مشكلة الدجل والشعوذة والعلاج بالقرآن ..عبث البشر والجان يعالج بالطب والقرآن وعندما يتغيب الضمير ممكن للصعب أن يصير

> «الأيام» كفى الهاشلي:

>
سامي قائد صالح
سامي قائد صالح
عندما تعبث أيادي البشر بالأرواح وتتخلى القلوب عن الرحمة وتتحول ملائكة الرحمة إلى جهلة، ويبدأ الحقد والحسد بالتربع على الأفكار، تتغير ملامح الحياة الطبيعية لكل منا وتتصف بسلوكيات ليست من المنطقية فتضيق الدنيا على المرء وقد يقع فريسة لوحوش المال، وقلةٌ هم الذين يحالفهم الحظ باللجوء إلى المختصين.

عالم الدجل والشعوذة، ونجاح العلاج بالقرآن من أهم الملاحم التي رسمت على هذه الفترة .. فما هي دوافع الناس وكيف تتم المعالجة ولماذا يخاف الكثير من الحديث عنها.

«لكل حادث حديث» مثل نعرفه جميعا لكن أن يكون لكل حديث حدث حقيقة لا نخفيها، فالحديث هذه الأيام عن فلان به سحر، وثانٍ به مس، وآخر أهملته ملائكة الرحمة، وبعد هذا كله يوحدهم الهدف وهو اللجوء إلى العلاج بالقرآن.

وتبدأ الرحلة من قارئ إلى آخر ومع كل القراء يتأرجح الخيار ترى من هو الأفضل؟ بحثنا عن إجابة له كثيرا بين أوساط الناس ومن هم مقربون والبعض لا يريد أن يتحدث أو يظهر على الصحيفة خوفا من ماذا لا نعلم! وتوصلنا الى أحدهم وبدأنا مسيرتنا نحوه.. كانت الساعة الخامسة مساء، لا أحد يقبع بجانب بابه إلا القليل، تعجبنا! فالسمعة التي حظي بها والحديث عن المئات الذين من يقدمون إليه من كافة المحافظات تدور حولها أسئلة بقيت عالقة في أذهاننا.

طفلي عبثت به حملات التطعيم
ومع ذلك اقتربنا من الموجودين، فوجدنا طفلا صغيرا بدلا من أن يمشي على قدميه رأيناه يحبو بجانب والده ينتظر قدوم الفرج والأمل الذي طالما تمناه والده.

محمد عارف حيدان ما كان ليبقى على هذا الحال لولا عبث الأيادي واستهتار ملائكة الرحمة به وبالكثير من الأطفال الذين شملتهم حملة التطعيم في لودر، والتي راح ضحيتها الكثير من الأطفال، ومن بين هؤلاء الأطفال لم يبق سوى محمد وطفلتين من أبناء الحارة مازالتا على ما هما عليه لا يستطيعان الحركة مثل محمد عارف، الذي بذل والده عارف معلم الابتدائية في لودر الجهد الكبير حيث قال: «نحن من لودر، وما دفعنا الى الشيخ القارئ هو ما سمعناه عنه من سمعة طيبة، وعلاجه بالقرآن والأعشاب لن يضر طفلي في شيء .

لماذا لجأت للعلاج بالقرآن؟

لأني عالجته في مستشفى عدن ثم الصداقة ويليه المعهد الخاص بالمعاقين في وحدة العلاج الطبيعي.

المصاريف كثيرة والأمل أكبر
عائلة حيدان لا تعرف للشعوذة والدجل طريقا، ورفض عارف أن يكون فريسة سهلة بأيدي ضعاف النفوس وقال: ربنا جعل لكل داء دواء وطالما وأن طفلي بدأ يتحسن فالأمل كبير. وعن حجم المتاعب التي تواجهه قال: بالطبع هناك مصاريف المواصلات والعلاج ونحن من لودر، وبالتالي اضطررنا لتأجير منزل في عدن ولنا ثمانية شهور، وتخيلي ونحن منذ الخميس نحاول التواصل مع الشيخ، فأكيد هناك متاعب ومصاريف كثيرة.

ينبغي على الدولة أن تتبنى علاج طفلي
ويشير عارف حيدان إلى أن مسؤولية الإهمال في التطعيم المفروض أن تتحملها الحكومة طالما وأن الخطأ منها. ويقول: الدولة وعدت لكنها لم تف بما وعدت، وإلا فالعلاج لكل هؤلاء الأطفال كان واجباً على الحكومة.

منزل المعُالج الشيخ علي العبد
منزل المعُالج الشيخ علي العبد
زوجتي تريد الخلفة
وغير بعيد عن عائلة حيدان يجلس الأخ (ج.م.ر) من سكان مديرية البريقة منطقة صلاح الدين ينتظر دور زوجته في الدخول إلى الشيخ، التي يقول إنها تريد الخلفة مجدداً.

وقال: لدي طفلان والحمد لله، ولكن زوجتي تريد أطفالا حيث انقطعت عنها الخلفة دون سبب يذكر.

سألناه: لماذا لم تأخذها لطبيبة نساء؟

قال: أخذتها إلى طبيب متخصص د.الدويل وأعطاها علاجاً ولكن لم يثمر فقلنا العلاج بالقرآن هو الأنسب.

أطفال بعمر شهور مسحورون
سامي قائد صالح، وهو البائع الذي يمتلئ كشكه بالأعشاب العربية التي يصفها الشيخ القارئ للناس، يضع ملاحظاته حول ما يراه ويسمعه من الناس التي تقبل على القارئ، خاصة وأن محله يقبع أمام منزله: لدي قناعة كبيرة بما يقوم به الشيخ، ليس لأن رزقي يأتي عبره ولكن لأني أرى آباء وأمهات وأخوات يأتون للعلاج هنا ومعظمهم يفلح معهم العلاج.. وتتعجبين عندما ترين طفلا لم يتجاوز عمره الثلاثة أشهر وبه سحر، ناهيك عن صراحة الشيخ مع الناس وعدم التلاعب بهم، فعندما يستدعي علاجهم طبيب أعصاب ينصحهم به، وأنا لي تجربة معه بكريمتي التي أحالها إلى طبيب أعصاب واسمه قاسم الأصبحي.

جلسات العلاج
دخلنا منزل القارئ لنعرف ما الذي يحدث هناك وكيف يتم العلاج، وبمجرد دخولنا وجدنا النساء ينتظرن قدومه في غرفة صغيرة، ينقلهن منها إلى غرفة أعلى المنزل ليتم علاجهن، لكن هذه المرة لم تصعد المريضات بل صعدنا نحن أولاً لنلتقي الشيخ علي العبد، واحد من أبرز وأشهر القراء في المحافظة وبل وعلى مستوى المحافظات حيث يأتيه المرضى من لحج وعدن وصنعاء والضالع وأبين، وهو من متقاعدي المؤسسة العامة للإنشاءات .. يقول لنا واصفا جلسات العلاج: أقوم بإدخال خمس نساء مريضات وخمس مرافقات وأقرأ عليهن القرآن (آيات السحر والعين) ولمدة نصف ساعة، بعدها تبدأ التي بها مس أو سحر بالصراخ والبكاء والرعشة في أطرافها وقد يغمى عليها، وأما من لديهن صرع أو حالات نفسية لأسباب عضوية فأحيلهن للمتخصصين في طب الأعصاب، وأما اللواتي بهن السحر أو المس فأطلب من الجني الخروج منها أو أستمر بتعذيبه بالقرآن حتى يخرج.

خروج السحر
يصف لنا الشيخ علي العبد خروج السحر بقوله: بمجرد خروج الجان أصف علاجاً بالأعشاب يقرأ عليه آيات معينة احددها في ورقة، ويؤخذ العلاج، وبعض الناس يعودون إلي ويقولون إن هناك مسامير خرجت من بطونهم أو خيطاً به عدة عقد.

< وماذا عن الدجالين؟

- أنا أنصح الناس بعدم تصديقهم فالساحر لا يملك النفع ولا الضر، إنما ذلك بيد الله وحده.

< إلى أين يرحل الجان؟

- بعد خروج الجني من المريض لا يبقى له إلا المكوث في المنطقة التي خرج فيها، أو الرحيل إلى أي مكان، وعلى المريض أن يدوام على قراءة القرآن ويحافظ على الأدعية والأذكار (المساء والصباح). وشدد الشيخ على مسألة التوبة والصلاة والإيمان بالله.

المواطن عارف حيدان وطفله
المواطن عارف حيدان وطفله
مسؤولون كبار تم معالجتهم
الشيخ علي العبد خلال الخمسة عشر عاما يؤكد أن زيارة الناس وإقبالهم عليه هو الشيء الذي لا يريد أن يرائي به ولا يرغب في هذا الزحام والحشود التي تنتظره بقدر ما يريد الثواب والأجر.

ومن حديثنا معه اتضح أن هناك مسؤولين كبارا لجأوا إليه، وطلب عدم نشر أسمائهم فوافقنا بالرغم من معرفتنا بهم.

وذكر قصة لطبيب مخ وأعصاب في عدن كان لا يؤمن بعالم الأرواح، وعندما تعرض لحالة بكاء وضيق لفترة من حياته وتحديدا خلال ساعات دوام العيادة طلب العلاج بالقرآن فشفي تماما.

انتهى الحديث مع الشيخ فقررنا الرحيل، وعندما هممنا بذلك تهافتت مجاميع من النساء على الغرفة للدخول عليه للعلاج، فوجدنا حينها إجابة السؤال الذي وضعناه في بادئ الأمر.

خرجنا ونحن نأمل للجميع الشفاء ونتمتم بالأدعية والمحصنات ونحن نسير في المكان الذي تخرج إليه أرواح قدمت من مناطق متعددة من اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى