في حفل تأبين للفقيد اللواء الركن عمر علي العطاس ..خط الفقيد بأنامله صفحات مشرقة في سفر اليمن الخالد سيظل وهجها هديًا لنا

> «الأيام» عبدالقادر باراس:

>
جانب من الحفل التأبيني
جانب من الحفل التأبيني
أقامت وزارة الدفاع صباح أمس بمنتجع ونادي العروسة بمدينة عدن، حفل تأبين للفقيد اللواء الركن عمر علي العطاس,وفي بداية الحفل ءلقى الاخ أحمد الضلاعي الوكيل المساعد لمحافظة عدن، كلمة قال فيها:«كان الفقيد رحمه الله عزيزا علينا جميعا وقائدا فذا في أداء واجبه الوطني خلال مسيرة حياته، وكان له أدوار مشرفة في مختلف الفترات والحقب التي عاشها أثناء أداء عمله، وحضورنا لهذا الحفل جميعا يدل على ما تركه الفقيد من علاقة جميلة وصادقة مع اخوانه ومحبيه»،

بعد ذلك ألقى الاخ العميد أحمد سعيد بن بريك، مدير دائرة الرقابة والتفتيش بوزارة الدفاع، كلمة الوزارة قال فيها :«أنقل تحيات وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الاركان العامة، حيث كلفت بالنيابة عنهم لأشارك في حفل التأبين ».

ومضى قائلا:«لن أضيف أكثر مما قيل عن الفقيد، لكن أؤكد ان حضوركم في المساهمة لتأبين هذا الهامة من هامات القوات المسلحة تقديرا لدوره الفعال في بناء القوات المسلحة»، ونقل في ختام حديثه مواساة وزارة الدفاع لأسرة الفقيد، منوها بأن وزارة الدفاع ستتبنى اصدار كتاب خاص يحمل ذكريات الفقيد وأصدقائه وأحبائه خلال الشهر القادم .

كما تحدث عن أسرة الفقيد الاخ د. سالم حسن العطاس، قائلا :«نعرب عن عظيم امتناننا وجزيل شكرنا لفخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح، والى كل الخيرين الاوفياء الذين أعربوا عن مواساتهم لنا في مصابنا الجلل الذي كان له أبلغ الاثر في نفوسنا، وتقديرنا وشكرنا ايضا لكل من أسهم وشارك في اقامة هذا الحفل التأبيني للفقيد، وهو صورة حية صادقة ولمسة وفاء، سيظل وقعها مؤثرا في نفوسنا ما حيينا».

وقال:«لقد ترجل الفقيد عن صهوة هذه الدنيا الفانية في العشرين من ديسمبر الماضي في قاهرة المعز بعد حياة حافلة، أفنى جلها خدمة وطنه، منذ ان التحق بالخدمة العسكرية في عام 1958م وهو يعد صبيا يافعا وحتى رحيله».

وأضاف قائلا:«ان سبر سيرة الفقيد النضالية والغوص في لججها والبحث عن دررها الانسانية لأمر لا يتسع زمن هذه الاحتفالية لسردها، كما ان التذكير بمناقب وشمائل هذا الطود الانسان كثيرة، كثرة الخيرين في وطني، وحسبي ان أصف لحظات الوداع الاخيرة في مدينة المكلا فهي تحمل أبلغ الدلالات الانسانية على حب الناس له، وما تلكم الآلاف المؤلفة التي احتشدت في لحظات وداعه الاخير تهلل وتذرف دموعا صادقة وفية الا أبلغ صورة معبرة عما كان يتمتع به من شمائل انسانية خيرة وحينها فقط أيقنا ان هذا الانسان لم يمت، وحينها ايضا ازداد شعورنا مرارة بفقدانه، وحسبي ان أذكر هذا الجمع الخير بحديث سيد البرية محمد - صلى الله وعليه وسلم - وهو: «من أحبه الناس أحبه الله» .

واختتم بالقول :«ان المصاب جلل والخطب عظيم وعزاؤنا هو ذلك الارث والمواقف الانسانية التي تركها بعده، وكذلك ما استشعرناه نحن أسرته المكلومة من لمسات ومواقف وفاء صادقة من بسطاء هذه الامة ومن صفوتها. كما ان فقيدنا قد خط بأنامله في سفر اليمن الخالد صفحات مشرقة سيظل وهجها هديا لنا ولأجيال قادمة، كما ان عبق وأريج ذكراه سيظل يضمخ مجالسنا ما عشنا على هذه البسيطة».

بعد ذلك ألقى الاخ اللواء الركن خالد ابوبكر باراس، أحد رفاق الفقيد وأصدقائه المقربين كلمة ضافية، تناولت انتماء الفقيد لأسرة عريقة وكريمة والمعروفة برجالها المصلحين عبر قرون من الزمن، حيث أنجبت فقهاء وعلماء دين ورجالا مصلحين بين الناس وأدباء وشعراء، لما لهم من خبرة واسهامات جليلة وفعالة .وتناول بدايات نشأة الفقيد في أسرة ريفية فقيرة في قرية حصن باقروان بمديرية حجر بمحافظة حضرموت، وما مر به الفقيد من ظروف قاسية في البحث عن عمل لتوفير لقمة العيش، وكذا التحاقه بالخدمة العسكرية في جيش البادية الحضرمي عام 1959م وهو لم يتجاوز 16 عاما، ونوه بدور نشاطه النضالي من أجل نيل الحرية والاستقلال ،متحدثا عن قدرات الفقيد وكفاءاته وتفانيه في العمل حيث قال: «لاحظت انه كان يتميز بشدة في الانضباط اثناء تأدية مهامه عن البقية ممن عرفتهم».

واستعرض أهم المراحل التي مر بها الفقيد منذ تعيينه بقرار جمهوري قائدا لسلاح المدرعات في جيش اليمن الديمقراطية الشعبية في بداية عام 1970م، ومن ثم التحاقه مباشرة بالدراسة الاكاديمية العسكرية السوفيتية للمدرعات وتخرجه بامتياز عام 1974م، ومواصلة قيادته لسلاح المدرعات، وأبرز خلال أعماله قدراته القتالية ومواهبه القيادية قائدا عسكريا، وشهد أثناء توليه قيادة سلاح المدرعات اعادة بناء شاملة للقوات المسلحة بمختلف قطاعاتها وتشكيلاتها المختلفة، الى جانب اعداد وتأهيل الكادر القيادي بالعناية والاهتمام الخاص حتى أصبح الطاقم القيادي في الوزارة وقادة القوى والاسلحة جميعهم من خريجي الاكاديميات نتج عنها تخرج كوكبة بارزة من القيادات العسكرية المؤهلة والمجربة وكان الفقيد واحدا منهم.

وتطرق الى مسيرة الفقيد اثناء توليه موقعا قياديا مهما في وزارة الدفاع إذ عين في عام 1981م نائبا لرئيس هيئة الاركان العامة لشؤون العمليات والتدريب، وهي المرحلة التي تعد استمرارا فعليا للمرحلة التي سبقتها، فقد أحسن الفقيد العطاس استغلال الفرص المهيأة له لإثبات قدراته وكفاءاته، فلمع اسمه قائدا عسكريا ماهرا من خلال اشرافه المباشرعلى أهم الانشطة والفعاليات التدريبية والقتالية للقوات المسلحة، وتم خلال هذه المرحلة الانجاز الفعلي التام لبناء هذه القوات التي وصفت في ذلك الوقت انها قد وصلت الى أعلى درجات الاعداد القتالي والتسليحي حسب تقديره. كما اشتهر الفقيد خلال السنوات اللاحقة وحتى قيام دولة الوحدة بالكثير من الاعمال المثمرة وخاصة اعادة لملمة صفوف القوات المسلحة بعد كارثة أحداث يناير 1986م المؤلمة وشارك الفقيد بحكم موقعه القيادي في وزارة الدفاع وعضويته في اللجان العسكرية قبل اعلان الوحدة بفترة وجيزة، وساهم في عملية انتشار القوات المسلحة للشطرين كقوات موحدة لليمن الموحد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى