مع الأيـــام ..الكويت ليست هذه الأقلام

> د. فارس السقاف:

>
د. فارس السقاف
د. فارس السقاف
ابتداء لا ينشد هذا المقال أي شكل من أشكال الرد على حملة بعض الأقلام الكويتية ضد اليمن واليمنيين وقيادته والتي تعيد إنتاج ذاتها الدفينة مرة بعد أخرى.. كلما قلنا عساها تنجلي قالت الأقلام هذا مبتدؤها.

لايمكن اعتباره ردا لأسباب أهمها:

-إن اليمن والكويت ترتبطان بعلاقة متجذرة في الأعماق ولا يمكن لحوادث عارضة مهما عظمت أن تغير من طبيعتها هذه. وإن هذا الاجترار للخصومة المفتعلة تدرك إفلاسها قيادتا البلدين، وإنها لا تشكل توجها بل رد فعل مبالغ فيه حد اللامعقولية لحدث لا علاقة لليمن وقيادته فيه، وهو لا ينتقص من أقدار اليمنيين وقيادتهم بل يزيدها رفعة.

- إن اليمن كرر توضيح مواقفه مراراً، وأحسب أنه أزال الالتباس، وأجلى الغموض.

- وأخيرا فإن محدودية من يتولى كبر مهمة النيل من اليمن وعجزهم عن توسيع دائرة مؤيديهم دليل افتقار طروحاتهم التي يلوكونها بالأسلوب ذاته للحجة والإقناع ناهيك عن صفة التعاطف فهي تحمل دحضها داخلها بمفرداتها المتجاوزة للواقع وللعصر بتحدياته الكبيرة المهددة لذواتنا الجمعية، وبما تقتضيه من الارتقاء بواجباتنا وخصائصنا.

يكفي أن نعرف أن الحملة يقودها على الدوام اثنان فقط وضد اليمن لا سواها رغم وجود عدد آخر من الدول يمكن أن يلتبس عليهما مواقفها ولكنها لا تتعرض لأي نقد (ولا نريدها أن تتعرض).

يظل غزو العراق للكويت العام 90م هو العلة للعلل التي تتمحور حولها حملة هذه الأقلام ضد اليمن، وكأنما اليمن هي التي قامت بهذا العمل الغبي الهمجي.

هل يعقل بعد كل هذه الأعوام المتطاولة القول بأن قيادة اليمن وقفت أو وافقت على فعل كهذا ولان عرف الفاعل واللاعبين وامتدادتهم الإقليمية والدولية.. ندع كل ذلك، ونجري وراء دولة في أقصى الجزيرة والخليج هي اليمن بما تختزنه من أصالة وحكمة وإرادة نهوض ومحبة لإخوانه العرب وبما تحاول أن تساهم به كعامل سلام وأمن للمنطقة.. إنها حملة تتجاوز حدود الفهم، ومنطق الأشياء.

مجاراة لعلة التهجمات وهي الغزو العراقي للكويت نتساءل لماذا عادت الحملة من جديد بعد إعدام صدام حسين مع أن تهمة الحكم بالإعدام ليست الغزو العراقي بل قضية الدجيل وهي من القضايا الداخلية البحثة (محاولة اغتيال) فلماذا تهاجم اليمن هذه المرة دون وجود العلة المدعاة القديمة الجديدة التي يرمونها دوما في وجه اليمن؟!

إن اليمن حين أبدت موقفاً فمرد ذلك لاعتبارات قالت بها مستنكرة دول عديدة منها مصر والسعودية وغيرهما تتعلق بالتوقيت والأسلوب وما صاحب التنفيذ.

إننا لن نُستدرج إلى الخوض في هذا الموضوع بلغة لا مسئولة ذلك أن إسالة مداد الأقلام من هؤلاء بإدراك منهم أو دون إدراك تنكأ الجراح، وتسيء إلى علاقة البلدين المقدر لها التجذر والتطور خدمة لمصالحهما ناهيك عن كونها تبذر فسائل الكراهية، وتؤسس لتاريخ قادم من الافتراق لهذا الجيل ولأجيال قادمة.

إن الكويت -لا ريب- ليست هذه الأقلام ولا تعبر عنها البتة.. الكويت تصوغ اليوم مستقبلا يتعافى من المعوقات، وتتقدم إلى الأمام لا تلتفت إلى الوراء.

واليمن في المقابل لا يمكن اختزاله في زعامة الرئيس علي عبدالله صالح لأنه فرد في أمة، وأمة في فرد ، وبالتالي فإن استهداف شخص الرئيس هو تعريض بعموم الشعب اليمني.

لقد كان اعتراض مقدم لبرنامج (زيارة خاصة) اللامع سامي كليب صائباً في معرض رده على السيد عبدالله بشارة الذي قرر ببساطة عدم أهلية اليمن ونظامه للاندماج في مجلس التعاون الخليجي حيث أكد ما معناه (إن الرئيس صالح يعبر عن شخصه وقد لمست التأييد الشعبي الذي يحظى به في الشارع اليمني، وهو يمتلك خبرة ..الخ).

هكذا قالها بمنطقية موضوعية.

هل نتوقف عن هذه المعارك الخطأ خدمة لبلداننا بدوافع المسؤولية والوشائح المشتركة.

إنني على يقين بتجاوز كل ذلك لثقتي بأن ما يجمعنا خيرٌ وأبقى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى