المصالحة الوطنية ضرورة ملحة

> د. صالح يحيى سعيد:

>
د. صالح يحيى سعيد
د. صالح يحيى سعيد
إن مصطلحات: المصالحة، الإصلاح، التصالح، تشير إلى إصلاح، معالجة، وإعادة ترميم أو بناء الشيء المادي أو المعنوي والجسدي أو المجتمعي الذي أصابه نوع من التدمير والتأثير السلبيين خلال أوقات قريبة وبعيدة المدى، وكان الفيلسوف اليوناني المشهور إفلاطون قد أكد منذ ما قبل الميلاد، أن الدمار تكون أسبابه داخلية بدرجة أساسية.

والآن فإنه نتيجة لصراعات سياسية ودموية حادة تشهدها العديد من المجتمعات والبلدان النامية والمتخلفة لأسباب سياسية وفكرية واقتصادية ونزعات فردية ومصالح شخصية. إن المسألة الرئيسية التي نود الحديث عنها في هذا الموضوع هي أن اليمن بشقيها الشمالي والجنوبي قد مرت بعدة صراعات خلال العقود الماضية سواء الأحداث المؤلمة التي جرت في عدن خلال يناير 1986م وفي صنعاء خلال أغسطس من عام 1968م وحربي 1972، 1979 م بين الشمال والجنوب، ثم حرب صيف 1994 المدمرة بين شركاء الوحدة. ولا أحد يستطيع تجاهل نتائج تلك الأحداث والحروب وما تركته من جروح دامية في قلوب الناس وشروخ عميقة في جسم الوحدة والوحدة الوطنية إضافة إلى الخسائر المادية والسمعة الخارجية، ومع ذلك يمكننا القول إن هذا يعتبر من خصائص البلدان المتخلفة والنامية وإن آثاره لما قبل الوحدة قد تلاشت إلى حد كبير لدى معظم الذين يريدون الخير لهذه البلاد الطيبة، ومع ذلك فإن مصلحة الوطن ومواطنيه ومستقبل أجياله القادمة تتطلب بالضرورة نسيان الماضي السلبي ودفنه إلى الأبد وعدم ذكره بهدف نبشه وإثارته من جديد، ولكن هذه الظاهرة الاجتماعية والسياسية بين أبناء الوطن الواحد تستدعى العمل الجاد من قبل الجميع لإجراء مصلحة وطنية شاملة تنهي الصراعات الحادة السابقة الدموية منها والسياسية والمعالجة العادلة لآثارها ونتائجها وخاصة مخلفات حرب صيف 1994م. وأعتقد أن هذه المسئولية الوطنية الكبرى تقع بدرجة أساسية على عاتق السلطة والمعارضة، وإن من بيدهم الإمكانيات وصنع القرار يستطيعون لعب الدور الحاسم مع الأخذ بعين الاعتبار أن ترك القضايا المهمة من دون حل يزيدها تعقيداً ويكلف حلها فيما بعد الشيء الكثير، كما أن إنجاز المهام التاريخية للشعوب يحتاج إلى الإقدام والتضحية والتسامح والتصالح من قبل الجميع، وكل عمل عظيم لا يمكن أن يصنعه إلا رجال عظماء، وتاريخ الإنسانية يشهد على ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى