لماذا فتحتم النار على جامعة عدن؟

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
يقف الأكاديميون في جامعة عدن ومعهم الطيبون من أبناء المجتمع المدني على أطراف أصابعهم في مواجهة تداعيات حرب صيف 94 . رأيت بأم عيني شبح هذه التداعيات وهي تطل بقضها وقضيضها على جامعة عدن، ديوانا وكليات، مضمونا وتداعيات.

أفهم ويفهم غيري أن الإدارة عندنا قائمة على قاعدة «سمعا وطاعة يا مولاي» وهي إدارة متخلفة ساقت وتسوق البلاد إلى المراتب الدنيا في مؤشرات التنمية البشرية والفساد وغيرها من المؤشرات التي تصدر من منظمات دولية وإقليمية (خذ مثلا التقرير الاقتصادي العربي الموحد والبنك الدولي وغيرها)، وبسبب هذا التخلف ظلت الجامعات تعاني إرباكا في أدائها لسنوات طويلة ولم تتمكن من إرساء تقاليد أكاديمية رغم التراكم الكمي والكيفي لجامعتي عدن وصنعاء الذي تجاوز الـ 35 عاماً.

أفهم ويفهم غيري أن الإدارة عندنا لم ترتق بعد إلى مستوى يمكنها من «إدارة الأزمات»CRISIS MANAGEMENT ويقاس رقي الدول بامتلاكها تلك المزية ، وأفهم ويفهم غيري أن «الوقت» في هذه البلاد لا يحظى بأي اعتبار، حيث ترى مواطنين متكدسين عند باب هذا المسؤول أو ذاك لأنه «يوم المقابلات» فيفاجأ المساكين بأن المسؤول عنده اجتماع مع مسؤول أكبر منه، لأن المسؤول الكبير في هذه البلاد يوازي بقوته وأهميته شعبا بأسره، فالمجتمعات الراقية التي حققت وتائر عالية في النمو وأصبحت من مجتمعات الرفاه والرعاية لم يتحقق لها ذلك إلا لأنها اعتمدت في قاموسها مفردة «إدارة الوقت» TIME MANAGEMENT.

أفهم ويفهم غيري أن ظلما يطال هذا الموطن أو ذاك الموظف بمصادرة أرضه أو حقوقه في تسوية أوضاعه المالية والأكاديمية قبل إحالة ملفه إلى التأمينات وذلك لأننا في دولة أو سلطة غير مؤسسة أو بالعربي الفصيح أو المختصر المفيد «دولة اللانظام ..دولة اللاقانون.. دولة المزاج.. دولة الاستهداف..دولة مملكة الجعاشن».

لكن الذي لا أفهمه ولا يفهمه غيري أن مثل هذا الإجراء التسعفي ينال ويطال أعضاء الهيئة التدريسية والهيئة المساعدة بجامعة عدن وجلهم وإن لم يكونوا كلهم قامات أكاديمية وعلمية قدمت ومازالت تقدم للوطن عصارة خبراتها وقراءاتها النوعية لأجيال بعد أجيال وتشهد لهم إصداراتهم من الكتب والبحوث العلمية في مجالات شتى ولماذا جامعة عدن بالذات؟

الذي لا أفهمه ولا يفهمه غيري أن نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم بجامعة صنعاء هددت بتصعيد الاحتجاجات ضد محاولة إدارة جامعة عدن إحالة 140 أستاذا جامعيا إلى التقاعد وجاء هذا الموقف على لسان الأخ د. عبدالله فارع العزعزي المسؤول الإعلامي والثقافي بنقابة هيئة التدريس بجامعة صنعاء وهو موقف يستحق منا كل الاحترام.

لطالما مس هذا القرار التعسفي التمييزي جامعة عدن فبوسعي أن أجزم بالقول:«إنها تداعيات حرب صيف 1994م» لكني متفائل بأن المجتمع المدني الذي اعتصم لمدة عشرة أيام وانتقل بعد ذلك إلى القضاء سينتصر حتما على تلك التداعيات في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى