> أحيت مساء الأربعاء الماضي القافلة الثقافية القادمة من محافظة ذمار في مقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن فعالية تعد تواصلاً لأمسية عصر اليوم نفسه في منتدى الصهاريج، حيث عقدت محاضرة عن تاريخ ومعالم الحضارة والآثار التاريخية في ذمار في مراحل تعاقب تاريخي وثقافي ألقاها الأخ علي السنباني، وتأتي هذه الفعالية ضمن خطة مركزية سنوية أقرتها الأمانة العامة للاتحاد ممثلة بإدارة العلاقات الداخلية وذلك لتنظيم قوافل ثقافية تتبادل الزيارات في إطار أنشطة معدة تسبقها أعمال تحضير وإعداد وتنظيم وتشكيل لجان متخصصة للتنظيم والتنسيق متزامنة مع إقامة مهرجانات الفروع التي تشكل ظاهرة لاستقلالية عمل توابع الاتحاد وليست أداة للتحكم بتسيير نشاط الفروع مركزياً.

وفي كلمة التقديم أشار الشاعر شوقي شفيق إلى أن أدباء عدن يحتفون بهذه القافلة التي تتعدد فيها المواهب وتتفرد، محيياً هذا القدوم وهذا التواصل لأخوان لنا من ذمار بلمع هذه الكوكبة الحاشدة لمشاركين في مجال الرقص، والشعر، والغناء والإنشاد معبراً عن بهجة الفرح بهذا الحضور رغبة في اللقاء والتعرف على أصوات الفن والأداء الإنشادي والشعر الذماري البديع قائلاً في الأخير: والآن أترك هذا المقام للدكتور عبدالمطلب أحمد جبر المسؤول الثقافي في الأمانة العامة ليقول كلمته في هذه المناسبة.

وفي مستهل حديث الأمين الثقافي للاتحاد أعرب من شكره للأمانة العامة على مواصلة العزم والإصرار على تنفيذ فكرة القوافل الثقافية التي تأتي على خلفية تجربة سابقة كانت قد بدأتها الأمانة بتنظيم قافلة تحركت قبل 4 سنوات من حضرموت إلى الحديدة بدعم من السلطات المحلية في المحافظة، مشيداً بفرع الاتحاد في عدن على حسن الإعداد والتنظيم مصححاً أوجه الاختلالات، ممتناً من تحقيق أهداف القافلة، وأوضح أن هذا التواصل يأتي بناءً على قرار تدشين الأمانة للتعريف بكنوز الإرث الثقافي وطقوس العادات، والشواهد المادية، لتاريخ وحضارة اليمن، ممتلئاً بشعور الفرح حين خاطب الحضور:«إننا نحتفي بكم في هذا اللقاء المثمر بما تجود به ذمار من ثراء الروح والمكان والحضارة وإننا عندما نراكم هذه الليلة نحتفل بأبي هاشم عبدالملك الذماري وبالمدرسة الشمسية، وبالجامع الكبير، وبمدينة المواهب، ومسجد المطهر وبالرحال اللغوي أبو نزار الحضرمي الصنعاني الذماري وبيوت آل البيت الكرام»، وأضاف: «يسرنا أن نقدمكم تقديماً إبداعياً هذا حقكم علينا، وإن شد الرحال إلينا بمشقة وكلفة الانتقال ماهو إلا فاتحة للتواصل الأدبي والروح العامر».

ثم ألقى الشاعر مبارك سالمين رئيس فرع الاتحاد في عدن كلمته الترحيبية ابتدأها بالبسملة، وأعقبها بالترحيب بهذا الحشد الأدبي الذماري ، ثم قال:«إننا أردنا رسم هذا المشهد الثقافي وأن ما انتقص من عناصر عدم اكتمال لصورة هذا المشهد ربما مرده إلى القصور في أدوات التنظيم أو للآلية التنفيذية لتسيير هذه الأنشطة المقامة في الفروع رغم الحضور الفاعل لعامل الخبرة عند البعض وقلة الخبرة والاستعدادات لاستقبال هذه الأنشطة عند البعض الآخر»، مستدركاً بالقول: «إننا كنا نريد مشهداً رفيعاً للاحتفاء بقدوم هذه الكوكبة الآتية من محافظة ذمار من عنس، والحداء، وقاع جهران من كل تقسيماتها الإدارية وعندما نستقبلكم نرى فيكم البردوني ورموز ذمار في تعاقب ثقافي، ذمار صناعة التاريخ والفرح المحافظة البطلة، محافظة القيعان، والمقتنيات الأثرية، والمساجد، والمدارس العلمية، ذمار المحافظة الجبل والأثر»، مختتماً حديثه بالقول: «إننا نريد أن ننظم أنشطتنا على قدر من كفاءة الإدارة والجودة والإعداد»، معلناً عن لحظة الفرح في هذا الزمن الوحدوي الرائع لإحياء ليلة من ليالي عدن الثقافية.

وبعد ذلك بدأت فعاليات الأمسية بتقديم فقرات إنشادية من أداء مجموعة من المنشدين فيها نفحات ربانية تميزت بأداء متميز نال إعجاب الحضور، وتلاها إلقاء عدد من القصائد كانت أولها قصيدة بعنوان «تناقضات» ألقاها الشاعر مراد عيسى، وقصيدة «غرغرة الندى» للشاعر عبدالرحيم البازلي، وقصيدة أحمد الطرس بعنوان «ماذا تقول القصيدة» وقصيدة لعبدالحوذي «الموت في بحر عدن شهادة» و«مرضعة الندى» للشاعر عبدالله عصيه، كما ألقى الشاعر محمد الموشكي قصيدة نقتطع منها:

مرة داهمني الشعر

وفي الحلم رأيت

صورتي في كل بيت

ضاحكاً.. والناس حولي

وأمامي ما اشتهيت

ورأيت.. ورأيت

وكأني قد تجاوزت همومي، ونسيت

آهة الحزن التي

أسمعها.. في كل بيت

وكأني صرت حراً

أينما شئت مشيت

واختتمت هذه الأمسية بتقديم تشكيلات من الرقص الشعبي الذماري،ثم كلمة رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع ذمار شكر فيها قيادة سكرتارية فرع عدن على التعاون في إنجاح أهداف هذه القافلة داعياً إلى تكامل الجهود والتنسيق في تنفيذ البرنامج المعد من قبل الأمانة العامة للاتحاد.

حضر هذه الأمسية حشد من الأدباء والمثقفين من مديريات محافظة عدن.