هل من مدّكر؟

> «الأيام» عفان محمود العقربي - عدن

> وما التأنيت لاسم الشمس عيب ** ولا التذكير فخر للهلال .. جاد الزمان على أرض السعيدة بالعديد من الحكام والزعماء الذين سينقش التاريخ أسماءهم بأحرف من نور وسيخلد ذكراهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ومن هؤلاء الزعماء امرأة لنا الفخر والعز أنها في يوم من الأيام حكمت هذه البلاد الطيبة فكانت مثالا منقطع النظير لما تحلت به من صفات وملكات جمة قلما تتوفر في وقتنا الحاضر، إنها امرأة اليمن الحديدية التي استطاعت قهر كل متطاول جبار من الخارجين عن النظام والقانون فلم تدع لهم الحبل على الغارب للعبث والسيطرة على مقدرات وموارد الأمة والاعتداء على حرمات وممتلكات المواطنين، ولم يكن لرجال الامن حينها أي دور إضافي يتعدى الحفاظ على السكينة العامة، على النقيض تماما للواقع المعاش.

إنها امرأة بألف رجل ومهما قيل فيها فلن يوفيها ولو الجزء اليسير مما جادت به على هذه البلاد الطيبة التي اعترفت بقدرها فلم تبخل عليها بعطائها. إنها أروى بنت احمد بن يعفر الصليحي التي سميت كذلك (ببلقيس الصغرى) لرجاحة عقلها وحسن تدبيرها للأمور ، فبعد انتقالها هي وزوجها من صنعاء الى جبلة غرب إب أوكل إليها أمر تدبير الملك وقد حكمت البلاد اليمنية وقبضت على زمام الأمور في البلاد بيد من حديد ما يقرب من نصف قرن، ضاربة أروع المثل في الحزم والثبات والحكمة والعدل، والتي باتت فردوسا مفقودا في يومنا الحالي.

وكان لها إلى جانب هذا مكانة عالية من الفضل والأدب والمعرفة والدهاء وسمو التفكير، ولها محاسن كثيرة وأعمال خيرية جليلة لا تزال شواهدها باقية إلى يومنا هذا وكانت متبحرة في علم التنزيل والتأويل والحديث الثابت عن الائمة والرسول الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه، وكان الدعاة يتعلمون منها وراء ستر ويأخذون عنها ويرجعون إليها، أي أنها جمعت بين الدارين الدنيوية والأخروية في آن واحد، وقد تميزت بالصلاح والتقوى والخبرة الواسعة والمعرفة الفائقة بأحوال الناس التي أصبحت مقصورة على فئات بعينها مما ساعدها على إدارة شؤون بلادها في ظروف سيئة أحاطت بها واستطاعت بحنكة واقتدار، في حين يعجز القيام بما قامت به في زمننا رغم الفارق الكبير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى