> كشفت المرشحة الاشتراكية للانتخابات الرئاسية الفرنسية سيغولين رويال أمس الأحد عن برنامج يقوم على مضمون اجتماعي قوي في خطاب اعتبره معسكرها حاسما في مواجهة تقدم زعيم اليمين نيكولا ساركوزي.

وقبل عشرة اسابيع من الانتخابات وعدت رويال (53 سنة) المرشحة لتكون اول امرأة في سدة الرئاسة الفرنسية، ب"الكفاح" و"الفوز" لدى عرضها "ميثاقها الرئاسي" المؤلف من مئة بند.

وتعهدت المرشحة التي حضرت مرتدية سترة حمراء بان "السياسة معي لن تتم ابدا بدونكم بعد اليوم".

وقالت "حان الوقت لاقول لكم كيف اعتزم معالجة هذه الازمة التي تقوض مجتمعنا"،وسط تصفيق الاف الناشطين (15 الفا بحسب المنظمين) الذين رددوا "سيغولين رئيسة" وهتفوا "انتصرنا" تذكيرا بالهتافات التي اطلقت عند فوز فريق كرة القدم الفرنسي بكأس العالم عام 1998.

ونددت المرشحة الاشتراكية ب"فرنسا التي يتركونها لنا" في اشارة الى اداء الحكومة اليمينية.

وبعد ان اتهمت بالابتعاد عن المشروع الاشتراكي او التصرف بمضمونه، اعلنت رويال اجراءات تندرج بوضوح في الخط اليساري.

وتعهدت برفع الحد الادنى للاجور الى 1500 يورو (حوالى 1250 يورو حاليا) وبرفع معاشات التقاعد المتدنية، كما وعدت باقرار اعانة للشبان الذين لا يملكون موارد وبضمان المسكن مدى الحياة وعناية طبية مجانية للقاصرين دون السادسة عشرة.

واضافة الى هذه الافكار قدمت اقتراحات هي موضع جدل في معسكرها، منها اقامة "مراكز تربوية يمكن تعزيزها اذا دعت الحاجة بعناصر عسكرية" بهدف "ابعاد القاصرين عن الانحراف" وانشاء "لجان مواطنين" تكلف تقويم اداء المندوبين المحليين المنتخبين.

واتخذت رويال مسافة من تعميم دوام العمل الاسبوعي من 35 ساعة الذي يمثل ابرز الاجراءات المطروحة من الاشتراكيين، فاكتفت باقتراح التفاوض من اجل "ترسيخ هذا المكسب" و"الحد من نتائجه السلبية".

وعلى صعيد الهجرة، ايدت فرنسا "ملونة وهجينة"، فرنسا "تقبل نفسها كما هي وكما اصبحت".

وشددت على "الوضع الملح" في الاحياء الحساسة محذرة من قيام "اضطرابات بالغة العنف" بعد موجة اعمال العنف التي عمت ضواحي المدن الكبرى الفرنسية في خريف 2005 "اذا لم تتخذ اي اجراءات".

كذلك دعت الى ان تكون فرنسا نموذجية على صعيد حماية البيئة وان "تعود الى طاولة اوروبا" بعد رفض الدستور الاوروبي في استفتاء عام 2005، مقترحة بهذا الشأن "التفاوض في معاهدة تاسيسية تطرح في استفتاء".

ومن الشعارات الجديدة التي ترفعها سيغولين رويال في حملتها "فرنسا ستكون اكثر قوة اذا كانت اكثر عدلا".

وشكل مهرجان أمس الأحد النقطة المحورية في حملة بنتها المرشحة على "مناقشات تقوم على المشاركة"، وفق المفهوم الذي اطلقته وبات عنوانا لبرنامجها.

غير ان عددا من القادة الاشتراكيين اعتبروا ان مسار الحملة كان بطيئا جدا ما اعطى انطباعا بالتلعثم وترك حرية التحرك لمرشح اليمين نيكولا ساركوزي الذي ضاعف نشاطه.

وتتوقع جميع استطلاعات الرأي التي جرت منذ 14 كانون الثاني/يناير يوم اعلان الاتحاد من اجل حركة شعبية ترشيح ساركوزي، فوز المرشح اليميني. واعتبر الفرنسيون ايضا انه يقوم بحملة انتخابية افضل من حملة منافسته.

وهزأ ساركوزي من مفهوم "المشاركة" الذي تتمسك به سيغولين رويال معتبرا انه يمثل "اقصى درجات التخلي عن السياسة".

وجمع ساركوزي الاحد لجانه الداعمة في باريس ليقترح "ميثاقا جمهوريا" على الفرنسيين، سعيا منه لمنع سيغولين رويال من احتكار اضواء الاعلام بمهرجانها اليوم (أمس)، فيما اعتبر المتحدثون باسمه ان المرشحة الاشتراكية عرضت "جدولا لكنها ما زالت تفتقر الى الرؤية".

واتهم المسؤول الثاني في اليمين المتطرف برونو غولنيش سيغولين رويال ب"انتقاد (..) وضع ساهمت في قيامه" مذكرا بان "دعاة العولمة البديلة يأخذون عليها اعتماد خطاب يساري مقرون باقتراحات ليبرالية والزعيمة الشيوعية ماري جورج بوفيه تاخذ عليها ايضا عدم تقديم مشروع يساري". (أ.ف.ب)