الصمت الرهيب

> «الأيام» أحمد علي معرجي/أبين

> المتأمل للواقع العربي ياسف لهذا الواقع الأليم الذي لا يحسد عليه، وما آلت إليه الامور من توهان وضياع، وأصبحنا الآن اشبه بفريسة تتهافت عليها الطيور الجارحة أو أرض فلاة يتسابق عليها الطامعون من اجل تقاسمها أو قطعة صلصال يحاول المتآمرون تشكيلها حسب هواهم.

فواعجباه من هذا الصمت الرهيب وهذا الخضوع لهذه الأمة التي أرست في الارض دعائم حضارة قديمة ضاربة جذورها في أعماق التاريخ، ونشرت في رحاب البسيطة ثمار علمائها الكبار في كافة المجالات، والتي لازال الكثير من البلدان الغربية ينهلون من مناهلها واعتبروها لبنة اولى لأساس ثقافي وعلمي لهم وأهم مفردات الدراسات العليا.

أما نحن فأصبحنا في خبر كان وأفلسنا من رصيدنا الثقافي والعلمي وعدنا إلى نقطة البداية، فبدلا من القضاء على آفة الأمية ازداد عدد الاميين في وطننا العربي فوصل العدد الى ما يقارب السبعين مليون أمي.

فيا ليت الأمر توقف عند هذا الحد بل وصل إلى حد التفريط في وحدتنا العربية فتتآمر قيادات بعض الدول على دول أخرى ويساندون الغزاه الناهبين لخيراتنا العاملين على تمزيق شعوبنا وتحويل بلداننا الى أقاليم دائمة الصراع وتعميق النزاعات فيما بين أبناء الوطن الواحد وتأجيج الفتنة الطائفية والمذهبية. أما يعلمون أنه سيأتي الوقت الذي يشعرون فيه بأنهم ذُبحوا يوم أن ذُبح الثور الابيض ووفقا للمثل القائل «إذا حلقوا لأخيك، بلّل شعرك».

يا لهذا الزمان المتقلب الذي جعل من بعض المتنفذين في هذه الأمة مبتهلين مكبرين بقدوم المحتل ويطبخون في مطبخه السياسي الكثير من المكائد والدسائس على اخوة لهم.

ماذا نسمي السكوت على الاقتتال الفلسطيني والتأييد المفرط لتمزيق وحدة لبنان ودعم الحبشة في دخول الصومال والاستماع بآذان صاغية للمؤامرات بشأن تفتيت وحدة السودان؟

أم أنهم اقتنعوا بكذبة بوش بأنه يتحرك وفق مشيئة الرب، وأنه سيأتي بالديمقراطية والحرية؟ أي ديمقراطية وأي حرية تلك التي جلبوها إلى العراق حاصدة لأرواح الابرياء وعادت بالعراق إلى الوراء وقُسّم الى أقاليم وأصبح الصراع بين الإخوة السني والشيعي، وزادت البطالة وتعددت فرق الموت .. هل هذا ما يعدون به؟ إذا كان أبسط العامة يعرف بهذا الزيف والخداع فما بالنا بحكمائنا العارفين بهذا، الفارشين الورود في طريقه، المحتمين بترسانته والمروجين له. فإذا كان الاحتلال مصيبة، فتآمر بعض العرب مصيبة أعظم فحذار حذار من الريح القادمة من الغرب، فاتعظوا قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى