مقتل 60 في انفجار سيارات ملغومة ببغداد رغم حملة أمنية

> بغداد «الأيام» كارلوس باريا وروس كولفين :

>
مكان الانفجار
مكان الانفجار
انفجرت سيارتان ملغومتان في منطقة تجارية مزدحمة في حي ذي أغلبية شيعية في بغداد أمس الأحد مما أدى إلى مقتل 60 شخصا وهو اكبر عدد من الضحايا في هجوم واحد منذ ان بدأت القوات الامريكية والعراقية حملة امنية في المدينة قبل خمسة أيام.

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد أشاد يوم الجمعة بما وصفه "بالنجاح الباهر" الذي حققته عملية فرض القانون في الحد من العنف الطائفي الذي حول شوارع العاصمة الى ساحات قتل.

لكن القادة العسكريين الأمريكيين الذين يضعون في اعتبارهم فشل حملة مماثلة الصيف الماضي كانوا أكثر حذرا وحذروا من أن أي تراجع في مستوى العنف قد يكون مؤقتا ريثما يعدل المسلحون أساليبهم للتصدي للاستراتيجية الجديدة.

وقالت الشرطة ان سيارتين انفجرتا في تتابع سريع بالقرب من منطقة تسوق مخصصة للمشاة في حي بغداد الجديدة ذي الاغلبية الشيعية في شرق بغداد مما أدى إلى مقتل 60 شخصا وإصابة 131 اخرين.

وذكر كارلوس باريا وهو مصور لرويترز يرافق وحدة عسكرية أمريكية كانت في المنطقة أنه رأى سبع أو ثماني جثث في الشارع بعد الانفجارين اللذين قال ان أحدهما وقع بعد الاخر بعشر ثوان وعلى بعد 100 متر منه.

وقال باريا "شاهدت رجلا عمره نحو 50 عاما. وكان يحمل جثة صبي بدا في العاشرة من عمره. كان يمسكه من يد وساق ويصرخ."

وشوهدت جثة رجل يرتدى بذلة رسمية قرب سيارة مرسيدس سوداء وقد اخترقت شظية رأسه. وأدى أحد الانفجارين إلى تدمير جزء من مبنى مؤلف من طابقين.

وقبل ذلك بنحو 15 دقيقة توقفت دورية مشتركة من القوات الأمريكية والشرطة العراقية لكي تلتقط الصور لأفرادها معا في الجهة الاخرى من الطريق حيث انفجرت القنبلة الثانية.

وتعرضت أسواق بغداد لسلسلة من التفجيرات بسيارات ملغومة منذ بداية العام. وقتل نحو 71 شخصا قبل اسبوع في سوق الشورجة لتجارة الجملة مما دفع الجنرالات الامريكيين الى النظر في اقامة أماكن مخصصة للمشاة في الأسواق الأكبر.

عراقيون ينقلون احد القتلى بالعربة
عراقيون ينقلون احد القتلى بالعربة
وقتلت قنبلة ثالثة أمس الأحد شخصين عندما انفجرت بالقرب من نقطة تفتيش للشرطة في مدينة الصدر معقل ميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والتي يلقي زعماء العرب السنة على عاتقها المسؤولية عن كثير من حوادث القتل الطائفي التي تنفذها فرق إعدام.

غير ان سكان مناطق مثل مدينة الصدر وبغداد الجديدة ينظرون الى جيش المهدي باعتباره القوة التي تحميهم من هجمات كالتي وقعت أمس,ومنذ بدء الحملة يتجنب افراد ميليشيا جيش المهدي لفت الانتباه اليهم ولا يظهرون في الشوارع حاملين اسلحتهم. ومن المحتمل ان مفجري القنابل سعوا للاستفادة من ذلك.

ويقول الجيش الامريكي ان الصدر نفسه فر الى ايران رغم نفي ايران لهذا الامر مجددا أمس الأحد. ويصر مساعدون لمقتدى الصدر على انه ما زال في العراق.

وقالت الشرطة العراقية ان القوات البريطانية اشتبكت مع رجال مسلحين باسلحة رشاشة وقذائف صاروخية في معقل لجيش المهدي بمدينة البصرة في جنوب العراق أمس الأحد وقتلت ثلاثة على الاقل من المسلحين.

واندلعت المعركة خلال حملة يقوم بها ثلاثة الاف جندي عراقي وبريطاني في المدينة لوقف اعمال العنف التي تقوم بها عصابات اجرامية وميليشيات شيعية متنافسة. وهذه الحملة مرتبطة بالحملة الامنية في بغداد.

فتى عراقي يبكي امام جثة احد القتلى
فتى عراقي يبكي امام جثة احد القتلى
وتراجعت الهجمات الطائفية بشكل نسبي في العاصمة منذ أن بدأت يوم الأربعاء الماضي رسميا عملية فرض القانون التي ينظر اليها على أنها محاولة أخيرة لتفادي انزلاق العراق إلى حرب أهلية شاملة بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية.

ويقول الجيش الامريكي ان الامر سيستغرق منه عدة أشهر لمعرفة ما اذا كانت الحملة ناجحة. لكن محللين يقولون انه سيكون من الصعب وقف الهجمات بالسيارات الملغومة والتي تعتبر السلاح المفضل لدى المسلحين السنة.

ويوم أمس أعلنت الشرطة العثور على خمس جثث فقط بها آثار تعذيب وأعيرة نارية في بغداد أمس الأول ويأتي هذا مع ما يتراوح بين 40 و50 جثة كان يعثر عليها يوميا عادة.

وهذا من أدنى أعداد الجثث التي عثر عليها منذ أن أدى نسف مزار شيعي في مدينة سامراء قبل عام الى موجة من العنف أودت بحياة عشرات الالاف.

وأبلغت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الزعماء العراقيين أمس الأول بأنه ينبغي لهم ان يستغلوا تراجع العنف للمضي قدما في عملية المصالحة الوطنية.

وقالت الولايات المتحدة مرارا إنه لا يوجد حل عسكري للعنف في العراق وأن تراجع العنف يجب أن يرافقه تقدم سياسي نحو المصالحة بين الأطراف المتحاربة في العراق. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى