المحطة الأخـيرة ..فقراء المساجد.. كرماء الله

> عامر علي سلام:

>
عامر علي سلام
عامر علي سلام
قال الإمام علي بن أبن طالب (كرم الله وجهه): «لو كان الفقر رجلاً لقتلته»! فماذا لو كان الفقر دولة ظاهرة؟ لا يمكن التعايش معها تجاوزت حدود الظاهرة وغدت بهذا الحجم والاتساع والشمول والحدة.. وحدة الفقر، فما أن تنتهي (أيها العيد المسلم) من صلاتك المفروضة في المساجد وتسلم (أمرك ودينك ورزقك ودنياك وآخرتك لله- راجياً أن يتقبل الله منك هذه العبادة) بقولك: السلام عليكم عن اليمين والشمال حتى تسمع أصواتاً تنبري بحدتها وطلبها وتوسلها، كل في جانب وفي أكثر من اتجاه في صحن المسجد وعند أبوابه!! حالات (تصعب على الكافر)، فما بالك أنت أيها المسلم.

ربما عزيزي القارئ الكريم - نقول ربما أن الفقر (كما قالوا لنا - جماعة مكافحة الفقر أو الحد منه) يعد ظاهرة اجتماعية اقتصادية بالحدود المعروفة.. والمعرّفة سلفاً من قبل علماء الاجتماع للظاهرة الاجتماعية وحجم انتشارها اليسير، ولكن عندما تتجاوز حدود الظاهرة، لتصبح للأسف مشكلة اجتماعية (متفاقمة- ومتنامية) تصبح قضية وطن وإنسان يعيش (للأسف) ويموت تحت سماء هذا الوطن!

مشكلة دولة ونظام سيظل يبحث البحث الجاد عن حلول ومعالجات لمواجهتها ولكن السؤال يتكرر(لمليون مرة وربما لعشرين مليون مرة) كيف.. وأين.. ومتى؟

في شبكة الأمان والضمان الاجتماعي- هذه الشبكة التي لم تقتصر إلا على المرحلين إلى مكاتب (البريد العام) بمعاش تقاعدي (لا يسمن ولا يغني من جوع)، وكيف نجدها؟ في أسوأ صورها العامة، عندما تؤرق أحوال الناس وتصل حتى إلى المساجد، وتثير سخطهم ووعيهم وإحساسهم بالخطر، وإنها مشكلة وطن وانسان لا لقمة عيش له فيه، أي وطن لك أيها الفقير؟! (إذا كانت لقمة العيش وطن)!!؟

إنها المساجد بيوت الله ملجأ الأيتام والأرامل والمساكين (أبواب الرحمن) كانت وستظل الملجأ الأخير لفقراء الأمة المحمدية (على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم) فقراء المساجد أرامل ونساء تعيل أسرا كبيرة.. أو شيخ عاجز طعن السن فيه والفقر عمراً أو مريض! وما أكثر أمراض العصر وأخطرها! أو عاطل عن العمل كلت قدماه في البحث عن قوت يومه لعله يكفيه.

ما أوحشك أيها الفقر والله حتى لو كنت امرأة!! يجوز لنا قتلك في هذا الزمان!!

ورحم الله الخليفة الأموي- حفيد الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)- عمر بن عبدالعزيز عندما كان يبعث بعمال له يطوفون البلاد، وفي أيديهم أموال يبحثون عن السائل والمحروم والغارمين والثكالى والمحتاجين!! فيعودون إلى بيت المال وفي أيديهم أكياس المال قائلين: لم نجد فيها محتاجا يا أمير المؤمنين.

ذلكم هو عمر بن عبدالعزيز (رحمه الله وأرضاه) كريم من كرماء الله، أسس للدولة أمانها وأمنها (فأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف بإذنه تعالى) فوافق خلافته، استخلف في الأرض.. فهل لفقراء المساجد.. لفقراء بيوت الرحمن من كريم مثله؟ أم أن دولة المساجد أصبحت من الموروث الديني القديم لتاريخ الدولة الإسلامية وعظمتها!!

فلكم الله فهو المستعان يا فقراء المساجد، ولكم الحسنات والأجر يا كرماء الله في بيوته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى