الغرفة التجارية متعددة.

والغرفة التجارية في كل بلد تمثل همزة الوصل بين الدولة وباقي أطراف العملية التجارية والصناعية سواء أكانت محلية أم خارجية.. الغرفة هي الممثل والواجهة لقيام كل الأعمال والأنشطة الاقتصادية التي من شأنها أن تحقق التنمية.

< شيخ محمد لأكثر من مرة وبأكثر من مناسبة طالبت بالتعلم من أخطاء الماضي وعدم تكرارها في المستقبل إذا أردنا النهوض باقتصادنا اليمني من على كرسي الإعاقة.. ما هي تلك الأخطاء؟

- طبعاً الانسان يتعلم من أخطائه والكمال لله سبحانه وتعالى، والذي لا يعمل هو الذي لا يخطئ وإنما إذا زادت الاخطاء وتفشت وظهرت عوامل التأخر والتخلف من هنا يجب ان نعيد الحساب وأن نسترجع الماضي ونأخذ عبرة منه ونستعرض العوائق التي أدت إلى مثل هذه الأخطاء ولا بد ان يتعلم الانسان من أخطائه مالم فهو انسان لا يحسب للعواقب حسابها، فالذي يتعلم من أخطائه ينهض وليس الفشل بعيب ولكن عدم التعلم من درس الفشل ومراجعة الاخطاء لينهض الانسان من جديد.

< شيخ محمد ألا تتفق معي بأن الاخطاء ذاتها التي تمت في الماضي على المستوى الاقتصادي مازالت ترتكب والدليل شكاوى المستثمرين التي تتلقاها الغرفة التجارية والتي تتلقاها ايضا «الأيام»؟!

- نحن كغرفة تجارية وصناعية لخصنا المعوقات في مصفوفة قمنا بإعدادها للتعريف بالمعوقات التي يجب التخلص منها والمعالجات التي يجب اتخاذها وسوف يتم مناقشتها من قبل المجلس الاستشاري الاستثماري لمحافظة عدن.

< شيخ محمد مشروع المنطقة الحرة تزامن مع ولادة أطفال أصبحوا الآن في عمر الشباب وعما قريب سينضمون لطوابير العمل ولم يتحقق بعد هذا المشروع.. ما هي وجهة نظركم كخبير اقتصادي؟

- المنطقة الحرة جاءت كفكرة من قبل فخامة الرئيس ورحبنا بها وهي فكرة من الرئيس ورغبته كانت على أساس أن ننفذ هذا المشروع والفكره المهمة لأن فكرة المنطقة الحرة لعدن هي الملائمة لطبيعة مدينة عدن لأن لمدينة عدن موقعاً مهيأ لطبيعتها، وموقعها كله ملائم لأن يكون منطقة حرة يخدم الاقتصاد العالمي وهذا يعني تقديم الخدمات بميناء عدن وتهيئة البنية التحتية بكل الوسائل، وتقديم الخدمات معناه رواج لهذه المنطقة ورواج للموقع الاستراتيجي لأداء خدمته كما يجب ومعنى ذلك رافد مادي لليمن ولكن الوسائل التي اتخذت منذ تاريخ الإعلان عام 1992م تعثرت المسيرة لأسباب كثيرة هي مثل ما تحدثنا سابقاً انه دائماً الإعداد وتهيئة الموقع بكل الوسائل التي تجذب الرأس المال للاستثمار في المنطقة الحرة هو ان تعد له الأرضية جاهزة كاملة بكل الوسائل قدر استطاعتك حتى لو بدأت خطوطه خطوة اذا لم تستطع ان تهيئها بشكل متكامل، ولكن لابد أن تكون منافسا قديرا على الجذب بمعنى أن تكون (شاطر)، لماذا أترك فرصاً تأتي إلي من كل جانب وتتحول إلى الجيران وأنا أشاهدها بأم عيني، ولا بد ان أدرك من وظيفة موقعي فيما يتعلق بالمختصين بأن الموقع لم يهيأ كما يجب ولم أقم بما يجب ولذلك حصل التحول الى المناطق التي هيأت نفسها لاستقبال الاستثمار.

وعلتنا اننا هنا ودائما أقولها بصدق لأن الانسان من صدقك لا من صدّقك ونحن كمخلصين لبلادنا طالما قلنا لابد ان يتولى ادارة المنطقة الحرة كادر مهيأ ويرتقي الى المستوى الصحيح الذي لا يترك فرصة أتت سانحنة إلا ويستغلها.

لدينا موقع متميز على كافة المواقع التي تحيط بك ولكن مثلما تفضل وقال ذات مرة الأخ وزير الصناعة: (عدن جوهرة مدفونة) طيب نحن نعرف ان بين أيدينا جوهرة ولكن يجب ان نستغلها في الاستفادة والافادة، فإذا أردت ان تخدم الغير وتقدم له الخدمة الجيدة الرخيصة يتوجب عليك تهيئة منطقتك من ناحية البنية التحتية المتمثلة بالكهرباء والمياه والمواصلات والى آخر الخدمات المطلوبة، وكذلك من حيث جودة الشيء المقدم لابد ان يكون مغريا ومحفاز وليس ضحلا او ركيكا، ومن هنا نحن أضعنا فرصا كثيرة حتى الآن وقامت مناطق حرة في مناطق أخرى بعدنا، والكل يتحمل المسؤولية لكون هناك التسييس والتيارات السياسية والزمن الذي مر علينا في عدن حول الاستثمار في عدن الى استثمار طارد لدينا وقامت على أنقاضه المناطق الحرة في سنغفورة وجبل علي وصلالة وجبوتي، نحن نرى انبعاثا من حولنا ونهضة وهذا لا يعني اننا لم نخط الى الامام انما خطونا بضع خطوات ولكن ليس بحسب امكانيات عدن وطموحنا فغيرنا يمشي ميلا ونحن نمشي مترا او مترين فلابد ان يكون هناك كادر يتولى النهوض بالمنطقة الحرة في عدن أكان عبر كوادر يمنية مؤهلة ولدينا الكثير او الاستفادة من الغير الذين نجحوا في هذا المجال ونأخذ منهم الخبرة حتى نتمكن من الادارة بأنفسنا فالمسألة ادارة وارادة وصبر والباقي يأتي.

نحن لا يعوزنا المال الأموال واقفة على أبوابنا من رأس المال اليمني المحلي ورؤوس الأموال اليمنية المغتربة، هناك رؤوس أموال بالمليارات غير قادرة على ان تأتي بسلاسة وثقة مطلقة، واذا عملنا عدة قوانين وصياغة القوانين تغري الناس لكن التنفيذ وأداة التنفيذ هي الفيصل، فلابد من التنفيذ الصحيح فالوقت أصبح غاليا الآن وكالسيف ان لم نقطعه قطعنا والفرصة التي نضيعها يبادر غيرنا الى احتضانها فالمعركة الاقتصادية العالمية اليوم هي معركة مناطق حرة واستثمار وخدمات جيدة.

تستطيع ان تتجنب المعوقات، وغرفة عدن التجارية والصناعية أعدت مصفوفة بالمعوقات، ومن أهم المعالجات عمل النافذة الواحدة لتجاوز السلبيات التي أعاقت مشروع المنطقة الحرة بعدن.

زارنا في عدن مدير عام منطقة دبي وزار المنطقة وقال بأنه «يأسف ان يرى مثل هذه المنطقة غير مستغلة فيما بدأنا نحن في دبي من لا شيء وعندما بدأنا العمل فيها أدرنا العمل بطريقة تلقائية بسيطة كتاجر يريد ان يجذب الزبائن من أجل ان نتطور بتسهيل كل شيء للمستثمر من منحه الأرض التي يريد وأبدأ العمل وأسهل له كافة الأمور ولا ضرائب مجحفة ولا عوائق ولا أطلب منه شيئا مستحيلا وأحرص على ان أخلق له الفرصة لينطلق وكل ما يريده أحققه له ومن هنا استطعنا ان ننمو وأنتم في عدن قادرون».

وايضا أحد الخبراء السنغفوريين زار غرفة عدن التجارية والصناعية وسألناه عن رأيه ما بين مقومات عدن وسنغفورة فقال: «عدن هي الأفضل لكن نحن في سنغفورة عملنا خدمات وجعلنا من سنغفورة منطقة خدمة عالمية تخدم كل من يريد ان يأتي للاستثمار والتجارة فيها وأصبحت منطقة تخزين لكل السلع التي تأتي من الصين والهند وشرق آسيا وأوروبا وعندما تنعدم البضائع في الاسواق الأخرى تكون متوفرة في سنغافورة كسوق عالمية وترانزيت عالمي ومنطقة توزيع، وأنتم في عدن تتمتعون بكثافة سكانية في اليمن أي سوق كبيرة ولديكم مناطق زراعية ومعادن وكل الخيرات فيما نحن رقعة صغيرة ليس لنا ذلك وبدأنا من لا شيء والآن دخل الفرد في سنغافورة عشرين ألف دولار سنويا».. المسألة مسألة ذكاء وعمل، وعدن مهيأة وكل التيارات والأنشطة الاقتصادية تجزم بأن جيراننا في حاجة إلينا ونحن ايضا في حاجة إليهم، ولعدن موقع استراتيجي غاية في التميز وميناء طبيعي لا يبعد عن الملاحة العالمية سوى أربعة أميال وقد جرب هذا الميناء من قبل بريطانيا واستطاعت ان تستخدمه ولم تستخدم موقعا آخر رغم ان مستعمراتها لا تغيب عنها الشمس وان تثري وتغتني من ميناء عدن وهذه حقيقة.

< ما هو تقييمكم الحالي لفرص الاستثمار في عدن؟

- في شهر أبريل القادم سيقام مؤتمر للاستثمار على أساس ان كثيرا من رجال الاعمال في الخليج سيشاركون فيه انما الذي أنصح به ان كان حديثي من منطلق نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية اليمنية او رئيس غرفة عدن التجارية والصناعية ان نهيئ الأرض والانسان ونهيئ الخارطة الاستثمارية في الجمهورية اليمنية لنبين للمستثمر مواقع وأنواع الاستثمارات في كافة المحافظات اليمنية وقد نادينا كثيرا بعمل خارطة استثمار، ثانيا الأرض لابد ان تهيأ بالخدمات ولابد عندما يأتي المستثمرون للبحث عن مشاريع يتوجب على الدولة ممثلة بهيئة الاستثمار وايضا الاتحاد العام للغرف بالتضامن مع بعض ان يقوموا بتجهيز المشاريع الكبيرة والمتوسطة حتى الصغيرة ويضم هذا في كتيب يعرف المستثمر باللغتين العربية والانجليزية بحيث يقدم له المعلومات فالعصر عصر معلومات فما لم نهيئ هذه الحاجات فيبقى حديتنا مجرد كلام غير عملي ونحن نريد قولا وعملا.

< التهريب اقتصاد خفي بات يفوق الاقتصاد المقنن المنضبط بالنظم والقوانين فإلى أين سيقود التهريب اقتصادنا؟

- موضوع التهريب واجب الأمن ونحن نقدر جهودهم بما يقومون به ولكن لا يستطيعون ان يقضوا على كل التهريب لكن يجب ان يخفض فالآن عندنا بلغت نسبة التهريب 65% فالبضائع المهربة أصبحت الآن تشكل نسبة 65% من اجمالي البضائع المعروضة في الاسواق ويجب ان يخفض، لا توجد دولة لا يوجد فيها تهريب ولكن بنسب ضئيلة ولكن ليس بالنسبة التي نحن نعانيها او يكاد يطغى كما تفضلت التهريب على كل شيء واذا حل التهريب فمعناه لا صناعة ولا تجارة صحيحة منتظمة سيصبح المهربون هم الاغنياء وملاك الثروة أما أصحاب المصانع والمحلات والتجار الشرفاء فسيتكبدون الضرر فعلى التجار الشرفاء أكثر من ثمانية وعشرين ضريبة تستنزفك ومستحقات عمالة وايجارات وخدمات جميعها على كاهلك ولا يتحمل المهرب شيئا من ذلك، ولكن الآن العلاج الذي أقدمت عليه الحكومة بتخفيض الضريبة على أمل ان تقضي على ظاهرة التهريب لكن الى الآن لا نستطيع ان نقول بأنه تم القضاء على التهريب انما ساعد على التخفيف بينما أصبح التهريب وسيلة لمن يريدون ان يثروا بطريقة غير شرعية ويعملون ليل نهار على ابتكار طرق تهريب جديدة.

< هل هناك رقم لقيمة المهربات؟

- الدولة فاقدة الشيء الكثير بسبب التهريب ومليارات من الواردات ضاعت على خزينة الدولة بسبب التهريب، ولو ضبطت هذه الواردات ستكتفي الدولة من وارداتها وستسد العجز، لكن للأسف التهريب مرض خطير وسرطان لا يخضع لأي قانون، وسيادة القانون في أي بلد هي المقدار الذي يعرفك بأنه توجد دولة يحكمها القانون وان الكل يحترم القانون، ويجب على المواطنين جميعا ان يعاونوا الدولة ضد أي مهرب.

< لم يعد المواطن يقوى على تحمل الغلاء فإلامَ هذا التصعيد في الاسعار؟

- وهذا الذي نخشاه فالمواطنون ذوو الدخل المحدود والفقراء هم من يتعذب بالغلاء أما الاغنياء فلا يشعرون بإحساسهم وهذه ظاهرة نلمسها في الحياة العامة وما لم يتم التكاتف والتكافل والقضاء على الفاقة التي يعانيها المواطن فنحن نكون آثمين أمام الله سبحانه وتعالى وأمام مصير هذا البلد وأمام أنفسنا.

اذا كان هناك ارتفاع عالمي فليحدد ولتكن وزارة التجارة والصناعة هي المشرفة بالتعاون مع اتحاد الغرف او من يمثل التجار لمعرفة أسعار السلع الاساسية بالدقة بشكل يومي فالأسعار مثلما ترتفع تنخفض ونحن في سوق حر لا يجب ان ترهب أحدا ولكن يجب ان يأخذ التاجر حقه المعقول الذي لا يتجاوز الطمع والجشع وذلك بتحديد التسعيرة في المحلات ويعلم بها المواطن ويشعر بأن هناك رقيباً، ويجب ان تكون المنافسة لمصلحة المواطن وان لا يحصل احتكار فهذا هو عين الضرر ويجب ايجاد رقابة ذكية هذا من ناحية السلع المستوردة، أما السلع والمنتجات المحلية فلماذا هذه الزيادة الفاحشة رغم ان أسعارها معروفة هنا علامة سؤال، ونؤكد بأننا على استعداد للتعاون مع الجهات الرسمية من تجار واتحاد الغرف كأصحاب دور أساسي وفعلا بدأنا نصوغ آراءنا ونقدم مذكرات حول المشكلات الاقتصادية فمثلا الآن نحن شركاء في المجلس الاستشاري للاستثمار في عدن.

< نترك لكم شيخ محمد عمر بامشموس نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية رئيس غرفة عدن اختتام هذا اللقاء الشفاف معكم.

- أرى ان اليمن من حقه ان يأخذ دوره وينهض وهذا يأتي من خلال العمل واحترام ذاتيتنا وعدم الاعتماد على غيرنا في بناء بلادنا بل بالاعتماد على أبنائنا من جيل الشباب ويجب ان نتفاءل فاليمن يمتلك كل مقومات النمو وأهم شيء هو الأمان والقضاء النزيه ولا يجب ان نقلل من قيمة اليمن انما يجب ان نعمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى