أمريكا تصف تصريحات بوتين بأنها كلام فظ من جاسوس

> ميونيخ «الأيام »كريستين روبرتس ومادلين تشامبرز:

>
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينظر الى وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس خلال مؤتمر ميونخ للسياسات الامنية
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينظر الى وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس خلال مؤتمر ميونخ للسياسات الامنية
رفض وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أمس الأحد اتهامات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للولايات المتحدة بأنها تسعى لفرض سطوتها على العالم ووصف هذه الاتهامات بانها كلام فظ من جاسوس قديم لكنه اوضح إنه من الضروري مواصلة التعاون مع موسكو.

وفي كلمة ألقاها بوتين أمام مؤتمر أمني في ميونيخ أمس الأول السبت قال بوتين إن الولايات المتحدة تجعل العالم مكانا أكثر خطورة بانتهاج سياسات تهدف إلى جعلها "السيد الوحيد." ووصف سناتور أمريكي الكلمة بأنها تنطوي على لهجة تذكر بفترة الحرب الباردة.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن تصريحات بوتين "أدهشته وخيبت أمله" وقال أوروبيون إنها صحوة من جانب روسيا التي اصبحت اكثر تصلبا بعد ان شعرت بقوة مؤخرا نتيجة لارتفاع أسعار صادراتها من النفط والغاز والمعادن. لكن البيت الأبيض وجيتس شددا رغم مخاوفهما على ضرورة التعاون مع موسكو.

وقال جيتس مدير المخابرات المركزية الأمريكية السابق أمام مؤتمر ميونيخ "الكثير منكم لديه خلفية في الدبلوماسية أو السياسة... أما أنا فلدي - مثل متحدثكم الثاني أمس (بوتين) - خلفية مختلفة تماما.. تاريخ طويل في أنشطة التجسس. واعتقد أن الجواسيس القدامى لديهم عادة التحدث بفظاظة."

وأثار جيتس بواعث القلق بشأن مبيعات الأسلحة الروسية ومحاولات موسكو "استخدام موارد الطاقة في القهر السياسي" وهي سياسات قال انها قد تهدد الاستقرار العالمي. لكنه استطرد قائلا "نواجه جميعا عديدا من المشكلات والتحديات المشتركة التي يجب التصدي لها بالاشتراك مع دول أخرى بما في ذلك روسيا." وأضاف "حرب باردة واحدة تكفي تماما."

كما ألقى وزير الدفاع الروسي سيرجي إيفانوف كلمة أمام المؤتمر وأكد إمكان التعاون بين الخصمين القديمين لمحاربة خطر جديد يمثله الإرهاب. وقال "نحن في حاجة لاستخدام كل جهود المجتمع العالمي لمواجهة الإرهابيين وتركيز جهودنا على المواقع الأكثر هشاشة." واقترح قطع قنوات تمويل المتشددين.

ويرسل الكرملين منذ عدة أسابيع تلميحات إلى أن بوتين الذي سيترك الرئاسة العام المقبل بعد ان قضى فترتي ولاية في السلطة يتأهب لالقاء كلمة رئيسية بشأن السياسة الخارجية ستحدد الطريق لخلفه.

وجاءت تصريحاته في ظل استمرار الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الحرب في العراق والطموحات النووية لايران وكوريا الشمالية.

كما تشعر روسيا بالقلق من خطط الولايات المتحدة لنشر نظام مضاد للصواريخ في جمهورية التشيك وبولندا تقول واشنطن إنه ضروري للرد على صواريخ تطلقها إيران وكوريا الشمالية لكن موسكو ترفض هذه الحجة.

وهاجم بوتين مفهوم العالم "أحادي القطبية" الذي يشير إلى الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى الوحيدة قائلا إن هذا المصطلح "يعني مركز سلطة واحد ومركز قوة واحد وسيد واحد." وقال "الناس تعلمنا دائما الديمقراطية لكن هؤلاء الناس الذين يعلموننا الديمقراطية لا يريدون ان يعلموها لأنفسهم."

ووصف السناتور الأمريكي جوزيف ليبرمان خطاب بوتين بأنه "استفزازي" و"ينطوي على لهجة تشبه حقبة الحرب الباردة."

وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلدت "يتعين علينا أن نجري حوارا مع روسيا لكن يجب أن نكون عمليين وواقعيين. يجب أن ندافع عن قيمنا."

وعبر وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتزنبرج بوضوح عن مخاوف بلاده قائلا إن تصريحات بوتين تظهر أهمية توسيع حلف الأطلسي كحلف عسكري عبر المحيط الأطلسي.

وقال في مؤتمر ميونيخ "علينا أن نتوجه بالشكر للرئيس بوتين الذي لم يبذل فقط عناية كبيرة للترويج لهذا المؤتمر أكبر مما كنا نتوقع وإنما أيضا لأنه أشار بجلاء وعلى نحو مقنع لماذا يجب توسيع حلف الأطلسي."

وتخشى جمهورية التشيك كغيرها من الدول الشيوعية السابقة التي انضمت للاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي من رغبة موسكو في أن تصبح قوة مهيمنة في أوروبا كما كانت في الحقبة السوفيتية.

وينفي بوتين أنه يسعى لمواجهة مع الغرب ويقول إن سيطرة الولايات المتحدة في عالم ما بعد الحرب الباردة لم تجعل العالم أكثر أمنا وإنه لا بد من مراجعة النظام العالمي كي يأخذ في اعتباره مراكز القوة الجديدة مثل الصين والهند وروسيا.

وقال محللون سياسيون إن بوتين أراد أن يجعل من سيخلفه والمقرر انتخابه في مارس عام 2008 يسير على نهجه ويسعى لوضع خطوط إسترشادية للسياسة الخارجية على المدى البعيد.

وتتراكم منذ سنوات شكاوى روسيا من عالم ما بعد الحرب الباردة وتلعب لهجة بوتين المتشددة على وتر حساس لدى الروس الذين يشعرون بأنهم إما يجري تجـاهلهم أو أنـهم مستهدفون على نحو ظالم.

وقال جليب بافلوفسكي وهو محلل سياسي مرتبط بشدة بالكرملين لوكالة انترفاكس للأنباء "هذا يشير إلى أن روسيا ناضجة بما يكفي لأن تقول (نعم) و (لا) في العالم." رويترز...شارك في التغطية مارك جون في ميونيخ وأوليج شيدروف في موسكو

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى