دوعن

> «الأيام» د.جنيد محمد الجنيد::

>
لمملكة الشهد دوعن خارطة

علق الشعراء مدائح أنسابهم

أيمن.. أيسر وديانها

أسرجوا خيلهم

وأضاءوا الزمان فروسية

لم يزل وشمها نابضا في الدروب التي

ستظل بإيقاع أيامهم.

ودوعن مملكة..

أمس كنت بواحاتها

أتقصى الطريق إلى سكن الأولين

تصفحت ريبون تحت ركام الرمال

فانبثق الصخر

أكثر من ألف نقش

لريبون صورتها

في تراجيع ناي لراع قديم

عليه بقايا زخارف صلصال آنيةٍ

ومباخر عطر لبان

وريبون أولى المدائن

أنموذج للحضارة في حضرموت

وريبون لاذ بها الأقدمون

لكي تطمئن بمبعد (سين) قرابينهم

وريبون راعية النسوة الزائرات لها

بالنذور.

ودوعن خضراء..خضراء

من صبوات النخيل ومن شجر النبق زينتها..

من حقول الغيوم تهب نسائمها..

ومن سحنات رجال اليواقيت

تبدو بأبهى أناقتها

ودوعن خضراء..خضراء..

أجمل مستوطنات لأشعارنا

منذ أن نفخ الله في الخلق

روح الكلام الجميل

ودوعن خضراء..خضراء..

أمس وقفت على رأس صيلع

وافترشتني السماء قصائد في سفحه

فرأيت امرأ القيس يكتب دمون

في فلك أبجدي معلقة من عسل

ويطلق نشوته ويقول لنا غدنا

فقلت له:

يا بن كندة كيف رأيت البلاد؟

فقال:

كما يقرأ العاشقون قصائدهم في الغياب

وقلت له:

كيف كان الوقوف على طلل الدار؟

حدق في زمن وتلمس جدران ذاكرة..

قال: لا فرق إلا المطالع والقافية

أشار لعندل..

قال: هنا فرسي راكض نحوها

وسيفي يعلو بمقبضها

وهذي ظلال رماحي تدل عليها

بعندل كرٌ وفرٌ ويوم طويل من الغزوات

وها هي بعض الندوب على جسدي

قلت: لكنها الآن تدخل مملكة الشهد..

قال : بدوعن كل الدروب تؤدي

إلى غزل وعسل

وكل الأماكن يزهر فيها الهوى

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى